السائرة إلى الله.. قصّة الحاجة التي كانت تمشي بمفردها نحو جبل عرفات
القليوبية - أسامة عبدالرحمن:
أدارت ظهرها للدنيا وما فيها واتجهت بقلب مطمئن وشوق نحو بيت الله الحرام، كانت تسير بمفردها وسط الجبال والطرق غير الممهدة لا تفكر في أي شيء سوى تلبية نداء الله عز وجل والتوجه لجبل عرفات لإتمام الركن الأعظم للحج.
لم تشعر الحاجة ماجدة محمد موسى البالغة من العمر 63 عاما، بمشقة الطريق فروحها وجسدها كان في عالم آخر، هذه الروح لا يمكن أن تشبعها الدنيا بما فيها.
ورغم مرضها ووجود مشاكل صحية بالعظام والأعصاب حملت حقيبتين ممتلئتين واحدة على رأسها وأخرى بها ملابس احتياطية، ومضت وقلبها قبل لسانها يرددان "لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك".
لم تكن تعلم الحاجة ماجدة وهي في طريقها سيرًا على الأقدام إلى جبل عرفات أن الكاميرات كانت ترصدها، حيث أصبحت في ليلة وضحاها حديث السوشيال ميديا، والجميع يتحدث عنها، فهذه الصورة كان وراءها قصة ترويها صاحبة الصورة الأشهر في موسم الحج.
تقول الحاجة "ماجدة"، ابنة قرية بهادة في القناطر الخيرية، إنها كانت بصحبة ابنيها "مازن ومعتز" رفيقا رحلتها للحج، وقواعد تنظيم الرحلة جعلها تركب هي في أتوبيس وهما في أتوبيس آخر، ومع شدة الازدحام وصعوبة حركة الأتوبيسات المتجهة نحو مشعر عرفات، توقف الأتوبيس بعد تحركه من منطقة العزيزية بنحو 600 متر.
تابعت، لم أشعر بنفسي وأنا أسير تلك المسافة كلي شوقًا للصعود إلى جبل عرفات لا أفكر في أي شئ، كانت فرحتي كبيرة ولما لا وقد استجاب الله دعائي وحقق أكبر أمنية لي في الحياة، حيث كنت أدعو الله خلال صيامي يومي الاثنين والخميس طوال العام .. فإن الله سبحانه يقول: (ادعوني أستجب لكم). وقال: (وإذا سألك عبادي عنى فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان).
انتشار صور الحاجة "ماجدة"، لم يكن قبيل الصدفة، فوراء هذه السيدة قصة عظيمة، حيث أنها تولت تربية أبناءها الـ 9 بعد وفاة زوجها في عام 2010 .. تقول كافحت من أجلهم لكي يشقوا طريقهم في الحياة، وكان نتاج ذلك هو بر ابنائي بي بعد أن حققوا حلمي بأداء فريضة الحج.
لم تبالي السيدة "ماجدة" حينما سمعت بنبأ تصدرها الترند ومواقع التواصل الاجتماعي، قائلة "ليس هناك مكافأة أعظم من أداء فريضة الحج .. لا أفكر الأن سوى أن يستجب الله لحجي ولدعائي وأن يغفر لي ذنبي ما تقدم منه وما تأخر .. وهذا أعظم فوز".
فيديو قد يعجبك: