لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

جدران تحكي تفاصيل الرحلة المقدسة.. ما ترويه بيوت الأقصر عن تاريخ الحج

03:23 م السبت 22 يونيو 2024

الأقصر – محمد محروس:

باخرة وطائرة ورسومات الكعبة المشرفة والمسجد النبوي، جداريات تزين جدران البيوت بقرى محافظة الأقصر، في عادة توارثتها الأجيال احتفالا بعودة الحجاج بعد أداء الشعيرة المقدسة.

فقبل عودة الحاج من الأراضي المقدسة تستأجر أسرته رسام القرية، لينقش تفاصيل الرحلة المقدسة التي قضاها في بيت الله الحرام على جدران المنزل.

يقول الفنان التشكيلي، محمد فراج، لم تستطع الحداثة أن تقضي على عادة تزيين بيوت الحجاج فما زال أهالي الأقصر يحافظون عليها حيث تنتشر رسومات ونقوش الحج "الكعبة المشرفة، والروضة الشريفة، وصورة تخيلية للبراق، ومقام سيدنا إبراهيم، والحجر الأسود، ووسيلة المواصلات سواء طائرة أو باخرة، وقديما الجمل" لتزين بيوت الحجاج.

وأشار فراج إلى أن تفاصيل رسوم رحلة الحج لم تتغير منذ عقود طويلة وأن الاختلاف الوحيد الذي حدث رسم الطائرات والسفن وغيرها من وسائل التنقل الحديثة، حيث كان في السابق الفنان يزين منزل الحاج برسم جمل أو هودج، كدليل على سفره إلى السعودية بهذه الوسيلة.

يضيف فراج ويحرص الرسامون في قري الأقصر علي نقش وكتابة الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي لها صلة بالحج علي جدران بيوت الحجيج مثل قول الله تعالى: "وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ"، والحديث الشريف: "ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة"، وبعض المأثورات مثل "من زار قبري وجبت له شفاعتي".

فيما يقول عبده سيد، رسام وخطاط، رغم انتشار البانرات واللافتات وكل أشكال الطباعة الحديثة التي أثرت بشكل كبير على استعانة الناس بالرسامين والخطاطين؛ إلا أن رسومات الحج لها طابع خاص، ولم تتأثر بالتطور التكولوجي فما زال أهالي الأقصر يحرصون على مظاهر رسم تفاصيل رحلة الحج على منازل الحجاج يدوياً باعتبارها أحد مظاهر الفرحة لأهل الحاج.

ولفتت هذه العادة انتباه بعض المستشرقين الذين زاروا محافظة الأقصر لدرجة دفعتهم لتأليف بعض الكتب عن مثل هذه المظاهر التي رصدوها فهناك كتاب يحمل عنوان "لوحات الحج صدر عن قسم النشر بالجامعة الأميركية في القاهرة وكتاب آخر للمستشرق الإنجليزي إدوارد لين يحمل عنوان "المصريون المحدثون" ذكر فيه أن المصريين كانوا يقومون بتزيين بيوتهم برسومات الحج في القرن الثامن عشر فقبل عودة الحاج بثلاثة أيام يقومون بتلوين الباب والحجارة باللونين الأبيض والأحمر بطريقة بدائية وكان يتم ذلك بناء على طلب مسبق من الحاج لأهله قبل سفره.

وأشار لين إلى أن جذور الحضارة الفرعونية وتأصلها في نفوس المصريين هي التي أدت إلى انتشار هذا الفن حيث تحول البيت الجنوبي إلى صورة مصغرة من معبد فرعوني فالمصري القديم كان يستخدم الأدوات البسيطة في الرسم على المعابد من ريشة وجبس وألوان وجير وهى الأدوات نفسها التي يستخدمها الفنان الشعبي في رسومات الحج وهي رسومات استلهمت في الحقب التاريخية الماضية مثل العهد المملوكي والعهد العثماني.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان