لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

سفاح التجمع.. حكاية شاب حير الرأي العام

12:06 م الخميس 30 مايو 2024

سفاح التجمع

حسين فتحي

لكل إنسان جانب خفي فى شخصيته يلازمه مهما حاول الهروب منه، فينعكس على أفكاره، ومشاعره، وسلوكياته، واختياراته بشكل عام، ويؤثر في علاقاته بالأشياء، والناس، هذا الأمر ينطبق تمامًا على "كريم .س" المعروف إعلاميًا باسم "سفاح التجمع"، فهو أمام الناس دكتور جامعي وشخص مثقف ومجامل وذوق وشيك لأبعد الحدود "وتيك توكر" مشهور، وفى الخفاء شخصية أخرى لا يعرفها إلا ضحاياه من فتيات الليل.

وُلد "كريم" فى محافظة الإسكندرية سنة 1987، في عائلة متيسرة ماديًا، وبعد الانتهاء من دراسته الاساسية سافرت عائلته إلى الولايات المتحدة الأمريكية للاستقرار هناك، وظل فى القاهرة لاستكمال دراسته بالجامعة الأمريكية، بعدها حصل على دكتوراه فى علم النفس عن رسالة علمية يدور موضوعها حول تعديل سلوك الإنسان غير السوي، وكأنه يتحدث عن نفسه.

عمل بالتجارة مع والده، بعدها تزوج وسافر إلى أمريكا واستقر هناك 5 سنوات، انجب خلالها ابنه "زين"، وبعد فترة من الزواج بدأت خلافاته مع زوجته، حيث لاحظت الأخيرة طباعه الغريبة وأنه شخصية شكاكة، لا يستمع للنصيحة، ولا يعمل ويعتمد بشكل أساسي على ثروة والده، وطول الوقت يريد أن يشعر بالتميز، وبسبب ذلك قرر العودة إلى مصر والاستقرار فيها وبدء حياته من جديد.

وفى عام 2017 افتتح استوديو لرسم التاتو بالتجمع، وكانت زوجته هى من تديره، أما هو فكان يعمل فى مدرسة دولية، وفي عام 2019 استغنت المدرسة عنه بسبب تعاطيه للمخدرات وظهور أعراضها فى شكل تصرفاته العدائية مع زملائه في العمل، وفى العام نفسه طلق زوجته ورفع عليها قضية زنا واتهامها بخيانته مع أعز أصدقائه وحصل على حضانة ابنه "زين".

بعد الطلاق انتقل "كريم"، إلى شقة فى تجمع سكني راقي بمنطقة "التجمع"، وطلب من المهندس المسئول على التشطيبات بأن يعزل غرفة بطريقة معينة من الصوت تمامًا بسبب هوسه بالموسيقي، وتصوره فيديوهات ونشرها على الانترنت، وهى نفس الغرفة التي كان يعاشر فيها ضحاياه ويقتلهن.

واستقر " كريم" في الشقة وعمل حساب على "تيك توك" يحمل اسم fonix لتقديم محتوى تعليمي، حول كيفية نطق بعض العبارات باللغة الانجليزية بطريقة تظهر المتحدث وكأنه طليق اللسان بالانجليزية، كما ظهر في مقطع وهو يروّج لتطبيق يساعد على تتبع تحركات الأطفال والزوجات؛ للاطمئنان على سلامتهم خارج المنزل.

وبلغ عدد متابعيه على هذا الحساب أكثر من 600 ألف شخص، وبعد اكتشاف جرائمه أبلغ عدد كبير من مستخدمي تطبيق الفيديوهات القصيرة الشهير عن الحساب لإدارة الموقع من أجل إغلاقه.

وترجع عملية ضبط المتهم فى نطاق محافظة بورسعيد إلى اكتشاف رجال أمن بورسعيد، وجود جثمان لسيدة مطلقة مواليد عام 1997 على إحدى جنبات محور 30 يونيو بالقرب من مستشفى 30 يونيو جنوب بورسعيد، واتضح بعد إجراءات عديدة بواسطة النيابة العامة، أن الجثة ضمن مجموعة من الجثث التي جرى قتلها بنفس الطريقة، وترجع إلى سفاح التجمع.

وتتبعت أجهزة الأمن، سير القضية وتبين مقتل سيدتين بالقاهرة، كما جرى تتبع كاميرات المراقبة وجمع المعلومات والسير في تفاصيل الحادث لكشف خيوط الجريمة، وتوصل رجال الشرطة إلى أن "كريم" وراء ارتكاب تلك الجرائم، وفتحت جهات التحقيق، تحقيقات موسعة معه للوقوف حول نشاطه الإجرامي.

وأظهرت التحقيقات والتحريات المبدئية، عقب القبض عليه أنه يحمل الجنسية الأمريكية وخريج الجامعة الأمريكية في القاهرة، وعمل في مهنة تدريس اللغة الإنجليزية ثم جرى فصله، وعمل في التجارة لفترة، وكان متزوجا ولكنه انفصل عن زوجته.

كما كشفت التحقيقات أنه يتلذذ بالممارسة السادية مع السيدات بعد استقطابهم في كومباوند بالتجمع الخامس فى مدينة القاهرة الجديدة، ثم يقتلهن عقب تناول جرعات من المواد المخدرة، تبين وجود آثار تعذيب على جثامين ضحاياه ما بين كدمات وخدوش وجروح.

وتبين من فحص هاتف المحمول الخاص بالمتهم "كريم.س" وجود 5 مقاطع فيديو مصورين لممارسة الرذيلة مع الضحايا وأعمال العنف ضدهن، وكذلك تصويرهن بعد قتلهن، واتضح من مقاطع الفيديو وجود علامات شرب المواد المخدرة وأنهن مجردات من ملابسهن، وهناك آثار كدمات وجروح وخدوش.

وقال المتهم في أقواله أمام جهات التحقيق أنه لا يتذكر عدد الضحايا بشكل دقيق حتى الآن لكنهم أكثر من 3 ضحايا وجميعهن من فتيات الليل، مضيفا :"كنت بستمتع وأنا رابط الحزام حولين رقبتها وبشد في شعرها وبضربها بالكرباج.. سعادتي بتزيد مع صوت صراخها علشان كده كنت عامل عزل للصوت في الغرفة.. ومش فاكر قتلت كام واحدة".

وأقر سفاح التجمع، أمام جهات التحقيق أنه كان يحمل جثث الضحايا ويضعها داخل شنطة سيارته، ثم يتوجه إلى أحد المطاعم لتناول وجبة سمك، بعدها يذهب بسيارته إلى أحد الطرق الصحراوية ويلقي بالجثث هناك، ويعود بعدها إلى وحدته السكنية بالتجمع.

وأدلى المتهم باعترافات بشأن هوية 3 فتيات ليل من ضحاياه وهن: موظفة من مدينة نصر وربة منزل من منطقة أبو النمرس في محافظة الجيزة، وطالبة جامعية من منطقة الزاوية الحمراء في محافظة القاهرة.

بدورها أصدرت النيابة العامة، بيانًا حول الواقعة، نشرت اعترافات المتهم حول كيفية الإيقاع بضحاياه وارتكاب جرائمه.

وقالت النيابة عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "إنها تلقت إخطارا بالعثور على جثمان لسيدة مجهولة ملقى بطريق 3 ٠ يونيو بدائرة محافظة بور سعيد، فبادرت النيابة بالانتقال لمسرح الجريمة لمعاينته ومناظرة الجثمان، وأصدرت قرارها برفعِ البصمات العشرية والتصوير الجنائي لجثة المجني عليها وصولا لتحديد هويتها، وندبِ الطب الشرعي لتشريح الجثمان، وطلبِ تحريات الشرطة التي توصلت إلى تحديد شخصيتها وشخص قاتلها الذي تعرف عليها واصطحبها لمسكنه لتعاطي المواد المخدرة، وحال وقوعها تحت تأثير تلك المواد، قام بقتلها وتخلص من جثمانها بمكان العثور عليه".

وأمرت النيابة "بضبط المتهم وإحضاره، وألقي القبض عليه من مسكنه والسيارة التي استخدمها في نقل الجثمان وكذلك هاتفيه الخلويين، وباستجوابه أقر في التحقيقات بأنه اعتاد التعرف على الفتيات واصطحابهن لمسكنه لممارسة أفعال جنسية غير مألوفة، وتعاطي المواد المخدرة معهن، ومعاشرتهن جنسيا، وحال وقوعهن تحت تأثير تلك المواد المخدرة، يقوم بإعطائهن عقاقير مذهبة للوعي، ثم يقوم بقتلهن وتصوير تلك المقاطع باستخدام هاتفيه".

وأشار بيان النيابة إلى أن المتهم "أقر بواقعة قتل المجني عليها التي أيدها فحص وتفريغ النيابة العامة للهاتفين؛ حيث أسفر ذلك عن وجود مقاطع فيديو يظهر بها المتهم حال إتيانه أفعالًا جنسية غير مألوفة مع جثمان المجني عليها، كما أسفر عن ارتكاب المتهم لواقعة مماثلة مع سيدة أخرى، عُثر على جثمانها على جانب الطريق".

وأوضحت النيابة أنها طابقت ما أسفر عنه ذلك الفحص من صور لتلك السيدة وما بجسدها من علامات مميزة وتوصلت لشخص تلك السيدة، وبمواجهة المتهم أقر تفصيليا بواقعة قتلها، فانتقلت النيابة رفقته إلى مسكنه حيث أجرى محاكاة تمثيلية لكيفية ارتكاب الواقعتين، وأرشد عن مكان احتفاظه بالأدوات المعدة لتعاطى المواد المخدرة، وكميات من العقاقير الطبية، كما عُثر على المتعلقات الشخصية لإحدى المجني عليهما.

وكشفت النيابة العامة، أنها حصرت حالات العثور على الجثامين المجهولة، التي جرت في وقت معاصر للواقعتين، وفي محيط مسكن المتهم، فوقفت على واحدة منها تتشابه معهما في ذات ظروفهما، وثبت بتقرير الطب الشرعي العثور بأحشاء المجني عليها، في تلك الواقعة، على ذات العقار الطبي الذي يستخدمه المتهم حال معاشرته للمجني عليهن والذي ضبطته النيابة بمسكنه، فطلبت التحريات بشأنها فجاءت مؤكدة ارتكاب المتهم لواقعة قتل المجني عليها الثالثة، وبمواجهة النيابة له أقر بارتكابها على غرار سابقتيها".

اقرأ أيضًا:

"كنت بقتلهم وبعدين آكل سمك".. اعترافات مثيرة لـ"سفاح التجمع"

جميعهن فتيات ليل.. سفاح التجمع: لا أتذكر عدد الضحايا

مفاجآت خلال التحقيق مع سفاح التجمع أمام نيابة بورسعيد

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان