محصول القرن الواحد والعشرين.. نجاح تجربة زراعة بديل القمح بالوادي الجديد
-
عرض 15 صورة
-
عرض 15 صورة
-
عرض 15 صورة
-
عرض 15 صورة
-
عرض 15 صورة
-
عرض 15 صورة
-
عرض 15 صورة
-
عرض 15 صورة
-
عرض 15 صورة
-
عرض 15 صورة
-
عرض 15 صورة
-
عرض 15 صورة
-
عرض 15 صورة
-
عرض 15 صورة
-
عرض 15 صورة
الوادي الجديد – محمد الباريسي:
في إطار الجهود المستمرة لتطوير القطاع الزراعي في مصر والبحث عن حلول مبتكرة لتحقيق الأمن الغذائي، نجح مركز بحوث الصحراء بمحافظة الوادي الجديد في تنفيذ برنامج بحثي متخصص لزراعة محصول الكسافا غير التقليدي.
هذا المحصول، الذي يطلق عليه "محصول القرن الواحد والعشرين"، يأتي كبديل استراتيجي لمحاصيل مثل القمح في ظل الظروف المناخية القاسية والتحديات الزراعية التي تواجهها مصر، تمت تجربة زراعة الكسافا بنجاح، مما يعزز إمكانية التوسع في زراعته على نطاق أوسع لتلبية احتياجات السوق المحلي من الدقيق والنشا.
بديل فعال واستجابة للتغيرات المناخية
محصول الكسافا يتميز بقدرته العالية على تحمل الظروف البيئية الصعبة، مثل درجات الحرارة المرتفعة وانخفاض متطلبات التسميد، مما يجعله جذابًا للمزارعين والمستثمرين على حد سواء.
هذا ما أكده الدكتور صلاح جميل، مدير محطة البحوث الزراعية بالوادي الجديد، قائلا إنه يناسب الزراعة في الأراضي الملحية والمستصلحة، مما يعزز من فرص الاستفادة من الأراضي غير الصالحة لزراعة محاصيل تقليدية.
وأكد صلاح، أن نتائج الدراسة تشير التي استمرت لعامين إلى نجاح زراعة هذا المحصول في الوادي الجديد، حيث يعتبر بديلًا واعدًا لمحاصيل القمح في توفير الدقيق الذي يمكن استخدامه في صناعة الخبز، بالإضافة إلى توفير نشا التابيوكا المستخدم في صناعات متعددة.
حل صناعي وغذائي متعدد الاستخدامات
أكد المهندس محمد جاد، مستشار محافظ الوادي الجديد، لمشروعات الحرير ونبات الكسافا، أن الكسافا ليس فقط محصولًا زراعيًا بل هو أيضًا مورد صناعي هام، ويجري استخراج النشا من درنات الكسافا، والذي يستخدم في إنتاج مجموعة متنوعة من المنتجات الغذائية مثل البسكويت والحلوى والفواكه المعلبة.
ولفت جاد، إلى أنه يدخل في صناعة شربات الجلوكوز والدكستروز وصناعة الخبز إلى جانب ذلك، يُستخدم في صناعات غير غذائية مثل صناعة الملصقات، الكحول، وبعض أنواع الخمائر الجافة.
وأشار جاد، إلى أن واحدة من المزايا الهامة لهذا المحصول هي إمكانية خلطه بدقيق القمح بنسبة تصل إلى 10%، مما يساهم في تقليل الاعتماد على القمح المستورد وتحقيق بعض الاكتفاء الذاتي، وتعد الأسواق الأوروبية واليابانية من أبرز المستهلكين لمنتجات الكسافا، سواء في صورة درنات مجففة أو أرز الكسافا.
خطوة نحو التوسع الزراعي
محافظة الوادي الجديد أصبحت في مقدمة المناطق التي تبنت زراعة الكسافا وجرت تجربة زراعة هذا المحصول كتجربة بحثية أثبتت نجاحها، وذلك تحت إشراف الدكتور حسام شومان، مدير مركز التنمية المستدامة لموارد الوادي الجديد.
وأوضح شومان أن المركز نفذ برنامجًا بحثيًا متخصصًا تحت عنوان "التنمية المستدامة لمحصول الكسافا غير التقليدي كبديل للقمح"، وقد أظهرت النتائج التطبيقية نجاحًا ملحوظًا، حيث أصبح الكسافا محورًا لتجارب زراعية يمكن أن تلعب دورًا هامًا في سد الفجوة الغذائية في البلاد.
في هذا السياق، أكد الدكتور محمد عزت، نائب رئيس مركز بحوث الصحراء للمشروعات والمحطات البحثية، أن الكسافا يمكن أن يكون محصولًا حيويًا يساهم في توفير الأمن الغذائي لمصر في ظل التغيرات المناخية الحالية. وأشار إلى أن زراعته في الأراضي الهامشية والمستصلحة تضمن عدم منافسته للقمح كمحصول غذائي استراتيجي، مما يزيد من إمكانيات الاعتماد عليه كمصدر للغذاء والدخل.
إجراءات بحثية وتدريبية
التوسع في زراعة الكسافا لم يكن مجرد تجربة، بل كان نتيجة لبرنامج بحثي متكامل حيث أوضح الدكتور أحمد جمال، رئيس البرنامج البحثي، أن هناك اهتمامًا كبيرًا بتوفير شتلات الكسافا، وعقد ندوات إرشادية للتعريف بطرق زراعته واحتياجاته السمادية والمناخية.
وأكد جمال، أن البرنامج اهتم باستخدام الأساليب الحديثة مثل زراعة الأنسجة والإكثار الخضري للوصول إلى أعلى إنتاجية وجودة ممكنة من الدقيق والنشا.
وأشار إلى أهمية دور المرأة الريفية دورًا هامًا في هذا المشروع، حيث أنه جاري تدريب عدد من السيدات على كيفية الاستفادة من هذا المحصول في تصنيع المنتجات المختلفة، هذا التوجه يعزز من دور المرأة في التنمية الزراعية ويزيد من مشاركتها الفعالة في المجتمع المحلي.
مستقبل الكسافا في مصر
الدعم الحكومي لمثل هذه التجارب الزراعية غير التقليدية كان واضحًا من خلال توجيهات السيد رئيس الجمهورية بالتوسع في زراعة محاصيل غير تقليدية ذات عائد اقتصادي مرتفع، في هذا الصدد، تفقد اللواء الدكتور محمد الزملوط، محافظ الوادي الجديد، تجربة زراعة الكسافا بالمحافظة، وأصدر توجيهاته بتوفير المعدات اللازمة للتوسع في زراعته وإنتاجه.
أشار المحافظ إلى أهمية هذا المحصول في إنتاج دقيق خالٍ من الجلوتين، ما يجعله خيارًا صحيًا لمرضى حساسية الجلوتين ويعزز من القيمة المضافة لهذا المحصول.
كما أكد الزملوط، ضرورة إنتاج شتلات محلية لتقليل الاعتماد على استيرادها من الخارج، مما يسهم في ترشيد النفقات وزيادة حجم الإنتاج المحلي.
حل مستدام للأمن الغذائي
في النهاية، أكد الدكتور مجد المرسي، وكيل وزارة الزراعة بمحافظة الوادي الجديد، أنه يُعتبر نجاح زراعة الكسافا في الوادي الجديد خطوة مهمة نحو تحقيق التنمية الزراعية المستدامة في مصر وأنه مع ازدياد التحديات المناخية والاقتصادية، فإن هذا المحصول غير التقليدي قادر على أن يكون بديلاً استراتيجيًا، يساعد في تلبية الاحتياجات المحلية ويقلل من الفجوة الغذائية، مما يجعله خيارًا مستقبليًا واعدًا لمصر.
كما أعلنت الدكتورة هالة أحمد عبدالعال أستاذ فسيولوجيا إنتاج الخضر بمعهد الدراسات والبحوث البيئية جامعة مدينة السادات، يوم الثلاثاء الماضي، 24 سبتمبر الجاري، عن تفاصيل وصول الجامعة إلى إنشاء أول خط لإنتاج الدقيق من نبات الكسافا في مصر موضحة أنها منذ 2012، وهي تهتم بالبحث عن محاصيل غير تقليدية تتأقلم مع التغيرات المناخية ومشاكل التربة وتهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي وسد فجوة الغذاء في مصر فكان التركيز على دراسة نباتات الكسافا والطرطوفة.
وكان وزير الزراعة قد وجه الفريق البحثي لنبات الكسافا، بإجراء مزيد من التجارب التطبيقية وتحليل صفات الجودة وذلك يوم 8 يونيو الماضي.
فيديو قد يعجبك: