إعلان

حكاية أغرب مئذنة مسجد في مصر.. عمرها 1000 عام وتنافس برج بيزا المائل

03:28 م السبت 23 مارس 2024

المنيا- جمال محمد:

تمتاز محافظة المنيا باحتضانها للعديد من المناطق التاريخية، والتي تُعد شاهدة على التاريخ في مختلف عصوره وعماراته وتقدمه، إلا أن بعض تلك المناطق يراها المواطنون الأغرب لعدم وجود شبيه لها على مستوى مصر، أو في العالم أجمع.

على بعد 30 كيلو متر شمالي مدينة المنيا، تجد أبرز الشواهد التاريخية التي ظلت شامخة منذ العصر الفاطمي وحتى اليوم، وتنافس برج بيزا المائل الشهير في دولة إيطاليا، وهي مئذنة مسجد الجنيدي، أو كما يُطلق عليه المسجد العتيق، تلك المئذنة التي شيدها الفاطميون بشكل مائل لتقاوم حركة الرياح الشديدة على مر العصور وكي تعيش آلاف السنين.

وفقًا لأثريي المنيا، فإن المئذنة جرى بنائها في عام 368 هجريًا، ويتجاوز عمرها الـ 1000 عام حاليًا، ورغم هذا لا تتبع هيئة الآثار، إذ خرج المسجد الخاص بها من ولاية الآثار وأصبح يتبع مديرية الأوقاف نظرًا للتغيرات العديدة التي أُدخلت عليه طوال عقود طويلة نتيجة لحالته الإنشائية السيئة، حتى أصبح حاليًا مبنى بالطوب الحديث، ولا يطابق المواصفات، بينما يحمل فوق أعناقه مئذنة تاريخية لازالت لم يطرأ عليها تغييرات وتعد من نوادر مصر.

ويؤكد أثريو المنيا أن المئذنة المائلة قد تعمد الفاطميون بنائها بهذا الشكل المائل وبدقة شديدة لكي لا تتأثر بالرياح التي كانت تضرب تلك المنطقة التي شُيد عليها المسجد القديم وتلك المئذنة، خاصة أنها منطقة تعلو الأرض بنحو 20 متر تقريبًا، فضلًا عن المئذنة التي يتجاوز طولها 30 مترًا، وكانت المنازل في القدم يجرى بنائها من طابق أو اثنين وبالتالي لا تحجب عنها الرياح.

أبرز ما يميز مسجد المئذنة المائلة بالمنيا أنه بُني على تل كبير وممتد لعدة أمتار، ويظهر في محيطه العديد من بقايا الفخار المتهشم، والمتبقي منذ مئات السنين في العصور القديمة، لتشعر أنك قد عدت بالزمن عقود طويلة .

كما تتكون المئذنة المائلة في مسجد الجنيدي من عدة طوابق بإجمالي طول يصل إلى 33 مترًا، وتمتاز بوجود الزخارف الاسلامية ، ودرجة ميلها تصلى إلى 21 درجة تقريبًا، بينما تصل درجة ميل برج بيزا في إيطاليا إلى 19 درجة فقط.

عانى المسجد من الإهمال طوال سنوات طويلة، حتى خرج من ولاية الآثار في خمسينات القرن الماضي، ولم يتبقى إلا مئذنته لتقف شاهدة على التاريخ وتقدم العمارة في القرون الماضية، الأمر الذي يدفع مئات الطلبة والباحثين بكليات الآثار والهندسة لزيارتها ومشاهدتها وعمل العديد من الدراسات عنها، خاصة أنها من المآذن القليلة في مصر التي شُيدت بتلك الطريقة، ودرجة ميلها الكبيرة تجعلها محط أنظار الكثيرين ، رغم وجود العديد من المساجد الأثرية القديمة في المحافظة وعلى رأسها مسجدي الوداع واللمطي في مدينة المنيا.

اقرأ أيضًا..

اشتهر بتشييع الجنازات.. مسجد "الوداع" في المنيا تاريخه 600 سنة- صور

بالصور- حكاية الضريح العجيب في جبل المنيا.. دماء ووطاويط تحرس المقام

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان