كفاح ربع قرن ومعاش 120 جنيها.. حكاية "الحاجة عزة" الأم المثالية بالشرقية 2024 - صور
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
الشرقية - إسلام عبدالخالق:
أمك والباقي تعوضه الأيام.. هكذا تكون المعادلة دائمًا وهذا ما فعلته ولا تزال "الحاجة عزة" السيدة الخمسينية التي ابتلاها الله بفقد الزوج وأصبحت أرملة وهي لا تزل بمقتبل شبابها وجمالها عروسة لم تتخطى عامها السابع بعد العشرين، إلا أن الأمومة لديها غلبت كل شيء لتؤسس السيدة مستقبل ابنيها وتتحمل مسؤوليتها على أكمل وجه.
داخل قرية "الأعراس" التابعة لنطاق مركز ومدينة منيا القمح، ومنتصف العام 1999، كانت "عزة" على موعد مع صدمة عمرها حين اختار رب العزة زوجها "عبدالله" إلى جواره، لتعرف السيدة الترمل وهي جميلة سنواتها لم تتخطى 27 عامًا، وهي أمًا لطفل يبلغ من العمر 5 سنوات ورضيعة لا تزل على يدها وهي بعمر 11 شهرًا فقط.
"شقة داخل بيت عيلة وقطعة أرض صغيرة ومعاش 120 جنيه".. تلك كانت مُحصلة ما تركه المهندس محمد من إرثٍ لأرملته "عزة" وطفليهما "محمد" و"أميرة"، فيما كانت الزوجة التي أصبحت أرملة لا دخل لها ولا تعمل سوى عملًا شبه تطوعيًا في الجمعية الزراعية هناك بعدما اكتفت من حظها في التعليم بحصولها على شهادة الدبلوم.
ولأن الابتلاء بعِظم محبة الله لعباده فقد أعان رب العزة "عزة" على تحمل مسؤوليتها التي بدأتها برفض كل من خطب ودها أو حاول الزواج منها وقررت وأبلغت كل من حولها أنها اختارت تربية طفليها وإخراجهما صالحين وستفعل كل ما في وسعها لأجل ذلك.
العمل شبه التطوعي لـ"عزة" في الجمعية الزراعية كان يُدر عليها فتات المال - 40 جنيهًأ كل بضعة أشهر - الذي لا يرقى لأن يُطلق عليه أجرًا وقتذاك، فما كان من الأم سوى البدء في تربية الطيور وبيع بعضها والاتجار في بيض البعض الآخر، فضلًا عن الكثير من المحاولات والمشروعات البسيطة التي كانت توفر لها ما يُعينها على تربية ابنيها وإلحاقهما بالتعليم حتى كتبهما الله من أصحاب المؤهلات العليا.
تفوق "محمد" وأصبح محاسبًا مرموقًا ونجحت "أميرة" في الحصول على بكالوريوس الهندسة وأصبحت مهندسة زراعية، وما بين التربية والتفوق كانت الأم تكتب بجهدها وعملها فصلًا آخر في رحلة كفاحها؛ إذ باعت قطعة الأرض التي ورثتها عن زوجها ومسكنها البسيط في الطابق الأرضي داخل منزل عائلته بثمنٍ ليس بالكبير، وتمكنت خلال 10 سنوات أن تبيع وتشتري حتى أكرمها الله بقطعة أرض شيدت عليها منزلًا يأويها وابنيها.
أفاض الله من كرمه على "عزة" التي سبق وقدمت في العديد من المسابقات التي كانت تعلنها الدولة حتى كُلل حبها للعمل أخيرًا بقبولها واعتمادها ضمن المُعلمين للكبار (محو الأمية)، وتزوج ابنها الكبير وعاش وزوجته معها وشقيقته في المنزل وأكرمها الله بأن رزق ابنها أول حفيدٍ لها "عبدالله".
سردت الحاجة عزة تفاصيل حياتها بأقل الكلمات الممكنة وهي لا تزال غير مصدقةً أنها الأم المثالية على مستوى محافظة الشرقية، قبل أن تؤكد على أن ابنيها "محمد" و"أميرة" هما بمثابة قطعة من قلبها، وأنها لا تجد ما تعبر به عن سعادتها، ولا ترجو من الله غير الستر وأن يكتبها من حجاج بيته الحرام لتأدية فريض الحج.
فيديو قد يعجبك: