شارع النبي دانيال.. ممر العالم القديم بالإسكندرية يعود للحياة بمشروع تطوير ضخم -فيديو وصور
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
الإسكندرية - محمد البدري:
في قلب الإسكندرية، حيث تتشابك الأزمنة وتتعانق الحضارات، ينبض شارع النبي دانيال بروح التاريخ وجمال الحاضر. هذا الشارع العريق، الذي يمتد بجذوره إلى زمن الإسكندر الأكبر، ليس مجرد طريق يربط بين نقطتين، بل هو شريان حياة ينبض بالحكايات.
ومع اقتراب انتهاء أعمال التطوير، يستعد شارع النبي دانيال لاستقبال فصل جديد في تاريخه الطويل، بفضل الجهود المبذولة، سيظل هذا الشارع رمزًا للتراث والوحدة الوطنية، ومصدر إلهام للأجيال القادمة.
ورصد "مصرواي" جانبًا من أعمال المرحلة الثالثة لتطوير الشارع الذي يُعد أحد أقدم وأهم شوارع عروس البحر المتوسط، حيث يشهد أعمال تطويره ورفع كفاءته.
وأوضح محافظ الإسكندرية الفريق أحمد خالد أن المشروع يهدف إلى تطوير شارع النبي دانيال بطول حوالي 750 مترًا، بتكلفة 143 مليون جنيه، حيث يتم تنفيذه على ثلاث مراحل، لافتا إلى أنه تم الانتهاء من تنفيذ المرحلة الأولى بالكامل بنسبة 100%، بينما تم تنفيذ المرحلة الثانية بنسبة 90%، وأشار إلى أن المرحلة الثالثة من المشروع بدأت في 1 نوفمبر ويتم متابعة تنفيذ الأعمال بها لضمان الانتهاء منها في أقرب وقت.
وتشمل أعمال التطوير عمل نموذج موحد لكافة المحالّ الموجودة بالشارع، مع مراعاة توحيد اللافتات الإعلانية للمحالّ طبقًا للتنسيق الحضاري واستخدام خط الإسكندرية، بالإضافة إلى دهان وعمل واجهات لأسوار إدارة الإشارة والمعهد الديني والمركز الثقافي الفرنسي.
كما يتضمن المشروع مراعاة الإضاءات الجانبية للشارع بأعمدة إضاءة ديكورية وإضاءات على العمائر لإبراز الزخارف المعمارية، وذلك بعد رفع كفاءة البنية التحتية للشارع بجميع المرافق.
نوه المحافظ إلى أن أعمال التطوير تضمنت إزالة طبقة الأسفلت القديمة ووضع طبقة جديدة تتناسب مع طبيعة الشارع، وتوفير ممرات آمنة ومريحة للتسهيل على المواطنين التحرك في الشارع، إلى جانب توفير إضاءات مماثلة للإضاءات المتواجدة بمحيط المتحف اليوناني الروماني، لإبراز الزخارف المعمارية، بما يسهم في تحويل الشارع إلى ممشى تراثي. وأكد على جهود المحافظة في رفع كفاءة البنية التحتية للشارع بجميع المرافق، وكذلك تنفيذ أعمال الزراعات.
كما أشار المحافظ إلى الإجراءات التي تم اتخاذها للقضاء على بعض المظاهر العشوائية وتحسين الصورة البصرية للشارع، من خلال توحيد شكل محال بيع الكتب، ودهان واجهات المباني والعقارات التراثية، في إطار تنمية الخصائص الفنية العمرانية للشارع، مع توفير الخدمات والأنشطة لمستخدمي الشارع.
وتكمن أهمية شارع النبي دانيال في كونه أحد أعرق شوارع المدينة وبوابة للعالم القديم، إذ يمتد تاريخه إلى عام 331 قبل الميلاد، عندما أمر الإسكندر الأكبر المهندس الإغريقي دينوقراطيس ببناء مدينة الإسكندرية لتكون عاصمة جديدة لإمبراطوريته، لما وجده فيها من موقع ممتاز يجعلها نواة لعصر جديد.
ويُعد شارع النبي دانيال العريق مجمعًا للأديان السماوية الثلاثة، إذ يضم الكنيسة المرقسية، وهي أقدم كنيسة في أفريقيا من القرن الأول الميلادي، ومعبد إلياهو هنابي، وهو أقدم المعابد اليهودية التي شُيدت في الإسكندرية، ومسجد النبي دانيال الذي شُيد في القرن الثامن عشر.
يتمتع الشارع بطابع ثقافي لثرائه بالعديد من المباني التراثية من القرن التاسع عشر، وكذلك منشآت تاريخية مميزة مثل مبنى جريدة الأهرام التاريخي ومبنى المركز الثقافي الفرنسي، فضلًا عن أكشاك الكتب والصحف الممتدة على جانبي الشارع، والتي شكلت دورًا هامًا في تكوين الثقافة المصرية، خاصة لأبناء المدينة الساحلية خلال السنوات الماضية.
ويضرب الشارع بجذوره في عمق المدينة التي بناها الإسكندر الأكبر، ولذلك يصل عمره إلى تاريخ هذا القائد الذي تفصلنا عنه قرابة ألفي عام، والشارع ذاته يجسد حالة من الوحدة الوطنية، لما يضمه من مسجد يحمل الاسم نفسه، واشتق منه المصريون تسمية الشارع به، إضافة إلى الكنيسة المرقسية بجانب المعبد اليهودي.
فيديو قد يعجبك: