إعلان

قميص نوم ملطخ بالدماء ودجاجة بدون أحشاء.. قصة السحر الأسود في مقابر الكرنك (صور)

02:26 م الإثنين 20 مايو 2024

الأقصر- محمد محروس:

أصبح العثور على أعمال سحر وشعوذة داخل المقابر في الأقصر ظاهرة متكررة وملفتة للأنظار.

وعثر أهالي الكرنك خلال تنظيف مقابر، على العديد من أعمال السحر التي تتعلق بطلب المرض أو الموت أو الفقر لشخص، أو طلاق آخر ووقف حاله والتفرقة بينه وبين زوجته أو خطيبته، أو بتعطيل الدراسة والتفوق، أو بالعقم للزوجين، وبعضها لطلب المحبة والزواج من شخص.

وكتبت أعمال السحر التي عثر عليها على صور لفتيات، ومتعلقات شخصية لمواطنين، وأحذية، وملابس، وإكسسوارات، تم دفنها في مقابر الكرنك.

ومن أغرب أعمال السحر التي عثر عليها في مقابر الكرنك بالأقصر دجاجة بدون أحشاء بداخلها قميص نوم لفتاة ملطخ بالدماء ومعقود بخصل شعر.

ودشن شباب في عدد من مناطق الأقصر حملات لتنظيف المقابر، بعد رصد العديد من الشكاوى بخصوص انتشار الدجالين في القرى المجاورة، وبعد العثور على أعمال الدجل والشعوذة داخل المقابر.

من جانبه قال الشيخ محمد إبراهيم، إمام بالأوقاف، انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة العثور على أعمال سحر في مقابر الموتى، مشيرًا إلى إن اللجوء إلى السحرة والدجالين دليل على ضعف الإيمان والعقيدة حيث نهى الإسلام عن السحر باعتباره من أكبر الموبقات كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.

وأضاف إبراهيم اتفق علماء المسلمين على أن تعلم السحر وتعليمه وممارسته حرام، ونقل ابن قدامه والنووي الإجماع على ذلك، ورغم اتفاق العلماء على حرمة تعلم السحر وتعليمه وممارسته لكنهم اختلفوا في تكفير فاعله، فذهب جمهور العلماء ومنهم أئمة المذاهب الفقهية المشهورة: مالك وأبو حنيفة وأصحاب أحمد وغيرهم إلى تكفيره.

كانت دار الإفتاء المصرية علقت فى فتوى لها على وقائع السحر والعمل الأسود، حيث قالت :" ينبغي أن يكون المسلم صاحب عقلية علمية تؤهله لعبادة الله تعالى، وعمارة الأرض، وتزكية النفس، ولا ينبغي له أن ينساق وراء عقلية الخرافة التي تقوم على الأوهام والظنون، ولا تستند إلى أدلة وبراهين، وقد كثر في زماننا هذا بين المسلمين شيوع عقلية الخرافة، وانتشر إرجاع أسباب تأخر الرزق وغير ذلك من ابتلاءات إلى السحر والحسد ونحو ذلك، والصواب هو البحث في الأسباب المنطقية و الحقيقية وراء هذه الظواهر، ومحاولة التغلب عليها بقانون الأسباب الذي أقام الله عليه مصالح العباد، وعلى المسلم أن يستعين بالله في ذلك، كما ينبغي عليه أن يزيد من جانب الإيمان بالله والرضا بما قسمه الله له".

وأضافت الإفتاء المصرية : "ولا يعني هذا الكلام إنكار السحر والحسد، فإنه لا يسع مسلمًا أن ينكرهما فقد أخبرنا الله تعالى في القرآن الكريم بوجودهما؛ فقال سبحانه: ﴿وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ﴾، وقال عز وجل: ﴿وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ﴾ ، وأخبرنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم في سنته الشريفة بوجودهما؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «وَلَا يَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبِ عَبْدٍ الْإِيمَانُ وَالْحَسَدُ» رواه النسائي، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: «الشِّرْكُ بِاللهِ، وَالسِّحْرُ...» متفق عليه، ولكن المنكر هو الإسراف في ذلك حتى غدا أغلب من يزعمون أنهم يعالجون من السحر من المدعين المشعوذين المرتزقة، وأغلب من يظنون أنهم من المسحورين هم من الموهومين".

وتابعت: "وعلى كل حال، فمن لم يجد مبررًا منطقيًّا لما يحدث له، وغلب على ظنه أنه مسحورٌ أو نحوه، فليتعامل مع ذلك بالرقى المباحة والتعوذ المشروع؛ كالفاتحة، والمعوذتين، والأذكار المأثورة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقد نفى الله -عز وجل- عن السحر التأثير الذاتي ومفعوله، ونتيجته منوطة بإذن الله تعالى، ولا تتجاوز حقيقته حدودًا معينة، ولا يمكن أن يتوصل إلى قلب الحقائق وتبديل جواهر الأشياء.

وأردفت:"لقد وصف الله سحر سحرة فرعون بأنه تخييل في قوله تعالى: ﴿فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى﴾؛ أي إن الحبال لم تنقلب في الحقيقة إلى ثعابين، وإنما خُيِّل ذلك للمشاهدين، ومن الآيات الكريمة نفهم أن الشياطين هم الذين يعلِّمون الناس السحر، وأن تعلم السحر ضارٌّ وليس بنافع، ويَحرُم على الإنسان أن يتعلم السِّحر أو الشعوذة لخداع الناس أو إضلالهم أو فتنتهم أو التأثير السيئ فيهم، كما يَحرُم على الإنسان أن يعتقد أن العراف أو المشعوذ أو الساحر هو الذي ينفعه أو يضره؛ يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ أَتَى عَرَّافًا أَوْ كَاهِنًا، فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» رواه أبو داود والطبراني.

واختتمت الإفتاء فتوتها قائلة: "وبناء على ما ذُكر فإنه يجب الاعتقاد بأن كل شيء بقضاء الله تعالى، ولا يقع في ملكه تعالى إلا ما يريده، فيجب الإيمان بأن الله فعال لما يريد، والنفع والضرر من عنده، وتفويض الأمر لله، والرضا بما قضى به، ولو كان ثمة من يوثَق به في رفع هذا المرض فلا بأس به".

فيديو قد يعجبك: