الأهالي طالبوا بتحويلها لمزار سياحي.. رحلة سكك حديد الوادي الجديد من الانطلاق للمحطة الأخيرة -صور
-
عرض 24 صورة
-
عرض 24 صورة
-
عرض 24 صورة
-
عرض 24 صورة
-
عرض 24 صورة
-
عرض 24 صورة
-
عرض 24 صورة
-
عرض 24 صورة
-
عرض 24 صورة
-
عرض 24 صورة
-
عرض 24 صورة
-
عرض 24 صورة
-
عرض 24 صورة
-
عرض 24 صورة
-
عرض 24 صورة
-
عرض 24 صورة
-
عرض 24 صورة
-
عرض 24 صورة
-
عرض 24 صورة
-
عرض 24 صورة
-
عرض 24 صورة
-
عرض 24 صورة
-
عرض 24 صورة
-
عرض 24 صورة
الوادي الجديد – محمد الباريسي:
تحمل السكة الحديد في محافظة الوادي الجديد قصة طويلة من الأحداث التاريخية التي تعكس التطورات السياسية والاقتصادية التي مرت بها المنطقة، ورغم أن بقايا هذا الخط الحديدي لم تعد سوى ذكرى، إلا أن أثره ما زال قائمًا في أذهان من عاصروه، وفي بقايا المحطات والعربات التي تقف كشاهد صامت على تاريخ غني.
منذ بدايات القرن العشرين وحتى منتصفه، لعبت السكة الحديد دورًا محوريًا في ربط الواحات الخارجة بوادي النيل والعاصمة القاهرة، مكملةً بذلك جهودًا كبيرة لكسر عزلة الواحات التي دامت لآلاف السنين.
احتلال ليبيا
بدأ تاريخ السكك الحديدية في الواحات الخارجة في عام 1903 عندما قامت القوات البريطانية بمد خط السكة الحديد من وادي النيل، واصلًا بين مركز أبوتشت بمحافظة قنا والواحات الخارجة.
وقال محمود عبد ربه، جامع التراث الواحاتي بواحة الخارجة،:" إن هذا المشروع جاء في إطار سعي الاحتلال البريطاني إلى تعزيز السيطرة على الحدود الغربية لمصر، خاصة مع تصاعد المخاوف من الأطماع الإيطالية في استعادة نفوذها الروماني بالمنطقة، وهو ما أدى لاحقًا إلى احتلال ليبيا في عام 1911.
التنقيب عن البترول
وتابع عبد ربه:"لم يقتصر الهدف من مد هذا الخط على الأغراض العسكرية فقط، بل سعت بريطانيا أيضًا للتنقيب عن البترول، وبالفعل، بدأت إحدى الشركات البريطانية عمليات التنقيب في عام 1903، إلا أن محاولاتها باءت بالفشل بعد ظهور مياه جوفية في المنطقة المعروفة بـ "الشركة 8"، رغم ذلك، تركت الشركة خلفها معدات حفر ضخمة بيعت لاحقًا للحكومة المصرية، وأصبحت هذه المعدات رمزًا للعمل والكرم في ذاكرة أهالي الواحات".
الحرب العالمية الأولى
من جانبه قال النائب البرلماني الأسبق سعد نجاتي، نجل عمدة واحة الخارجة قديما، وجامع حكايات الوادي الجديد، :"إنه مع اندلاع الحرب العالمية الأولى، اتخذت السكة الحديد بعدًا أكثر أهمية، في 29 فبراير 1916، وصل رسول من الداخلة إلى الخارجة، ينبئ بقدوم القوات السنوسية التي هاجمت الواحة واحتلتها، فور وصول الخبر إلى السلطات المصرية، جرى إرسال قطار مسلح في اليوم التالي لإخلاء الموظفين الإداريين من الواحة".
وأضاف: "في أبريل من نفس العام، بدأت القوات البريطانية في استخدام السكة الحديد لنقل الجنود والمعدات إلى الواحات، حيث جرى تنظيم رحلتين يوميًا لنقل القوات والإمدادات، تمركزت هذه القوات في مناطق متعددة حول الواحة، كما قام البريطانيون بمد خط سكة حديد إضافي إلى منطقة الغراب، على بعد 18 ميلًا من الواحة، لمطاردة السنوسيين، إلا أن الرمال كانت عائقًا أمام مواصلة تمديد السكة الحديد، فاضطرت القوات إلى إكمال رحلتها إلى الداخلة عبر البر".
التنمية والحداثة بعد الحرب
وأكد محمود عبد ربه، جامع تراث الواحات، أنه بعد انتهاء الحرب في عام 1917، استلمت مصلحة حرس الحدود ادارة الواحات الخارجة والداخلة، وعُين ضابط بريطاني يدعى "أرمسترونج" حاكمًا عليها، أصبحت الواحات تحت إدارة عسكرية بريطانية، حيث جرى تطوير البنية التحتية وتوسيع نطاق السكة الحديد لتسهيل التنقل ونقل البضائع.
وأشار عبد ربه، إلى أنه في ثلاثينيات القرن العشرين، شهدت الواحات تحولًا كبيرًا بفضل الجهود المبذولة لتحديثها. في عهد القائم مقام محمد بك وصفي، الذي أصبح محافظًا للجنوب، جرى إنشاء طريق صحراوي يربط بين الخارجة وأسيوط بطول 220 كم، إضافة إلى تأسيس المدارس والمشاتل الزراعية، ومدرسة صناعية للحياكة وصناعة الأحذية والسجاد، كما جرى رصف الطرق بين الخارجة والداخلة بالحجر، وأطلق على أحد الشوارع الرئيسية في الخارجة اسم وصفي تكريمًا لجهوده.
زيارة الملك فاروق
ويحكي عبد ربه، أنه في يناير 1941، قام الملك فاروق بزيارة الواحات الخارجة ضمن رحلة صيد قادمة من السودان، دخل الملك الواحة عبر منطقة باريس، وقضى ليلته في استراحة الحدود. في اليوم التالي، قرر الملك السفر إلى القاهرة باستخدام القطار، إلا أن ناظر المحطة أبلغه بأن القطار غير صالح للسفر، أمر الملك بإصلاح المحطة، وسافر بدلًا من ذلك بالسيارات.
ثورة 1952
وأكد أحمد مسعود، جامع تراث الخارجة وأحد أبناء أشهر عائلات الواحات قديما وهي عائلة " العوامر"، أنه بعد ثورة 1952، بدأت السكة الحديد في الخارجة تعاني من الإهمال، وبحلول نهاية الخمسينيات، كانت حالة القطار قد تدهورت تمامًا، بدأت قوافل تعمير الوادي الجديد في تجديد الطرق، ما أدى إلى تقليل الاعتماد على السكة الحديد في الستينيات، توقفت رحلات القطار تمامًا، وبدأت قضبان السكة الحديد تتعرض للسرقة.
إحياء المشروع
في عام 1996، جرى افتتاح خط سكة حديد جديد يربط بين الخارجة وأبو طرطور وسفاجا، إلا أن المشروع لم يدم طويلًا، حيث توقف الخط بعد فترة قصيرة وتعرضت قضبانه للسرقة، رغم ذلك، ظلت السكة الحديد جزءًا من ذاكرة الواحات، حتى مع توقف عملها.
وفي الفترة الأخيرة، أعلنت وزارة النقل في 8 مايو 2023 التفكير بإعادة إحياء مشروع السكة الحديد بالوادي الجديد، وأعلن اللواء محمد الزملوط محافظ الوادي الجديد، عن خطة لإعادة تشغيل الخط، بربط مدينة الخارجة بالأقصر وميناء سفاجا.
هذه الخطوة تهدف إلى إحياء وتنمية الواحات وربطها بمحافظات وادي النيل، مما يسهم في تحسين الأوضاع الاقتصادية للمنطقة وتعزيز حركة التجارة خاصة نقل خام الفوسفات من هضبة أبو طرطور إلى ميناء سفاجا كما كان يحدث في الماضي القريب.
ختاما طالب الكثير من أبناء المحافظة وخاصة واحة الخارجة، المحافظ والحكومة، الاحتفاظ بهذا الأثر الهام والذي يظهر لنا في الصور ويجري تحويل محطة القطار التاريخية إلى متحف ومزار سياحي الموجودة داخل النادي الاجتماعي بمدينة الخارجة وعمل بعض الترميمات لها لتكون مزارا سياحيا متحفا فنيا يشرف المحافظة ويحفظ لها تراثها التاريخي .
فيديو قد يعجبك: