نجّار يصلّح مقاعد وأبواب مدارس قريته في الشرقية مجانا: "برد جميل بلدي عليا" -صور
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
الشرقية - مصراوي:
دفعه حبه للوطن أن يفكّر مرارًا في هدية يقدمها رمزًا لتلك المحبة، فاهتدى بعد تفكير عميق إلى أن يتطوع بوقته وجهده معبرا عن مشاعره وانتمائه، لكنه لم يملك إلا صنعته "النجارة" فقرر استثمارها وتطويعها لخير استهدفه لأهل قريته، فمضى منذ 6 سنوات في صيانة مقاعد وأبواب المدارس الحكومية بقريته مجانا، خاصة مع التحاق طفله بالتعليم الأساسي، قاصدا أن تبقى ما دام حيا وكأنها رسالة شكر منه للوطن الأكبر مصر.
"أحمد عبد الدايم" شاب في أوائل الأربعينات يعمل نجارًا ويقيم بقرية بهنباي التابعة لمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية يقول في حديث خاص لـ"مصراوي": طول الوقت بحاول أعمل خير على قد الحال كخدمة أو مساعدة للغير تقربا لله، وفكرت أخدم بلدي لكني لم أملك سوى صحتي وصنعتي فأنا رجل متواضع الحال، فقررت أعمل خدمة عامة للأهالي بدون أجر، معلقا: "كانت نيتي كذلك خدمة الوطن، لأن حب الوطن عبادة" -حسب وصفه.
"أحمد" رجل بسيط الحال يكفي بالكاد حاجة أسرته من كدّه وسعيه في عمله نجارًا، ويتابع حديثه قائلا: "عندما التحق ابني بالمدرسة منذ 6 سنوات مضت كنت فرحان ومن وقتها بتمنى تخرج ابني في الجامعة وبحلم بمستقبل جميل له، وقتها قررت إني أرد جميل مصر عليا، حتى لو لم أملك مال، معلقا: "وردت فكرة صيانة مقاعد وأبواب المدرسة التي يدرس فيها طفلي الصغير، وعندئذ عرضت على مدير المدرسة الخدمة، ووافق مرحبا".
يشير أحمد إلى أنه بدأ بصيانة مقاعد وأبواب المدرسة تلك التي يدرس فيها صغيره، وأنه يستغل فترة ما قبل بدء العام الدراسي بنحو أسبوعين أو شهر كامل، ليصلح المقاعد والأبواب، معلقا: بصلح المقاعد المكسورة حرصا على سلامة الأطفال فأنا أشعر أنهم أطفالي، كما أحرص على دق المسامير وتنعيم أخشاب المقاعد كي لا تتمزق ملابسهم.
مرّ العام الأول وأنجز أحمد صيانة مقاعد المدرسة لكنه قرر أن ينشر الفكرة في قريته وبدلا من صيانة "نجارة" مدرسة واحدة، لجأ إلى تعميم الفكرة في أنحاء القرية، مشيرا إلى أنه ومنذ 5 سنوات تعهد بصيانة مقاعد وأبواب كل مدارس القرية، وذلك قبل بدء كل عام دراسي جديد بنحو أسبوعين أو شهر على الأكثر لتصبح عادته الخيرية السنوية في كل مدارس القرية.
مع مرور الأعوام لم يكّل أو يمل أحمد من عمله التطوعي معبرا به عن حبه لوطنه بل كان يعمل في صمت إلى أن علم أهل القرية وذاع صيته بينهم ومدحوا فيه حبه وانتمائه للوطن، وما كان رده إلا أنه أراد أن يقدم محبته للوطن الأكبر مصر بخدمة أهل وطنه الأصغر "قريته" بقدر ما استطاع، مختتما: "أمنيتي أن تعمم الفكرة وكل شخص في مجاله يقدر يتطوع بجهد أو عمل محبة لبلده ويبدأ بنفسه والأجر عند الله".
وفي لافتة إنسانية واجتماعية طيبة بادر بها أحد أهالي القرية يدعى "أيمن" وزوجته بسمة، بأن يكافئا أحمد بهدية شكرا له على مجهوده الذي بذله في صمت ولم يسعَ لشيء سوى أن يكون محمودا بين الناس بعمله وأن تبقى له ذكرى طيبة، فقررا الزوجان منحه هدية عينية ونقدية ليس إلا عرفانا له بالطيب الذي يفعله لأهل بلدته، وعلقت الزوجة قائلة:"وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان، وهديتنا رمزية لابن قريتنا تكريما له لعل الخير ينتشر ويسود".
فيديو قد يعجبك: