إخماد جحيم النابلم.. قصة بطولة الكتيبة 23 صاعقة في حرب أكتوبر (صور)
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
الإسكندرية - محمد البدري:
في ليلة من ليالي أكتوبر 1973 حيث كان الهدوء يلف المكان، كانت هناك مجموعة من الجنود المصريين يستعدون لمهمة قد تغير مجرى التاريخ، هؤلاء الجنود من رجال الكتيبة 23 صاعقة الذين حملوا على عاتقهم مسؤولية كبيرة، كانوا يعلمون أن نجاحهم في هذه المهمة قد يكون الفارق بين النصر والهزيمة.
تبرز قصة رجال الكتيبة 23 صاعقة من العمليات الخاصة، ضمن سجل حافل من البطولات والتضحيات التي قدمها رجال القوات المسلحة في حرب أكتوبر، إذ نجحوا في سد أنابيب النابالم الإسرائيلية مما كان له دور حاسم في نجاح خطة عبور قناة السويس قبل ساعات قليلة من بدء الحرب.
نجل البطل يروي ليلة التحضير للعبور العظيم
في لقاء خاص مع "مصراوي"، تحدث ولي الدين سعودي، نجل المقاتل الراحل عبد المحسن سعودي، عن بطولة والده وزملائه في كتيبة العمليات الخاصة التي ضمت 31 مقاتلًا. كانت مهمتهم سد فتحات النابالم على طول قناة السويس قبل ساعات من عبور الجيش المصري إلى الضفة الشرقية، وهي واحدة من مئات البطولات التي سطرها جنود مصر في ذاكرة الانتصارات.
اكتشاف النابالم أثناء حرب الاستنزاف
يقول ولي الدين سعودي إن اكتشاف وجود النابالم بدأ أثناء حرب الاستنزاف، حيث لاحظت القوات المصرية وجود حريق هائل على سطح مياه القناة. علمت القوات أن إسرائيل وضعت 31 نقطة محورية على طول القناة تحتوي على صهاريج تحمل نحو 900 لتر من النابالم، وهي مادة حارقة استخدمها الجيش الألماني خلال الحرب العالمية الأولى وتم تحريمها دوليًا، إلا أن إسرائيل استخدمتها في حرب 1967 لمنع القوات المصرية من العبور.
تفاصيل خطة النابالم الإسرائيلية
يروي سعودي أن إسرائيل مدت مواسير النابالم داخل الساتر الترابي وصولًا إلى داخل القناة بمسافة تصل إلى 40 سنتيمترًا داخل المياه، وكان بجوار كل صهريج جندي إسرائيلي مكلف بفتح النابالم في المياه من وحدة تحكم، مما يجعل سطح القناة كتلة من النيران بدرجة حرارة تصل إلى 700 مئوية في حالة خروج طلقة نارية واحدة.
العبقرية المصرية في كشف مواقع النابالم
وأشار إلى أن الأجهزة المصرية تمكنت من الحصول على خريطة كاملة بمواقع مواسير وفتحات النابالم بطول الجبهة قبل الحرب بفترة كبيرة، ما أتاح لها وضع آلية للتعامل معها، جاءت فكرة مبتكرة لأحد ضباط القوات المسلحة تعتمد على إرسال فريق من الضفادع البشرية يحملون مادة مقاومة للماء لسد الفتحات، تم اختراع مادة تتجمد في الماء، وعرضت الفكرة على الرئيس الراحل محمد أنور السادات الذي أقرها وأمر بتصنيعها سرًا.
التحرك نحو الهدف
في ليلة 5 أكتوبر، انطلق 31 مقاتلًا من القوات البحرية ومجموعة من القوات الخاصة، بينهم المقاتل عبد المحسن سعودي، غوصًا في مياه قناة السويس نحو الضفة الشرقية حاملين معداتهم نحو منابع النابالم الإسرائيلية.
نجاح العملية
نجح المقاتلون المصريون في سد فتحات المواسير وقطع الإمداد قبل عبور القوات المصرية بساعات، مما حال دون إشعال حريق واحد طوال فترة العبور، بفضل جهود الأبطال المشاركين في تلك العملية التي كانت عاملًا رئيسيًا للنصر.
فيديو قد يعجبك: