أبوابه وشبابيكه بعدد أيام السنة.. حكاية أغرب قصر عمره 114 سنة في المنيا- صور

المنيا- جمال محمد:

تزخر محافظة المنيا بالعديد من القصور والمباني التاريخية، ولكل منها حكاية يرويها أهالي المدن وتظل شاهدة على التاريخ، حاملة في طياتها الكثير من القصص التي يتوارثها الأبناء من الأجداد.

فعلى بعد 75 كيلو متر شمال مدينة المنيا، وبالتحديد في قرية قفادة التابعة لمركز مغاغة، وبين الأراضي الزراعية تجد واحداً من أجمل القصور الذي يبلغ عمره 114 سنة، وهو قصر "فانوس" والذي لا يزال يقف شامخاً كأغلب القصور المهجورة التي نشاهدها في المسلسلات والأفلام السينمائية، غير أن ما يميز هذا القصر أبوابه وشرفاته التي تتساوى مع عدد أيام السنة.

بُني القصر أو السرايا كما يُسميه أهالي قرية قفادة في عام 1910، وكان ملكاً لأحد الأثرياء ويدعى فانوس أبسخيرون حنا، والذي كان وحيد والديه ونشأ في قرية قفادة التابعة لمركز مغاغة، وتقلد العديد من المناصب حتى أصبح المسئول عن الأملاك الخديوية في المركز، وعندها تم منحه ما يقرب من 50 فدانا لأمانته، وحينما بدأ الخديوى إسماعيل في بيع بعض الأراضي من الدائرة السنية لحل مشكلة الدين المصري العام، تمكن فانوس من شراء بعضها حتى وصلت أملاكه إلى حوالي 1200 فدان تقريباً.

ويذكر الأثريون بالمنيا أن مساحة القصر وحدائقه تبلغ 17 فدانًا يحيط بها سور كبير، وتقلصت فيما بعد تلك المساحات ولم يتبق سوى القصر الذي يضم الكثير من الرسومات والتحف.

يبلغ ارتفاع القصر 17 متر تقريبًا، ويتكون من طابقين، بهما 10 شقق سكنية لأسر العائلة بإجمالي 60 غرفة، ويوجد بالطابق الأول ساحة كبيرة لاستقبال الزوار الذين كان فانوس يستقبل الكثير منهم، فكانت تربطه علاقات طيبة بالجميع سواء مسلمين أو مسيحيين، كما يوجد بالدور الأرضي عدة أفران لتجهيز الأطعمة والخبز وغرف لتقديم الطعام للضيوف وغرف لتخزين الخضروات.

أبرز ما يميز القصر كذلك أنه كان مزوداً بهاتف نمرة (6) ، ما يؤكد أنه كان من أوائل خطوط التليفون التي دخلت لعروس الصعيد مع مطلع القرن الماضي، وكان عددها محدوداً للغاية.

القصر لازال ملكاً لأفراد العائلة، ويُستخدم من حين لآخر على فترات خصوصاً أثناء المناسبات العائلية، إلا أن الكثير من الأهالي يتوافدون على محيطه لالتقاط الصور التذكارية من حين لآخر، خاصة أن أبوابه وشرفاته بعدد أيام السنة، ويُطلق عليه البعض قصر "أيام السنة".