لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

منها الذرة والقطن.. زراعات في مهب الريح بسبب ارتفاع درجات الحرارة بالفيوم

09:49 م الثلاثاء 20 أغسطس 2024

الفيوم – حسين فتحى:

تسبب ارتفاع درجات الحارة خلال فترة الصيف، في خسائر فادحة لمزارعي المحاصيل الصيفية والخضروات بمحافظة الفيوم، والتى وصلت إلى أرقام غير مسبوقة بداية من شهر مايو الماضي، حيث أصبحت زراعات الذرة والقطن في مهب الريح.

يقول صبحي شريف، مزارع، إن الموجة الحارة التي تجتاح البلاد أثرت بشكل سلبي على العديد من المحاصيل، منها القطن والذرة والطماطم والفلفل والبقدونس والجرجير، وهي مزروعات لم تتعود على درجة الحرارة المرتفعة التي تتعرض لها البلاد بشكل غير مسبوق.

ويضيف محمد عبد الكريم "مزارع" إن الموجة الحارة منذ عدة أشهر والتي تجاوزت الـ50 درجة في الشمس، أصابت لوز القطن بـ"لسع" وتؤدي هذه الإصابة إلى عدم تفتيح اللوز واحتراق الأوراق.

وأوضح أيمن عبد ربه، مزارع، أن محصول الذرة أكثر المحاصيل التي تأثرت بموجة الحرارة المرتفعة، فضلًا عن ارتفاع الرطوبة أيضًا، حيث احترقت أعواد الذرة، مما أثر على النمو الخضري.

من جانبه، قال الدكتور سمير سيف اليزل، محافظ بني سويف الأسبق والأستاذ المتفرغ بكلية الزراعة جامعة الفيوم، إن ظاهرة التغيرات المناخية ظاهرة عالمية ولها تأثيراتها المحلية نظراً لاختلافات طبيعة وحساسية النظم البيئية في كل منطقة، ومع ارتفاع درجات الحرارة عن الحد المسموح به، تتأثر المحاصيل الزراعية بحالة الطقس وتحتاج إلى معاملة خاصة من حيث طرق الري والتسميد ومكافحة الآفات، وذلك للخروج بالمحاصيل المنزرعة خلال الموجة الحارة بأقل أضرار ممكنة والتي تحدث نتيجة التأثر بالإجهاد الحراري وتفاديًا لأي تلفيات في المحاصيل الزراعية.

وأضاف أن محاصيل القطن والذرة والخضروات تأثرت بشكل كبير بارتفاع درجة الحرارة، خاصة وأن مصر لم تشهد تلك الارتفاعات في درجات الحرارة، لافتًا إلى أن الدول الـ8 الصناعية هي السبب فيما يحدث على مستوى العالم من حيث ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير وغير متوقع.

وأشار إلى أن خبراء المناخ كانوا يعلمون من خلال أبحاثهم أن درجة الحرارة تزيد درجتين كل مائة عام، وحاليًا درجة الحرارة ترتفع بمعدل من 7 إلى 8 درجات كل 50 عامًا، وهو ما يتطلب تغيير نظم الزراعة وتوقيتاتها.

وأوضح "سيف اليزل" أن المزارعين كانوا يحتاطون خلال فترة الخماسين والتي تبدأ من منتصف شهر فبراير وتنتهى في إبريل، ولأول مرة نشعر بالبرودة فى شهر إبريل وبداية شهر مايو، في حين اشتدت درجة الحرارة في النصف الأخير من شهر مايو ومستمرة حتى الآن مع اقتراب شهر سبتمر، وأتوقع استمرار ارتفاع درجة الحرارة إلى منتصف أكتوبر المقبل.

وقال إن انحسار المساحات الخضراء في دول أفريقيا بعد قيام الدول بتقطيع الغابات وبيعها أخشاب، أدى إلى عدم امتصاص أول وثان أكسيد الكربون، مما أدى إلى ارتفاع حرارة الجو، لافتًا إلى أن من أهم تأثيرات ارتفاع درجات الحرارة على المحاصيل الزراعية، هو تزهير ونضج "مبكر" لمعظم المحاصيل في الثلث الأخير من عمرها أو زيادة معدل التنفيل.

وطالب بتأجيل زراعة العروة الصيفية "العادية" إلى شهر يونيو في ظل ارتفاع درجات الحرارة، خاصة زراعات (الطماطم - الخيار - الكوسة - الباذنجان - الكرنب - الذرة) حتى الأسبوع الأخير من شهر يوليو، موضحًا أنه في خلال هذه الفترة لا يُنصح بالتسميد والري "الغمر" بعد الساعة 8 صباحًا.

وقال إنه يجب على علماء مركز البحوث الزراعية العمل على استنباط أصناف جديدة تواجه ظاهرة التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة، فضلًا عن تنظيم برامج توعية للمزارعين بمخاطر ارتفاع درجات الحرارة، وتكثيف النشرات الإرشادية من خلال الأرصاد الجوية ومركز المناخ والدراسات الخاصة بتأثير التغيرات، توضح تأثير كل يوم على إنتاجية المحاصيل الرئيسية، وميعاد زراعة كل محصول، وإصدار توصيات إرشادية توضح تأثير العوامل الجوية على انتشار بعض الآفات والحشرات.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان