إعلان

"حكاية هاني وأيلين ولا في الأفلام".. سيدة يونانية تلتقى بمصري ربته قبل 55 عامًا في بورسعيد -صور

01:20 م الإثنين 09 سبتمبر 2024

بورسعيد - طارق الرفاعي:

في أوائل القرن الماضي كانت الجالية اليونانية هي أكثر الجاليات المقيمة في بورسعيد، يعيشون جنبًا إلى جنب أبناء المدينة الساحلية، تربطهما سويًا علاقات وطيدة، منهم من ظل في بورسعيد رافضًا تركها حتى وفاته، ومنهم من عاد إلى اليونان تاركًا ذكريات طفولته وشبابه على جدران المدينة التي يعود الكثير منهم لزيارتها بين الحين والآخر.

وفي مدينة بورفؤاد، الشق الآسيوي لمحافظة بورسعيد، كانت "أيلين" اليونانية الجنسية تسكن برفقة زوجها بجوار زوجين مصريين من أسرة بسيطة، إلا أن الزوج المصري انفصل عن زوجته لخلاف بينهما تاركا جنين في بطنها، فاهتمت بها جارتها اليونانية حتى أنجبت "هاني" لتبدأ حكايتها مع الطفل الذي اعتبرته ابنها حتى بلغ من العمر 5 أعوام، لدرجة أنها اتفقت مع زوجها على اصطحابه معها إلى اليونان، إلا أن والده ظهر فجأة ورفض سفر طفله "هاني" لتسافر مع زوجها بمفردهما.

وبعد 55 عاما من البحث عادت "أيلين" صاحبة الـ 88 عاما إلى محبوبتها بورسعيد لتلتقي "هاني" على شاطئ بورسعيد.

وبابتسامة تكسو وجهها، ولغة عامية تنطق حروفها بصعوبة "مكسرة"، تروي "أيلين" حكايتها مشيرة إلى أنها كانت تسكن بجوار منزل أسرة هاني بمدينة بورفؤاد، وكانت والدته حامل لكنها انفصلت عن زوجها نتيجة الطلاق، ووقت ولادة هاني كانت مع والدته واصطحبته معها إلى منزلها ونظفته، وقامت برعايته طوال 5 سنوات وكانت تنوي أن يسافر معها إلى اليونان فلم يكن لديها أطفال وقتها لكن والده ظهر فجأة ورفض أن يسافر "هاني" رفقتها هي وزوجها.

وتؤكد السيدة اليونانية أنها بكت بشدة وقتها، مضيفة: "كنت زي المجنونة أنا بحب هاني جدا واعتبره ابني، ولما جبت بنتين كنت بقولهم ليكم أخ في مصر أنتم أبناء البطن وهو ابني الأول".

وتوضح أنه عقب إصابتها بالمرض الخبيث "السرطان" طلبت من صديق في بورسعيد البحث عن "هاني" حتى عثر عليه فجاءت لرؤيته وهو في عمر 61 عاما، مؤكدة أنها سعدت جدا برؤيته ونسيت مرضها وكل ما تريده منه أن يحبها ويتذكرها دائما.

"كنت أتمنى أن يوافق أهلي وقتها على السفر معها إلى اليونان".. بهذه الكلمات المؤثرة بدأ "هاني" حديثه قائلا: "أنا متأكد أنني إذا كنت تربيت معها كنت سأعيش في حب وحنان لم أعيشهم طوال الـ60 سنة الماضية".

وأضاف: "كنت طفل بالطبع وغير متذكر تفاصيل عديدة، ولم يكن هناك أحد يقوي ذاكرتي بالتفاصيل إلا اليوم بعد 55 عاما برؤيتها، فهي من فكرتني وذكرتني بالبنت اليونانية الجميلة وأنا طفل، التي احتوتني وأشعرتني بالحنان والعاطفة، وكانت بمثابة أم وأقول لها: ماما ولزوجها: بابا".

وأكد أنه تذكر بعض الأشياء البسيطة للغاية حتى يكون صادق وليس كلها، لأنه لم يكن أحد يذكره بها وبما حدث حتى والدته - رحمها الله - مختتما حديثه قائلا:"سعيد برؤية أمي الثانية فلدى أم مصرية ولدتني رحمها الله وأم يونانية ربتني ومازالت تحبني حتى اليوم وبحثت عني طوال هذه المدة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان