أكثر ربحا من بيع البترول.. خريطة زراعة النباتات العطرية والطبية في مصر

مصراوي

تحتل مصر المرتبة الخامسة عالميا فى مجال تصدير النباتات الطبية والعطرية التي تعتبر الذهب الأخضر الذي يمكن أن يحقق للبلاد مكاسب كبيرة، ويرجع الفضل فى هذا إلى تنوع تربتها ومناخها طوال العام، وتتنوع المحاصيل إلى أكثر من 30 محصولا، ويصل حجم الصادرات منها إلى حوالى 95٪ من الزيوت والعجائن، وحوالی 85٪ من الأعشاب الجافة سنويا.

وتصدر هذه المحاصيل لكثير من البلاد كـ"إيطاليا - إسبانيا - أمريكا - أستراليا - المملكة المتحدة - ألمانيا - فرنسا"، والتى تستخدم فى العديد من الصناعات منها إنتاج استخلاص المركبات الدوائية لعلاج الأمراض المختلفة، وتبلغ المساحة المنزرعة من هذه النباتات داخل جمهورية مصر العربية حوالي 80 ألف فدان سنويا، وتستهدف وزارة الزراعة التوسع فيها لتصل إلى 250 ألف فدان بحلول عام 2030.

المنيا

تأتي زراعة النباتات الطبية والعطرية فى المرتبة الرابعة من حيث المساحات المزروعة في محافظة المنيا، بعد القمح، والبنجر، والبرسيم، ويلجأ إليها المزارعون بسبب ارتفاع سعرها فى الأسواق محليًا وعالميًا بالإضافة إلى كونها قصيرة الأجل، وقليلة التكلفة.

ووفقا للبيانات الرسمية الصادرة عن مديرية الزراعة بالمنيا، بلغ إجمالي المساحة المنزرعة بالنباتات الطبية والعطرية بالمحافظة 27 ألف فدان، هذا الموسم 2023-2024، وضمنت 14 نوعا من الزراعات الطبية والعطرية، من بينها الكمون، والكراوية، الزعتر، والبردقوش، والريحان البلدى، والفلفلى واليانسون، والكزبرة الشبت، والشمر والماليسيا، والكركديه، والأورجان، بإنتاجية تتراوح ما بين 800 كيلو جرام إلى 3 أطنان للفدان، والسعر يتراوح ما بين 80- 220 ألف جنيه- حسب النوع والصنف، تتصدر الكراوية المرتبة الأولى من حيث الربحية، حيث يصل سعر الطن 220 ألف جنيه، فيما يقدر سعر اليانسون 120 ألف جنيه، وباقى الزراعات تصل إلى 100 ألف جنيه.

وتحتل قرية عُباد شارونة التابعة لمركز مغاغة محافظة المنيا، منذ 60 عامًا مرتبة متميزة في إنتاج النباتات الطبية والعطرية التي تطوف جميع بلدان وأسواق العالم، لتؤكد جودة المنتج المصري عامة والمنياوي على وجه الخصوص.

وتقدر الرقعة الزراعية المزروعة بالنباتات العطرية فى القرية بحوالي 700 فدان، ويحرص الفلاحون على تحسين سلالات بذور هذه النبات عامًا تلو الآخر.

ويقول ياسر الشيمي كبير مزارعي النباتات الطبية والعطرية بالقرية: إن أبرز ما يميز قريتهم عن القرى المصرية الأخرى المنتجة لنفس الزراعات هو استخراج محاصيل أورجانيك خالية من السموم"، موضحا أنهم يصدرون إنتاجهم إلى العديد من الدول الأوروبية كأمريكا وروسيا ودول شرق آسيا.

وعن المكتسبات التي تعود على أهالي القرية من زراعة النباتات الطبية والعطرية، أوضح الشيمي لـ"مصراوي"، أنها تختلف عن الزراعات التقليدية، فزراعة النباتات العطرية مُربحة وذات قيمة كبيرة، مشيرا إلى أنهم يتبعون أفضل الأساليب لزراعة نبات عطري جيد ذو طفرة إنتاجية.

وعن أسباب تميز قرية عُباد شارونة بزراعة النباتات الطبية والعطرية، يقول الحاج محروس أمين رئيس الجمعية الزراعية بالقرية وأحد المزارعين، :" أن أراضي القرية طينية صفراء، فضلًا عن اعتدال الطقس غالبية أيام السنة في المحافظة، وهو الأمر الموجود بشكل مميز في قرى شمال المنيا".

وأوضح "أمين" أن الرقعة الزراعية في القرية تبلغ 1200 فدان، يزرع منها نحو 700 فدانًا بالنباتات الطبية والعطرية، لتُنتج نحو 2100 طن سنويًا، فيما تنتج قرى شمال المنيا ككل ما يقرب من 7000 طن سنويًا، مشيرًا إلى أنه في حالة وجود أية مشكلات بالمحاصيل يستدعى المزارعون مسئولي الإدارات الزراعية سريعًا لمعالجتها، كاشفا عن استخدامهم أسمدة النترات وليس اليوريا التي يوجد بها نسبة أمونيا عالية.

بني سويف

وتعتبر محافظة بني سويف من أهم المحافظات فى إنتاج وزارعة النباتات العطرية والطبية على مستوى الجمهورية، ووفقا لتصريحات سابقة للدكتور محمد هاني غنيم محافظ بني سويف، تزرع المحافظة 13.303 فدان بالنباتات الطبية والعطرية من الأراضى المزروعة بواقع 37% من المساحة المزروعة، كما يوجد نحو 68 مصنعا ومعصرة لهذه الزراعات التي فرص عمل لعدد كبير من الشباب الذين يمتهنون العمل في الفلاحة، كما توفر أيضًا المصانع فرص عمل للشباب والفتيات الذين يجيدون العمل بتجفيف وفرز النباتات الطبية والعطرية.

ومن أهم القري في المحافظة التى تهتم بهذا النوع من المحاصيل، قرية بدهل الأم وتتبعها قرية منشأة أبو مليح وبني حلة و كفر بنى علي، وتزرع قرية منشأة أبو مليح التابعة لمركز سمسطا، وحدها أكثر من 11 ألف فدان نباتات عطرية، منها محاصيل صيفية مثل الريحان، وشتوية مثل الشيح ويظل كلاهما في الأرض 6 شهور، أما النعناع يزرع في فصلى الصيف والشتاء، الأمر الذى ساهم فى القضاء على البطالة بالقرية والقرى المجاورة لها.

أسيوط

وفي محافظة أسيوط، تبلغ مساحة زراعات النباتات الطبية والعطرية بأسيوط 4433 فدان ويتصدر مركز أبنوب المساحة بإجمالي 2669 فدان و 1712 أراضي جديدة و 12 فدان بمركز القوصية و 5 أفدنة بمركز منفلوط.

الغربية

يعد قطاع زراعة الياسمين وتصنيع منتجاته من الصناعات الهامة و الواعدة و التي تتميز بها محافظة الغربية، وتتركز هذه الزراعة بشكل كبير في قرية شبرا بلولة التابعة لمركز قطور، وطبقا لإحصائيات وحصر مديرية الزراعة بمحافظة الغربية لعام ٢٠٢٣، تبلغ المساحة الكلية لزراعات الياسمين بالمحافظة حوالي ٦٧٦ فدان، منها 465 فدان فى مركز قطور و٢١١ فدان فى مركز بسيون.

الفيوم

وتشتهر محافظة الفيوم بزراعة النباتات الطبية والعطرية وتصدير إنتاجها للخارج، وأبرزها نباتات الأقحوان، وشيح البابونج والبردقوش والنعناع، ووفقا للبيانات الصادرة عن مديرية الزراعة بالفيوم، يبلغ متوسط زراعة النباتات الطبية والعطرية بالمحافظة نحو 18 ألف فدانًا، تمثل حوالى 25% من إجمالى المساحة المنزرعة فى مصر، ويبلغ جملة الإنتاج الشتوى نحو 20 ألف طن، والإنتاج الصيفى نحو 10 آلاف طن.

وفي ذات السياق أكد حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين، أن النباتات الطبية والعطرية مكاسبها افضل من القمح والأرز وحتى الخضروات، موضحًا أن زراعات الزيوت والنباتات الطبية لا تعانى من الإصابات الكثيرة أو تلزم المزارع بتعاقدات مع الدولة.

وأضاف "حسين"، فى تصريح سابق لـ مصراوي، أن العائد الاقتصادي يمثل 4 أضعاف المحاصيل الأخرى، مشيرًا إلى أن مساحة النباتات العطرية فى هذا العام ارتفعت بنسبة 25% عن العام السابق.

اقرأ أيضًا:

"عُباد شارونة".. حكاية قرية وضعت مصر على رأس الدول المصدرة للنباتات العطرية (صور)

الزراعة تقدم 13 توصية مهمة لحماية النباتات العطرية من الموجة الحارة

الذهب الأخضر.. نبات العطر من قلب الصعيد في أسيوط إلى عطور باريسية وعالمية- فيديو وصور