لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ديدان تنتج ذهبًا أسود.. ثورة في الزراعة: حكاية "الدوبال" في الوادي الجديد (صور)

06:10 م الأحد 18 أغسطس 2024

الوادي الجديد - محمد الباريسي:

يقدم لنا العلم يومًا بعد يوم حلولًا مبتكرة للتحديات التي تواجهنا، وفي مجال الزراعة، اكتشف العلماء أن مخلفات النباتات والحيوانات تحتوي على عناصر غذائية غنية يمكن الاستفادة منها في إنتاج سماد عضوي يساهم في تحسين خصوبة التربة ونمو النباتات.

يرصد "مصراوي" حكاية إنتاج سماد عضوي "دوبال" من مخلفات الديدان والمخلفات النباتية، والذي يتحول إلى العالمية.

فيما يتجه العالم الآن بقوة لاستخدام الأسمدة الحيوية لإنتاج محاصيل "أورجانيك"، بدون أي متبقيات للمبيدات في الثمار، بهدف زيادة تصدير الحاصلات الزراعية، وهو الهدف الذي يدعم خطة الدولة للوصول إلى 100 مليار دولار كعوائد تصديرية، بخلاف الحفاظ على صحة المستهلك والمزارع، ورفع إنتاجية الأراضي، وتحسين صفات التربة وتنقيتها من الأملاح، خاصة في أراضي الوادي والدلتا التي انخفضت إنتاجيتها بسبب الأسمدة والمبيدات الكيماوية.

السماد العضوي، هذه الفكرة التي وجدت لها مكانًا داخل محافظة الوادي الجديد، في إحدى قرى واحة الخارجة "قرية عبد السلام عارف"، وأحد النماذج الناجحة من الشباب.

محمد عقيل، صاحب مشروع Vermi Valley، الذي بالفعل استطاع في فترة وجيزة أن يجد له مكانًا متميزًا داخل محافظة الوادي الجديد، وكان له أيضًا صدى كبير في كثير من المعارض والمؤتمرات.

قال محمد عقيل إن الفكرة بدأت عندما تمكن من شراء قطعة أرض في الوادي الجديد وبدأ بزراعتها، لكنه واجه مشكلة في توفر الأسمدة الكيماوية، فبحث عن بدائل، إلى أن عثر على البديل "الڤيرمي كومبوست".

اشترى كميات في البداية، وفوجئ بنتائج مبهرة بعد التجربة، وبدأ بإنتاج السماد لنفسه بعد التواصل مع بعض زملائه المهندسين، وبدأ في توزيع السماد على الجيران، إلى أن جاءت حاضنة "تنمية وتطوير" التي شاركت في الفكرة.

ومن هنا، بدأ في تطوير الفكرة والموضوع، وتحولت من مجرد فكرة إلى إنشاء شركة محدودة في هيئة الاستثمار بديوان عام محافظة الوادي الجديد، وبدأ المشروع يصبح نشاطًا تجاريًا ومبيعات.

وأشار مدير مشروع Vermi Valley إلى أن الفكرة ببساطة تتمثل في إعادة تدوير المخلفات النباتية والمخلفات الحيوانية، وعمل تحليل أولي حتى تصل إلى منتج باسم "دوبال"، ثم تقديم وجبة لأنواع معينة من ديدان الأرض مثل "الريد ويجلر" و"الزاحف الأفريقي" وهي ديدان ليست مصرية، بل من سلالات من خارج مصر.

ونوه محمد عقيل إلى أن استخدام الأسمدة العضوية، أو بلغة المزارعين "السماد الكمبوست"، يعد بديلًا للكيماويات التي تؤدي إلى إجهاد التربة وبالتالي تؤثر على قوة النبات. وبحسب قوله، فإن الزراعة العضوية قائمة في الأساس على الحد من التلوث والكربون، بما يحافظ على التنوع البيولوجي للتربة ويغذي النبات بشكل أكبر.

وفيما يتعلق بالناحية التسويقية للمنتج، بيّن عقيل أن هناك "إقبالًا كبيرًا" على شراء السماد، خاصة من المزارعين الذين استخدموه، حيث لاحظوا الفرق من ناحية المردود والإنتاج والنوعية مقارنة مع الأسمدة الكيميائية، بالإضافة إلى العائد الاقتصادي لناحية التوفير الكبير والتقليل من استخدام المبيدات، مشيرًا إلى أن "الطلب عليه يفوق الإنتاج بـ 5 أضعاف تقريبًا ولا يوجد كساد".

ونوه عقيل إلى أن الهدف الأساسي من المشروع هو "الاستغناء بشكل كامل مع مرور الوقت عن الأسمدة الكيميائية والمبيدات التي تسبب الأمراض السرطانية للإنسان، والتوعية بمخاطرها، بالإضافة إلى تحقيق العائد الاقتصادي للمربين والمزارعين، وتقليل استيراد الأسمدة الكيميائية والاستعاضة عنها بالأسمدة العضوية المنتجة محليًا".

حصل عقيل على عدد من الجوائز من خلال المشاركة في بعض المؤتمرات العلمية، منها جائزة من حاضنة "تنمية وتطوير" برعاية أكاديمية البحث العلمي، وجائزة من منظمة الفاو، وجائزة من نادي ريادة الأعمال بجامعة الوادي الجديد، ومركز ثالث على مستوى الشركات الناشئة في معرض القاهرة تبتكر بالعاصمة الإدارية. وحاليًا، يخضع لتدريبات برنامج "إيكو كوسايت" بجامعة النيل التابعة للاتحاد الأوروبي.

وفي ختام حديثه، أبدى محمد عقيل، مدير مشروع Vermi Valley، استعداده لتقديم الدعم اللازم والمساعدة لكل الأشخاص الراغبين في الدخول في هذا المشروع.

ووجه عقيل الشكر للمسؤولين والقيادة السياسية على الجهد المبذول، مناشدًا إياهم بزيادة الدعم للشباب بشكل أكبر.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان