على بعد 10 كيلومترات من باريس.. المكس القبلي قرية تروي حكايات منسية عن طرق القوافل الأفريقية – صور
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
الوادي الجديد – محمد الباريسي:
على بعد 10 كيلومترات جنوب مدينة باريس بالواحات الخارجة، تتربع قرية المكس القبلي، شاهدة على تعاقب الحضارات ومسارات القوافل القديمة، هذه القرية الصغيرة لم تكن مجرد محطة عبور على درب الأربعين الشهير، بل أصبحت بوابة لتحصيل الضرائب على البضائع القادمة من أعماق إفريقيا نحو مصر.
بوادر الاستيطان
أكد الخبير الأثري بهجت أبو صديرة، مدير الآثار السابق بالوادي الجديد، أنه بحسب الأنثروبولوجي الألماني فرانك بليس، تعود جذور المكس القبلي إلى منتصف القرن السادس عشر، وربما تكون أقدم من مدينة باريس ذاتها، وكانت القرية مقصدًا لعائلة سرحان التي استقرت فيها حوالي عام 1600 ميلادية، وهو ما يؤكد قدم الاستيطان في المنطقة.
وقال بهجت، إن محمد عمر التونسي أشار إلى القرية في كتابه تشحيذ الأذهان في ذكر مصر والسودان تحت اسم "المقس مفرد"، مضيئًا على دورها الحيوي في حركة التجارة الصحراوية، أما الرحالة الإنجليزي ويليام جورج براون، الذي زارها في يونيو 1793، فلم يقدم وصفًا تفصيليًا، لكنه سجل وجودها ضمن مساره على طول درب الأربعين.
مزارع وبيوت وسط الخضرة:
قال بهجت، إنه قديما، كانت منازل القرية تتناثر وسط الحدائق والمزارع، وحصل سكانها على المياه من آبار جوفية قليلة، وفي عام 1832، أشار البريطاني جورج ألكسندر هوسكينز إلى أن سكان المكس القبلي، الذين بلغ عددهم آنذاك حوالي 100 شخص، يتمتعون بصحة جيدة مقارنة بسكان واحة الخارجة، كما لفت إلى نظافة قريتهم وإنتاجها الزراعي رغم محدودية المياه العذبة.
الثورة المهدية
قال محمود عبد ربه، المتخصص في تراث وتاريخ الوادي الجديد، إنه مع اندلاع الثورة المهدية في السودان (1881-1899)، تغيرت ملامح القرية، تجمع السكان حول حصن دفاعي يعرف ببرج الدراويش أو طابية الدراويش، الذي بُني في عام 1893 خلال الاحتلال البريطاني لمصر، كان الهدف من تشييده صدّ توغلات جيش المهدي القادم عبر درب الأربعين، ويتكون الحصن من طابقين، وصُمم ليكون حصنًا قويًا يواجه الغزوات من الجنوب.
وصف تاريخي ومعماري
أكد محمود، أن رسام الخرائط البريطاني هيوجون ليويلين بادنيل زار القرية عام 1898 ووصفها بأنها محاطة بالنخيل، مع أراضٍ زراعية صغيرة تُروى من آبار منعزلة، أما برج الدراويش فقد وصف لأول مرة عام 1978 بواسطة جان جاسكو، الذي وجد أيضًا بالقرب منه شظايا فخار روماني بقايا فرن قديم، مما يشير إلى تاريخ أعمق للمنطقة.
المكس البحري
قال محمد إبراهيم، مدير الآثار المصرية بالوادي الجديد، إنه في شمال المكس القبلي تقع قرية المكس البحري، التي يعود تاريخها إلى القرن السابع عشر على الأقل، عاش فيها بعض من عائلات الحسانية، ما يعكس ترابط التاريخ والجغرافيا بين القريتين، اليوم، يُحافظ السكان المحليون على الطابية، حيث يعيشون حولها، مما يضمن استدامتها كموقع أثري يمكن زيارته بسهولة.
وجهة تاريخية وسياحية
قال محسن عبد المنعم الصايغ، مدير عام الهيئة المصرية لتنشيط السياحة بالوادي الجديد، إن قرية المكس القبلي ليست مجرد موقع أثري أو محطة تاريخية، بل هي دليل حي على التفاعل البشري مع البيئة الصحراوية، من معابر القوافل إلى حصن الدراويش، تمثل القرية نموذجًا فريدًا للتاريخ المتشابك بين مصر وإفريقيا.
في الختام، إن المكس القبلي تظل شاهدة على الحقب المتعاقبة، وتدعونا إلى إعادة اكتشافها باعتبارها بوابة تاريخية إلى الجنوب، وسجلًا يروي حكايات منسية عن طرق القوافل وحياة الواحات.
فيديو قد يعجبك: