لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

اشتهر بتشييع الجنازات.. مسجد "الوداع" في المنيا تاريخه 600 سنة- صور

03:05 م الأحد 25 فبراير 2024

المنيا- جمال محمد:

ما يقرب من 6 قرون، لم تكد تمر جنازة لتشييع الموتى من مدينة المنيا إلى شرق النيل، إلا وكانت تدخل أحد أقدم المساجد الفريدة بالمحافظة والقريب من النهر، ولازال يقف شامخًا بطرازه الاسلامي، ليُصلى فيه على الميت بداخله لتوديعه، حتى لُقب بمسجد بالوداع.

"الوداع" أو كما هو مُدون باسم "العمراوي" نسبة إلى عمرو ابن العاص، يُعد أقدم مسجد في محافظة المنيا، ويعود للعصر المملوكي الجركسي، فهو شاهد على عظمة الطراز الاسلامي، وتاريخ المحافظة، والعديد من الأحداث.

بُني مسجد الوداع في عام 843 هجريًا، ووفقًا لما جاء في المرسوم الضريبي في عصر السلطان "جقمق"، وكان يمتاز بحلقات العلم الكثيرة التي تُعقد بداخله، فضلًا عن فقدان المحافظة للكباري النيلية في القرون الماضية، فكانت تستخدم المعديات والمراكب التي تحمل أعداد قليلة من مشيعي الجنازات، فكانت آخر خطوات المشيعون قبل عبور المياه هي صلاة الجنازة على الميت داخل ذلك المسجد وتوديعه وإلقاء النظرة الأخيرة عليه، قبل حمله داخل المراكب والعبور به إلى الضفة الشرقية والذهاب لمدافن زاوية سلطان.

وينقسم المسجد لنصفين، ساحة مكشوفة كبيرة في وسط صحن المسجد، وجزء مغلق، وأبرز ما يميزه عمدانه التي تشبه أعمدة الكنائس والمعابد القديمة، كما أن مئذنته القديمة لها شكل فريد، ولا تشبهها مئذنة أخرى في عروس الصعيد، وتتكون من 3 طوابق، الأول منها مربع الشكل، والطابق الثاني مثمن الشكل، والطابق الثالث مثمن الشكل ويعلوه 4 قوائم.

كما يوجد بالمسجد 4 أروقة، أكبرها رواق القبلة الموجود فيه المقصورة والمئذنة ودورات المياه، وتحتوي واجهته على صفين من النوافذ، وجميعها على يمين المدخل الرئيسي، بجانب صف من الشرفات المسننة، وفي الواجهة البحرية للمسجد يتوسطها المدخل الشمالي، وفي كل من المدخل 3 نوافذ مستطيلة، وعند الدخول إلى الجهة الشرقية للمسجد نجد أنها قسمت لجزئين.

يضم المسجد كذلك واحدة من أقدم أدوات تحديد مواقيت الصلاة المعروفة في التاريخ القديم ويُطلق عليها "المزولة"، وتعد بمثابة " ساعة مواقيت الصلاة" في زمانهم القديم، مصنوعة من الرخام، ويبلغ طولها 30 سنتيمتر تقريبًا، ومرسوم عليها خطوط بها نقاط، يتوسطها عصا أفقية، ويتحدد موعد كل صلاة من طول ظلها الناتج عن وقوع أشعة الشمس عليها.

يجذب المسجد الأنظار إليه خاصة للقادمين من السفر، ففور النزول من أعلى كوبري النيل قادمين من المدينة الجديدة، تجد المسجد في وجهك مباشرة، إلا أن مشهد اصطفاف السيارات والأتوبيسات بجواره كموقفًا لمدينة المنيا الجديدة هو أبرز ما يشوه محيط المسجد الأثري.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان