بائع متجول يتلو قرآن فى شوارع الشرقية: "صوتي حلو لكن مكملتش علام ونفسي احفظ كتاب الله" -فيديو
الشرقية - مصراوي:
في شوارع قرية أنشاص الرمل بمحافظة الشرقية، يجول "جعفر" الشاب البائع المتجول بعربته الخشبية ثقيلة الوزن والتي يعلوها مسليات ومقرمشات للأطفال، لم يتوقف لسانه عن الذكر بصوت مرتفع ثم يداعب الزبائن بوجه بشوش مبتسم "وحد الله، الله أكبر" وبعدها ينطلق ليتلو بعض آيات من القرآن الكريم بصوت جهوري، ليجذب الناس الذين يقبلون للاستماع إليه والشراء منه.
رصدت عدسة كاميرا "مصراوي" الشاب "جعفر عثمان" في شوارع قرية أنشاص الرمل بمركز بلبيس محافظة الشرقية، حيث محل إقامته هو وأبناء عمومته، يقول في حديثه: "إنه جاء من صعيد مصر سوهاج مسقط رأسه ليشق الطرق بحثا وسعيا عن الرزق"، لافتا إلى عمله في عدة محافظات بالجمهورية إلى أن استقر بمحافظة الشرقية منذ عدة سنوات، معلقا: "دمي راق للشرقية وكيف ما قالوا عنهم ولاد عم الصعايدة والدم حن لهم"-حسب قوله.
يتابع جعفر الشاب البالغ من العمر 24 عامًا قائلا: "أنه بدأ العمل في سن صغير إذ كان عمره وقتئذ ٩سنوات كعادة أهله وذويه الصعايدة في سوهاج"، لافتا إلى أنه لم ينل حظا من التعليم ولم يتم دراسته وتسرب في المرحلة الأساسية، معلقا: "متوفقتش في العلام وما عرفتش اقرأ ولا اكتب وكان النصيب أشق طريقي أكسب لقمة عيش حلال واسافر لها أي مكان، والأول كنت مسؤول عن نفسي دلوقتي مسؤول عن زوجة ومنتظر ولي العهد".
يضيف جعفر: "أنه يكافح وأكد منذ نشأته وطفولته فهو يعمل في محافظات بحري وآخرها محافظة الشرقية تلك التي أقام فيها منذ عدة سنوات"، لافتا إلى أنه يعمل شهرين أو 3 شهور متتالية، ثم يعود لسوهاج ليأخذ إجازة بين الأهل والأحبة وزوجته لمدة شهر تكون حافزا وباعثا على العمل من جديد، وذكر أنه إن وجد فرصة عمل في قريته بالعيد وقت الإجازة لن يتوان عنها ويعمل فهو يرى أن باب الرزق إذا فتح لا يصح أن يغلقه برفض الفرصة.
يتابع جعفر الشاب الصعيدي،: أنه رغم لم يتعلم وبالتالي لم يستطع القراءة والكتابة، إلا أن الله حباه صوت جهوري عذب يميزه عن البقية من أقرانه أو غيره في تلاوة القرآن الكريم بصوت يشبه أصوات كبار القراء كالشيخ عبد الباسط عبد الصمد والشيخ صديق المنشاوي والدوسري وغيرهم، مضيفا: "صوتي حلو الحمدلله لكن بتعثر في القراءة ونفسي احفظ مثل الشيوخ لكن مبعرفش أقرأ وبعتمد على السمع وبحاول اسمع القرآن مسجل".
واختتم جعفر حديثه لـ"مصراوي" موضحا، أنه دائم التجوال لبيع بضاعته سواء في الصيف أو الشتاء فهو لم يتوقف عن العمل، لافتا إلى أن عمله موسمي فهو في الشتاء يبيع الحرنكش والفاكهة الأخرى التي تباع في الشتاء مثل النبق والبشملة، كما يبيع في الصيف التين الشوكي وفي أوقات يبيع المسليات والمقرمشات، موضحا أنه طوال تجوله بالشوارع يترنم بتلاوة القرآن بصوت جهوري يطرب السامعين والمارة فيلتفوا حوله ليطربوا بجمال صوته، فهذا الأمر جعله معروفا ومحبوبا لدى أهل القرية والقرى التي تطأها قدمه سعيا وراء الرزق".
فيديو قد يعجبك: