55 عامًا مع الإبرة والخيط.. حكاية "رضا قنديل" أشهر ترزي جلاليب في المنوفية -صور
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
المنوفية- أحمد الباهي:
في غرفة صغيرة مضاءة بأضواء ساطعة بالطابق الأرضي، يجلس أشهر ترزي في مدينة الباجور التابعة لمحافظة المنوفية، منشغلًا بإبداعه في ورشته المتواضعة. بين يديه جلباب ينتظر لمسته الأخيرة، ليهدي به زبونه قطعة فنية من القماش.
ورغم تواجده في داخل أحد شوارع أطراف المدينة، إلا أن زبائنه تأتيه من القرى والنجوع البعيدة على مر أجيال، بدأت مسيرته قبل 55 عامًا منذ أن بلغ عمر الخمسة عشر عامًا، وتعلم كيف يُمسك بالإبرة والخيط ويتفنن في تنفيذ الجلاليب البلدى بمختلف أشكالها وخاماتها متنقلاً إلى كافة مشتملاتها بين "السديري" والقفطان والعباءات البلدي.
"رضا عبد المُحسن قنديل" 70 عامًا، قال لـ"مصراوي"،: "إنه لم يترك المهنة منذ دخل مجالها، وعمد إلى تطويرها كلما أتيحت له الفرصة، شكل الجلباب يختلف في الأهواء وتدخل عليه تحديثات خاصة الواردة من دول الخليج، وإن لم أكن مُتابعًا ومُتقنًا في التنفيذ كيفما أراد العميل سأصبح أيضًا من الماضي، ذلك ما تعلمناه في تلك المهنة".
وعن العباءات أوضح، أنها تحتاج للحياكة بالإبرة والخيط فقط دون تدخل الماكينة لذا تأخذ وقتًا طويلاً، وأضاف: "بعمل عبايات وجلاليب بلدى بكُلفة كاملة للمشايخ والعمد والأجاويد وكل اللي بيحب لبس الجلاليب البلدي، والجلابية البلدي بمشتملاتها يعني يعني بالسيديري والعمة والقفطان، وبعمل جلاليب أفرنجي جميع القصات سواء كويتي إماراتي وسعودي، لذلك الناس بتجيلي من كل مكان في المنوفية وخارجها".
وتبدأ أسعار تفصيل العباءات من 1000 جنيه حتى 7000 جنيه، وذلك إذا أرد العميل عمل كُلفة لها من الحرير لأن ما يُستخدم يكون شراءه بالجرام الواحد، وقد علمت أبنائي الأربعة الصنعة، نعم أخذوا شهادات تعليم عالي لكن ظروف الحياة لا تؤتمن ولابد من صنعة آخرى يعرفونها جيدًا وتكون ملاذًا حال مالت أمورهم، وعن حجم الطلب عليه أشار إلى أن الجلاليب الصوف والعباءات الثقيلة ترتبط أكثر بفصل الشتاء ويزداد الطلب عليها في ذلك الوقت، بينما الجلاليب الخفيفة في باقي فصول السنة.
وتابع "قنديل": "أن أصعب شيء في تلك المهنة تسببها مشاكل للنظر لذا ارتديت نظارة ووضعت لمبات عديدة تُساعدني على الرؤية، أيضًا يتعرض الظهر لآلام كبيرة نتيجة الجلوس لفترات على كُرسي.. ببساطة، مفيش جنيه بيجي بالساهل".
تذكر "قنديل" زوجته الأولى أم أولاده، وذكر أنها كانت سندا له طول عمرها وحين مرضت بالسرطان كبدنا العلاج مصروفات كبيرة تخطت 200 ألف جنيه، مضيفا: "جمعت معظم هذا المبلغ من أجرة حياكة الجلاليب والعبايات خلال الفترة من 2004 إلى 2015، ولم نستدين من أحد بفضل الله، لكن قدر الله نافذ ورحلت زوجتي في النهاية، لذا أدين بالفضل لمهنتي التي أتوكأ عليها في حياتي ولا ترتبط بسن التقاعد، ولن أتركها لآخر يوم في عُمري".
فيديو قد يعجبك: