إعلان

أبو الخير عسران.. حكاية حارس أمين على كنوز دندرة -صور

12:05 م الأحد 10 نوفمبر 2024

قنا - عبدالرحمن القرشي :

يقضي أبوالخير عسران، أقدم غفير آثار بمعبد دندرة بغرب قنا، قرابة 12 ساعة يوميا، في حراسة المعبد، في ورديات متعاقبة هو وأشقائه الثلاثة، يعرفه الصغير والكبير داخل المعبد، اشتهر باليقظة والأمانة طيلة فترة عمله بعد أن قارب على سن التقاعد، وطالما نجحت يقظته في حماية المعبد من مخاطر العبث والتنقيب والتشويه.

عدسة موقع "مصراوي" زارت "عم أبوالخير"، للتعرف على كواليس مهنته كأقدم غفير آثار بمعبد دندرة، الذي ورثها عن أشقائه الثلاثة الذين عملوا فى نفس مهنته داخل المعبد، كحراس للآثار داخل المعبد.

قال "عم أبوالخير": " في بداية عملي في معبد دندرة قررت أن أستمع لنصائح أشقائي الذين سبقوني، فنصحوني بالأمانة واليقظة وحب المكان، لأن بالحب يأتي العطاء، طيلة فترة عملي قررت ألا يشكي مني أي زائر داخل المعبد سواء سائحين أو مرشدين، وأن أحافظ على المعبد من أي مخاطر سواء خلال فترة الحراسة الصباحية أو الليلية".

وأضاف:" مهمتي تتلخص في الحفاظ على أمن المعبد من أي مخاطر سواء تنقيب أو إساءة مثل أعمال منافية للآداب أو أعمال دجل وشعوذة تتم داخل المعبد".

وذكر أن أصعب فترات العمل خلال مسيرته كانت فترة أحداث ثورة 25 من يناير، لأن عصابات التنقيب عن الآثار في التنقيب نشطت بعد أن أصبح المعبد شبه مهجور لمدة 5 أشهر، فكان لا يغمض لي جفن ليلا ونهارا خلال عملي داخل المعبد، ونجحت في إحباط محاولات للتنقيب خارج حرم المعبد، بمشاركة زملائي، وقمت بإطلاق الرصاص عليهم إلى أن هربوا وتركوا معداتهم".

وأشار "عم أبوالخير"، إلى أنه يشعر بالقلق حينما يشتبه في وجود أفواج سياحية تتبنى فكر مجموعات الأفروسنتريك، لأنه في وجه نظره هذه المجموعات تشعر بالحقد والحسد على الحضارة الفرعونية والإرث العظيم لها، لذا فهو فيكثف عليهم أعمال المراقبة والمتابعة طبقا للوائح القانونية إلى أن ينتهوا من جولاتهم داخل المعبد خشية من ارتكاب أي أفعال تسيء للمعبد أو الحضارة المصرية.

ويروى "عم أبو الخير" أبرز المواقف الغريبة التي مرت عليه قائلا: " خلال استلامي الوردية المسائية والمبيت داخل المعبد ذات يوم، قمت بإجراء تمشيط للمعبد فوجدت سائحا من البرتغال، اختبأ في الركن الخلفي للمعبد وقرر المبيت داخل المعبد، فتحفظت عليه وأخطرت الأجهزة الأمنية، فجاءوا على الفور لاستلامه والتحقيق معه".

وذكر أبوالخير، أن يقظة غفر آثار معبد دندرة أفشلت وقوع أي أعمال منافية للآداب كما حدث في بعض المواقع الأثرية الأخرى من بعض السائحين الذي صوروا مشاهد تعري داخل المواقع الأثرية، لذلك من المطلوب من غفير الآثار أن يرقب بعينيه أي عمل غريب خلال جولات السائحين داخل المعبد، كذلك يمنع خلال جولات السائحين ملامسة الجدران أو الكتابة عليها أو ممارسة طقوس وعبادات دجل وشعوذة.

عن الهواجس التي يتعرض لها غفر الآثار خلال المبيت داخل المعبد، أوضح أن بعض غفر الآثار في بداية استلام العمل كانوا يتعرضون لحالة من الهواجس والمخاوف، بسبب الحديث عن لعنة الفراعنة، فأغلبهم يعاني من كوابيس مفرطة خلال النوم داخل المعبد، والبعض الآخر يتخيل أشباحا، وذكر أنه لم يعاني من أي هواجس خلال العمل في معبد دندرة، لأنه في مهمة عمل من شأنها الحفاظ على المعبد، ومن يتعرض للعنة الفراعنة، هو من ينوي مساس المعبد بأذى.

وذكر "عم أبوالخير"، أنه مع اقتراب خروجه على المعاش من مهنته كغفير آثار يشعر بحالة مختلطة من السعادة والحزن، فالسعادة لأنه أتم مهمته بأمانة دون أي مخالفة مما يشعره بالفخر والاعتزاز بنفسه، أما الحزن فيشعر به لأنه سيفتقد العمل داخل المعبد الذي أصبح جزءا من حياته اليومية لأكثر من 30 عاما.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان