لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

قرن من الحكمة و35 حفيدًا.. قصة الحاج صالح العبادي أكبر معمر في الأقصر

01:48 م الأربعاء 08 يناير 2025

وفاة أكبر معمر في الأقصر

الأقصر- محمد محروس:

في قلب قرية منشأة العماري بمحافظة الأقصر، وتحت ظلال النخيل الممتدة على ضفاف نهر النيل، عاش الحاج صالح مصطفى سعد العبادي حياةً مليئة بالحكايات، وُلد في عام 1918 ومرت عليه الأيام والسنون كصفحات كتاب مفتوح.

طفولة على ضفاف النيل

نشأ الحاج صالح في بيت بسيط، محاطًا بحقول القصب والقمح، تعلم من والده الحكمة والصبر، وتربى على تقاليد أهل الصعيد الأصيلة، لم يدخل مدرسة نظامية لكن الحياة كانت مدرسته الكبرى؛ تعلم منها القيم والأخلاق والعمل.

شاهد على التاريخ

عاصر الحاج صالح ثلاثة ملوك: الملك فؤاد الأول، والملك فاروق، والملك أحمد فؤاد الثاني، كما شهد حكم 7 رؤساء، بداية من محمد نجيب وصولاً إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي.

كانت عيناه تلمعان كلما حكى لأحفاده عن تلك الأيام القديمة، عن ثورة 1952، وعن بناء السد العالي، وعن الأوقات التي كان النيل فيها رمزًا للحياة والخصب.

الحكمة والفطرة

لم يكن الحاج صالح رجلاً معقدًا؛ كان بسيطًا في كل شيء، يأكل من خيرات أرضه، يشرب من ماء النيل، وينام تحت السماء الصافية، يقال إنه لم يزر طبيبًا طوال حياته، وكانت صحته القوية وعافيته المستمرة تثير دهشة كل من حوله.

كنز الأسرة الكبير

رُزق الحاج صالح بأسرة كبيرة، حيث كان لديه أكثر من 35 حفيداً وابناً. كان محبوباً من الجميع، وكان يتمتع بشخصية قوية وعلاقات اجتماعية واسعة.

يوم الرحيل

في أحد أيام الشتاء الهادئة، أسلم الحاج صالح روحه إلى بارئها بعد 107 أعوام قضاها في حب الناس والأرض، خرجت القرية عن بكرة أبيها لتشييعه، رجالاً ونساءً وأطفالاً، في مشهد مهيب يليق برجل عاش قرنًا من الزمن حافلًا بالعطاء.

إرث لا يموت

رحل الحاج صالح العبادي، لكن حكايته باقية، تُحكى في جلسات العائلة، وتُروى للأجيال القادمة كنموذج للرجل الصعيدي الأصيل، الذي عاش بسيطًا، ومات عظيمًا.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان