حكاية أقدم بائع جرائد فى الإسماعيلية.. "إدوارد" مهندس بين صفحات الأخبار
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
الإسماعيلية- أميرة يوسف:
داخل أحد المحال الصغيرة بميدان الممر في الإسماعيلية يجلس عم "إدوارد" أقدم بائع جرائد، وهو محاط بعدد كبير من الصحف والمجلات والكتب التي يبحث قراءها عنها.
يعمل إدوارد مهندسا في إحدى الشركات صباحًا، ثم يذهب إلى بيع الجرائد بعد فترة الظهيرة كروتين متبع منذ أكثر من 40 عامًا.
ورث إدوارد مهنة بيع الجرائد عن أبيه، ويقول: إن والده ذاع صيته في هذه المهنة بسبب بيع الجرائد الأجنبية، كان يستقطب بها الأجانب الذين كانوا يعملون بالإسماعيلية في قناة السويس، كما كان والده الوحيد الذي يوفر مجلات الأطفال، لذلك حظى بحب الأطفال وكانوا يتجمعون أمام المحل يوميا ليجدوا مايبحثون عنه.
ويضيف إدوارد، إن محل بيع الجرائد في ميدان الممر كان شاهدًا على أهم الأحداث التي عاشها أهالي الإسماعيلية بداية من ثورة 23 يوليو وخروج الأهالي في كل الشوارع لتأييدها، والعمليات الفدائية لأهالي خط القناة ضد الاحتلال الإنجليزي، وفترة التهجير إبان حرب الاستنزاف وعودة الأهالي بعد الحرب.
كما تعرض محل إدوارد في ميدان الممر لعمليات اقتحام وتدمير أثناء ثورتي 25 يناير و30 يونيو وكان المتظاهرون يجتمعون يوميًا على مقهى المثلث المقابل لمحل الجرائد في انتظار وصول الصحف وقراءة الأخبار اليومية.
وأشار إدوارد إلى أن من أهم الأحداث التي كانت تشعل الشارع الإسماعيلي مباريات الدراويش مع الأهلي كانت تصل للإسماعيلية آلاف النسخ من الجرائد، ويقف إدوارد لبيعها من خلف سور حديدي خوفا من التزاحم وكانت آلاف النسخ ينتهي من بيعها خلال اقل من ساعة.
كما ورث إدوارد محل بيع الجرائد عن والده ورث معه زبائن المحل الذي ارتبط معهم بعلاقات صداقة قوية استمرت خمسين عاما وأكثر، منهم لاعبي كرة والمثقفين والسياسيين ومسئولين وشخصيات حزبية وقيادات أمنية حريصون على بداية يومهم بقراءة الجرائد من محل ادوارد.
وعقب التطورات الكثيرة التي طرأت على مهنة الصحافة تأثر مجال بيع الجرائد وتراجعت حركة البيع والبيع حيث كان قديما هناك متعهد يتولى مهمة توزيع الصحف على المواطنين في منازلهم او أماكن عملهم بحسب اشتراك شهري مستمر، ثم تطورت لانتشار مكاتب توزيع للجرائد اليومية، ومع انتشار الصحافة الإلكترونية تراجع توزيع العديد من الجرائد وتوقف عدد من الصحف اليومية عن الإصدار.
كانت الإسماعيلية تضم أكثر من 40 محلا لبيع الجرائد لم يستمر منها اليوم سوى 7 محلات فقط تعاني الركود في حركة البيع بالإضافة إلى إنخفاض نسبة الربح ل8% في الإسماعيلية بينما تصل في محافظات أخرى إلى 15%.
واختتم إدوارد حديثه انه مستمر في هذه المهنة تنفيذا لوصية والده ولإيمانه بأهمية القراءة في زيادة الوعي الثقافي وخلق جيل قادر على قراءة الاحداث ومتطلع لما يدور من حوله.
فيديو قد يعجبك: