قلعة اللبخة.. جوهرة الصحراء وأيقونة الاستشفاء الطبيعي في الوادي الجديد -صور
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
الوادي الجديد – محمد الباريسي:
تُعد منطقة قصر اللبخة بمحافظة الوادي الجديد واحدة من أهم المناطق الأثرية في مصر، حيث تجمع بين عناصر التراث الفرعوني والروماني، تقع القلعة في منطقة معزولة على بعد 12 كم غرب طريق أسيوط المؤدي إلى الخارجة، وتبعد 50 كم شمال المدينة.
تضم اللبخة معابد، حصنًا مهيبًا، مجموعة من المقابر المزخرفة، وبقايا مستوطنة تعود إلى عصور مختلفة، هذا التنوع الأثري والطبيعي يجعل المنطقة مركزًا مميزًا يجمع بين القيمة التاريخية والجمال الطبيعي، فضلًا عن استخدامها كمركز استشفائي نظرًا لوجود مياه كبريتية وأشجار نادرة.
الحصن المنيع وحامية القوافل
أكد الخبير الأثري بهجت أحمد إبراهيم، مدير الآثار المصرية السابق بالوادي الجديد، أنه جرى بناء حصن اللبخة عند قاعدة الجرف الشمالي لوادي الصحراء الغربية ليكون نقطة استراتيجية تحمي تقاطع طرق القوافل القديمة القادمة من الشمال والغرب، صُممت القلعة من الطوب الطيني وارتفعت جدرانها إلى 12 مترًا، متضمنة أربعة أبراج مستديرة ضخمة على زواياها الأربعة، مما عزز من قدرتها الدفاعية.
قال بهجت، إنه كان مدخل القلعة الرئيسي يقع في الجهة الشرقية، إلا أن عوامل الزمن أدت إلى تهدم الجدران والمدخل، ولم يتبق سوى أطلال ممتلئة بالرمال وغرف مقببة، من الداخل، احتوت القلعة على غرف للحراس ومستودعات للغذاء، بالإضافة إلى بئر ضخم يقع جنوبها، كان مصدر المياه الرئيسي للقلعة وللمستوطنة المحيطة، يُشير حجم البئر إلى وجود مجتمع كبير في المنطقة، حيث كانت شبكة قنوات مائية تُنقل المياه من البئر إلى الحقول الزراعية المحيطة. لعبت القلعة دورًا محوريًا في تأمين القوافل التجارية، فضلًا عن توفير الأمن لسكان المستوطنة.
رموز دينية في قلب الواحة
يقع المعبد الجنوبي شمال القلعة على نتوء طبيعي يطل على الوادي، ويُعتقد أنه يعود إلى القرن الثالث الميلادي. تبلغ مساحة المعبد حوالي 12 مترًا مربعًا، ويتكون من ثلاث غرف رئيسية.
رغم انهيار جداره الشرقي، إلا أن النقوش الباقية على الجدران تُظهر تصويرًا لإلهة النسر (الإلهة موت) وبعض الكتابات المنقوشة على الجدران.
أكد الخبير الأثري منصور إبراهيم، مدير الآثار القبطية السابق بالخارجة، أنه جرى اكتشاف هذا المعبد بين عامي 1991 و1992 على يد الأثري عادل حسين. يتميز تصميمه بأنه يشبه المعابد الصخرية (Speos)، حيث بُني جزئيًا داخل الصخور، مع وجود قسم أمامي من الطوب. تشير الدلائل إلى أن المعبد كان مخصصًا للإله هرقل، الذي كان له أيضًا معبد باسمه في الواحات البحرية لاحقًا، أعيد استخدام المعبد كمزار مسيحيK في داخل المعبد، تم العثور على تمثال من الحجر الجيري لصقر، يعكس ارتباط المنطقة بالرموز الدينية القديمة. يُعرض هذا التمثال حاليًا في متحف الخارجة.
المقابر الأثرية
تُعتبر المقابر المحفورة في المنحدرات الصخرية شمال القلعة من أبرز المعالم الأثرية في المنطقة، تختلف تصميمات المقابر بين البسيطة متعددة الحجرات والمزينة بأقنعة مذهبة ولوحات تقليدية لأوزوريس.
هذا ما أكده الأثري محمد إبراهيم، مدير الآثار بالوادي الجديد، قائلا : إنه قد كشفت عمليات التنقيب التي أجراها فريق المجلس الأعلى للآثار بالتعاون مع فريق "ألفا" الفرنسي بين عامي 1994 و1997 عن حوالي 500 مومياء محفوظة بحالة جيدة، كانت المدافن الخاصة بالأفراد ذوي المكانة العالية مزينة بأقنعة مذهبة وأوانٍ زجاجية وأحجار كريمة.
تشير هذه الاكتشافات إلى أن المنطقة شهدت فترات ازدهار اقتصادي واجتماعي كبير خلال العصر الروماني.
عبقرية الري الرومانية
أكد مدير آثار الوادي الجديد، أنه تمثل المناور إحدى أعظم الابتكارات الرومانية في مجال الري، تتكون من قنوات مائية محفورة في الصخور تحت الأرض لنقل المياه من البئر إلى المناطق الزراعية، تضم اللبخة حوالي 14 قناة، ما زالت بعضها قائمة حتى اليوم، تشير هذه القنوات إلى قدرة الرومان على استغلال الموارد الطبيعية بكفاءة لتوفير المياه في المناطق الصحراوية.
اللبخة كمحمية طبيعية وأثرية
أكد محسن عبد المنعم، مدير عام الهيئة المصرية للتنشيط السياحي بالوادي الجديد، أنه تتميز اللبخة بتنوعها الطبيعي والأثري، حيث تحيط بها أشجار اللبخ والأكاسيا والدوم، التي يعود وجودها إلى العصور القديمة، تُعد المنطقة مركزًا للاستشفاء الطبيعي، بفضل المياه الكبريتية التي تخرج من بئر اللبخة وتُعرف بقدرتها على تحسين الصحة العامة.
القصص الشعبية المرتبطة بالمنطقة
يروي السكان المحليون قصة الملك مينا الذي طلب من ابن ملك الواحات إيصال المياه إلى المنطقة كشرط لمهر ابنته، أسفرت هذه القصة عن بناء 12 قناة تحت الصخور، ما يُظهر براعة الهندسة القديمة.
ويحكي الحاج سيد حسنين، أحد سكان المنطقة، أن اللبخة تحتوي على بقايا بيوت أثرية ومبانٍ من الطوب اللبن، مشيرًا إلى أنها تُجسد تاريخًا يمتد عبر عصور مختلفة.
دعوات للحفاظ على المنطقة
يقول الأثري محمد حسن، بمنطقة الآثار بالوادي الجديد، إن المنطقة تصلح أن تكون محمية طبيعية وسياحية لما تحتويه من آثار وأشجار نادرة، كما أن اللبخة كانت مركزًا تجاريًا هامًا على طريق القوافل. تضم المنطقة معابد، قلعة، جبانات، ومبانٍ تعكس تطور الهندسة المعمارية عبر العصور.
كما يؤكد محمد حسن، أن المناور وقنوات الري تمثل شهادة على براعة الرومان في استغلال الموارد الطبيعية.
وقال عماد وريدة، وكيل منطقة تنشيط السياحة بالوادي الجديد، إن اللبخة تمثل فرصة حقيقية لتطوير السياحة الثقافية والبيئية، بإمكان الحكومة استغلال الموقع لجذب السياح من خلال تقديم برامج استشفائية وتعريف الزوار بتاريخ المنطقة، تظل اللبخة شاهدًا على تاريخ طويل يعكس تفاعل الإنسان مع الطبيعة وتطويعها لتلبية احتياجاته، وهو ما يجعلها كنزًا أثريًا وطبيعيًا ينتظر الاهتمام.
إرث حضاري لا يُقدر بثمن
قلعة اللبخة ليست مجرد أطلال صامتة، بل قصة حضارات متعددة نجحت في تحويل الصحراء إلى مركز للحياة، تحتاج المنطقة إلى جهود حقيقية للحفاظ عليها وإعادة إحيائها كمحور سياحي عالمي يعكس عبقرية الأجداد ويُسهم في تحقيق التنمية المستدامة.
فيديو قد يعجبك: