لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مشيد بالطوب اللبن قرب بحيرة التماسيح.. تعرف على أسرار منزل "المندوب السامي" في الفيوم -صور

07:55 م السبت 16 نوفمبر 2024

الفيوم – حسين فتحى:

في أعماق واحة الفيوم الخضراء، وعلى مقربة من بحيرة التماسيح الأسطورية، يتربع منزل تاريخي يحمل بين جدرانه حكايات عريقة عن الاستعمار البريطاني لمصر، هذا المنزل الفريد، المبني من الطوب اللبن، استخدمته جامعة ميتشجن الأمريكية كمقر لبعثتها الأثرية قبل أن يتحول إلى قصر صيفي للمندوب السامي، الذي وجد في الفيوم ملاذًا بعيدًا عن صخب العاصمة، ويشكل اليوم معلمًا أثريًا وسياحيًا بارزًا.

وقال أشرف صبحى مدير منطقة آثار الفيوم، إن بيت المندوب السامى البريطانى تبلغ مساحته حوالى 10 قراريط، وتعمل البعثة الأمريكية على عملية تطويره.

وأضاف صبحى، أن أهالى منطقة كوم أوشيم أطلقوا اسم "بيت القنصل"، أو "بيت المندوب" على المنزل الذي أقامته جامعة "ميتشجن" الأمريكية فى المنطقة لاستخدامه كمقر لأعضائها العاملين فى بعثة أثرية، وكان ذلك فى أواخر الربع الأول من القرن الماضى، واستخدمه بعد ذلك المندوب السامى البريطانى، وكان يسمى الجنرال "وينجت" وليس اللورد كرومر كما كان يعتقد البعض كاستراحة له أثناء قضاء عطلته الأسبوعية فى محافظة الفيوم، وقيامه برحلات صيد الطيور شمال بحيرة قارون.

وذكر الأثرى أحمد عبد العال مدير عام منطقة آثار الفيوم الأسبق، أن حكاية بيت المندوب ترجع إلى عام 1924 عندما قامت جامعة "ميتشجن" الأمريكية بإجراء حفائر أثرية فى منطقة كوم أوشيم بتشييد هذا المنزل من الطوب اللبن، ليكون مقرا لأعضائها يقيمون فيه أثناء إجراء أعمالهم الأثرية فى المنطقة، واستمرت فى استخدامه طيلة عشر سنوات، وأن هذا المنزل جرى بنائه بشكل مستطيل، وله سلم من الخارج يؤدى إلى سطح المنزل، وله ساحة خارجية أمام الباب الرئيسي وسقفه من الخشب والجريد بداخله حجرات متداخلة.

ويشير مدير عام منطقة آثار الفيوم الأسبق، إلى أنه بعد أن أنهت جامعة "ميتشجن" أعمالها ظل المنزل مهجورا لسنوات إلى أن جاء المندوب السامى البريطانى فى مصر، واستخدمه استراحة له خلال فترة الاحتلال البريطانى، وكان يقضي إجازاته الأسبوعية في المنزل، وأطلق عليه الأهالي وقتها "بيت المندوب"، وبعد انتهاء الاحتلال وطرد الإنجليز من مصر أصبح المنزل مهجورا مرة أخري، حتي عام 1970 عندما قامت كلية الآداب جامعة القاهرة بعمل حفائر بالمنطقة واستخدمته كمقر لأعضاء البعثة، وأصبح مهجورا للمرة الثالثة إلى أن جاءت بعثة أمريكية هولندية برئاسة فليكا فيندرتش عام 2006، وقامت بترميم المنزل حيث كانت تأتي إليه البعثة شهرا كل عام لكى تقيم بالمنزل وتتولى أعمال ترميمه.

ويؤكد عبد العال، أن المنزل يحتوي من الداخل على لوحات متعددة توضح تاريخ الحفائر التي تمت بالمنطقة، وتاريخ بناء المنزل وأعمال الترميم التي تمت به، كما يحتوي علي بعض النماذج الأثرية، بالإضافة إلى صور للحفائر التي جرت أيضا بالمنطقة، وصور للمندوب السامى مع الحارس الخاص به داخل المنزل، وصور لسيارته التى كان يستخدمها أثناء حضوره للفيوم، وهناك صورة أخرى طريفة لقيام "حاوى" باستخراج ثعبان من المنزل فى حضور المندوب، بالإضافة إلى بعض النماذج الأخرى من زيارات المندوب السامى لمناطق الفيوم.

ويضيف عبد العال، أن وزارة الآثار ألقت الضوء خلال الفترة الأخيرة على البيت واستخدمته كمركز للزوار وزاره الدكتور خالد العنانى وزير الآثار الأسبق مرتين، ويعتبر المنزل من المعالم الأثرية التى يفضلها السائحين أثناء زيارته للفيوم.

وقال أن حوائط بيت المندوب عرضها 75 سم، والشبابيك مصممة بشكل فريد تساعد على الاحتفاظ بدرجة حرارة الجو صيفا وشتاء، كما يوجد ببيت المندوب السامى مجموعة من الأزيار من المبطنة الخشب والزنك لكى يحتفظ بالمياه بارده ونقية قبل وصول الكهرباء، كما يوجد بالمنزل "كلوبات" الكيروسين التى كانت تضيء المنزل ليلا، نافيًا علاقة المنزل باللورد كرومر المندوب السامى البريطانى على مصر خلال بدايات القرن الماضى، خاصة أن كرومر توفى عام 1917 أي قبل بناء المنزل بسنوات.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان