إعلان

أسرة الشهيد مؤمن نعمان بعد عودة قطار التنمية إلى سيناء: دم ابننا ما راحش هدر

10:54 م الإثنين 07 أكتوبر 2024

أسرة الشهيد مؤمن نعمان

الإسماعيلية - مصراوي:

عبّرت أسرة الشهيد مؤمن نعمان عن فرحتها بعودة حركة القطارات إلى سيناء بعد توقف دام 50 عامًا، مضيفةً أن ما يحدث الآن دليل على الرغبة في استعادة الاستثمار بأرض الفيروز.

الشهيد النقيب مؤمن عادل نعمان، الضابط بقطاع قوات الأمن بمديرية أمن شمال سيناء، أحد الشهداء الذين ضحوا بدمائهم واغتالتهم يد الإرهاب في 8 أبريل 2015، بلغم أرضي زرعه الإرهابيون فى طريق مدرعة الشهيد بسيناء.

وأطلق الفريق كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، التشغيل التجريبي لقطار التنمية مجددًا، على خط الفردان/ بئر العبد بطول 100 كم، وذلك كمرحلة أولى من مشروع إعادة تأهيل وإنشاء خط سكة حديد يمتد من الفردان إلى شرق بورسعيد، بئر العبد، العريش، وصولًا إلى طابا، بطول إجمالي يُقدر بحوالي 500 كم، ليصبح أحد المكونات الأساسية للممر اللوجيستي العريش/ طابا.

وأكدت ميرفت سكر، والدة الشهيد مؤمن نعمان، أنها شعرت لأول مرة أن "دم ابنها لم يذهب هدرًا"، وقالت: "قضيت سنوات شبابي في سيناء، تزوجت هناك، وأنجبت أبنائي، ولم أستطع مغادرتها حتى بعد استشهاد ابني، الرائد مؤمن نعمان، الذي استهدفته العناصر الإرهابية أثناء تأمينه للطريق الساحلي، واستشهد على هذه الأرض".

وأضافت في تصريحاتها لمصراوي أنها انتقلت إلى سيناء منذ 30 عامًا حين كانت منطقة بكرًا قبل ظهور الإرهاب، وعشقت طبيعتها الخلابة وحياتها الهادئة رغم قلة الإمكانات. وأوضحت أن ما يحدث اليوم من تطوير هو بمثابة تحقيق لحلم لم يتخيله أهل سيناء. وأضافت: "كنا نأمل بهذا التطوير، لكن لم نتخيل أن نراه يومًا يتحقق على أرض الواقع".

وتحدثت عن فترة الحرب ضد الإرهاب، ذاكرةً أن الخطر كان يهدد الجميع دون تفرقة بين مدنيين أو قوات أمن، ما جعل التنقل في الشوارع أمرًا محفوفًا بالمخاطر، ومع ذلك، لم تستطع مغادرة سيناء لأنها كانت تريد البقاء بجوار ابنها أثناء فترة خدمته كضابط أمن هناك.

وأشارت إلى أنها اضطرت لمغادرة سيناء بعد استشهاد ابنها في 2018، حيث بدأ الإرهابيون يستهدفون عائلات الشهداء، ما دفعها للعودة إلى مدينتها ومسقط رأسها في الإسماعيلية، لكنها كانت تعود بين الحين والآخر لزيارة سيناء واستعادة الذكريات.

وقال والد الشهيد إن عملية تطوير الطرق في العريش بدأت بمحور واحد يُستخدم في الاتجاهين، ثم تطور لاحقًا إلى حارتين. وأوضح أن الإرهابيين كانوا يزرعون العبوات الناسفة على جانبي الطريق خلال فترة العمليات الأمنية، ما جعل السفر شديد الخطورة. وأضاف أن البنية التحتية تضررت نتيجة العمليات الإرهابية، ما جعل الطريق بحاجة إلى تطوير شامل بعد انتهاء الحرب ضد الإرهاب.

وعن معاناة الأهالي قبل تشغيل القطار، أوضح والد الشهيد أن العبور إلى سيناء كان يتطلب انتظارًا طويلًا في طوابير العبارات، حتى جاءت فكرة حفر الأنفاق أسفل قناة السويس وإنشاء الكباري العائمة، مما سهّل التنقل بشكل كبير. واليوم، بعد تشغيل القطار الذي يصل إلى بئر العبد، أصبح من الممكن زيارة سيناء يوميًا.

وأعرب والد الشهيد عن شعوره بالرضا رغم ألم الفقد، مؤكدًا أن ما يجري من تنمية في سيناء هو دليل على أن دماء ابنه لم تذهب سدى، بل كانت جزءًا من إرادة المصريين في استعادة البناء والتعمير.

واستعاد ذكرياته عن أول مرة استقل فيها القطار في طفولته من الإسماعيلية إلى غزة الفلسطينية، قائلًا إن الرحلة كانت تتضمن بوابة واحدة تفصل بين المصريين والفلسطينيين، وكان هناك تبادل تجاري نشط بين الطرفين. لكن بعد نكسة 1967، قام الإسرائيليون بسرقة القضبان لدعم تحصينات خط بارليف. وبعد حرب أكتوبر، عاد القطار للعمل مرة أخرى، لكن تم تدمير القضبان من جديد على يد الإرهابيين. واليوم، ومع التشغيل التجريبي لقطار التنمية، تعود حركة القطارات إلى قلب سيناء للمرة الثالثة، مؤكدًا أن هذا التطور هو بداية جديدة للاستثمار والتنمية في أرض الفيروز.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان