لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

جبل الطير.. هنا اختبأ السيد المسيح ومريم العذراء في المنيا- صور

02:17 م الأربعاء 29 مايو 2024

المنيا- جمال محمد:

أيام قليلة وينطلق مولد العذراء بقرية دير جبل الطير بمركز سمالوط شمال محافظة المنيا، ذلك المولد الذي تستمر فعالياته لمدة 8 أيام، ويستقبل نحو مليوني زائر من المسيحيين والمسلمين على حد السواء لزيارة الكنيسة المباركة والمغارة الصغيرة التي اختبأت فيها العائلة المقدسة لمدة 3 أيام هرباً من بطش الملك هيرودس.

احتفالات مولد العذراء بالمنيا تبدأ هذا العام في السادس من يونيو وتنتهي 13 من الشهر ذاته، وسط استعدادات مكثفة لكافة الأجهزة التنفيذية والأمنية، خاصة أن المولد يأتيه الزائرون من كافة ربوع مصر.

"مصراوي" يروي حكاية الدير الأثري، والذي يُعد أبرز المزارات الدينية الأثرية بالمحافظة، ورحلة تحوله من صخرة صماء فوق سفح الجبل الشرقي إلى أشهر كنائس العالم.

كانت الكنيسة الأثرية بدير جبل الطير على هيئة صخرة هائلة أعلى سفح الجبل الشرقي بقرية جبل الطير، حينما استقبلت هروب العائلة المقدسة من بطش الملك هيرودس في أورشليم وبيت لحم في ذلك الوقت وتوجهها إلى مصر، فدخلت العائلة في تجوفات تلك الصخرة الكبيرة التي كان بها مغارة لا يتعدى طولها مترين وعرضها مترًا واحدًا، وظلوا بها لمدة 3 أيام متتالية، قبل أن يكملوا رحلتهم إلى أسيوط جنوبا في صعيد مصر.

ويذكر الأثريون أن المنطقة سُميت باسم "جبل الطير" بسبب توافد الطيور المهاجرة قديمًا إلى حافة الجبل هناك خاصة طائر "البيرقيروس" والذي كان يأتي للمكان بأعداد هائلة، في مشهد كان ينتظره الآلاف في قديم الزمان، وأن العائلة المقدسة حينما تواجدت في المغارة تعرضت لمحاولة قتل من إحدى الساحرات هناك، والتي كانت تفرض مبالغ مالية على مرور المراكب النيلية من أمام المنطقة وإغراق من يرفض ذلك، وحاولت الساحرة أن تسقط صخرة كبيرة على السيد المسيح وأمه ويوسف النجار، ولكن بمعجزة إلهية تصدى لها الطفل (سيدنا عيسى عليه السلام) بعد أن رفع يده فتصلبت الصخرة وطُبع كفه عليها دون ملامستها، وسقطت بعدها الساحرة من أعلى جبل الطير، فيما جرى نقل الصخرة إلى المتحف البريطاني باسم الآثار المصرية هناك ولم يرجع حتى الآن.

ظلت الصخرة مكانًا يتبارك به الأهالي على مر السنين، إلى أن جاء عام 328 ميلاديًا وأمرت الملكة هيلانا أم الملك قسطنطين بأن يتم نحت الكنيسة الأثرية الموجودة حاليًا في تلك الصخرة الكبيرة التي اختبأت داخلها العائلة المقدسة، وأطلق عليها اسم كنيسة السيدة العذراء بدير جبل الطير، فيما تحتفظ المغارة بطابعها الخاص داخل الكنيسة، وكذلك حجاب الهيكل الخشبي من القرن 16 و3 أيقونات أثرية تم رسمها عام 1554 ميلاديًا وتعد تلك المقتنيات أبرز مقتنيات الكنيسة الأثرية.

ويشهد مولد العذراء كل عام توافد نحو مليوني شخص بحسب بيانات المحافظة الرسمية، الذين يأتون للتبرك وحضور فعاليات المولد والذي تنتشر فيه العديد من الطقوس الشعبية كبيع المأكولات المختلفة ورسم الحناء، وتعميد الأطفال، ودق الوشوم، وألعاب الملاهي، وسط تشديدات أمنية مختلفة.

وكانت شهدت قرية دير جبل الطير أعمال تطوير كبيرة، جرى افتتاحها في شهر يوليو عام 2022 بحضور وزراء التنمية المحلية والسياحة، ومحافظ المنيا، بتكلفة جاوزت 30 مليون جنيه، وتضمنت تمهيد للطرق بطول كيلو متر وترميم صحن الكنيسة الأثرية، وأعمال تطوير ساحة ومدخل الدير المتمثلة في رصف وتطوير مداخل الكنيسة ودهان واجهات المقابر على يمين ويسار مدخل الكنيسة لتظهر بشكل حضاري، وكذا أعمال التشجير والبوابات على مداخل الطريق المؤدى للدير وتجديد الاستراحة السياحية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان