''ياسر برهامي''.. الطبيب الداعية صاحب الفتاوى المثيرة للجدل
كتب - عمرو والي:
أحد أبرز رموز التيار السلفى، ويعد الأب الروحى لحزب النور، ومؤسس المدرسة السلفية فى الإسكندرية والتى تضم أكبر تكتل سلفى فى مصر، وله العديد من المؤلفات فتحت له ثورة 25 يناير الباب على مصراعيه للدخول بقوة فى العملية السياسية، ولكنه كان صاحب الفتوى الأشهر بمنع المشاركة فيها على اعتبار أن ''المظاهرات فتنة ومفسدة لا يجوز الاقتراب منها'' .
أصدر عدداً من الفتاوى التى أحدثت ''بلبلة'' فى الشارع وكشفت مدى التناقض فى المواقف وفقاً للعبة المصالح فكانت زيارته الأخيرة للمرشح الرئاسى السابق الفريق أحمد شفيق بمثابة مفاجأة من العيار الثقيل أثارت استياء الكثيرين من أحد التيارات التى دخلت ملعب السياسة باعتبارها تقدم نموذجاً للحكم ذو المرجعية الإسلامية والذى يكرس قيم المصداقية والوضوح... إنه نائب رئيس الدعوة السلفية وعضو اللجنة التأسيسية للدستور ''الدكتور ياسر برهامي''.
ولد ياسر حسين محمود برهامي حشيش في محافظة البحيرة فى 9 سبتمبر 1958، حصل على بكالوريوس الطب والجراحة في عام 1982، شارك فى إنشاء الدعوة السلفية فى السبعينات من القرن الماضى بمشاركة زملائه فى الكلية محمد إسماعيل وأحمد فريد نشأت فانتشرت محاضراتهم وخطبهم على نطاق واسع، حصل على ماجستير طب الأطفال عام 1992 من جامعة الإسكندرية، وليسانس الشريعة الإسلامية عام 1999 من جامعة الأزهر .
تخصص برهامي في الاعتقاد؛ فكانت له دروس كثيرة في العقيدة والتفسير والحديث والأصول، كما شارك في تأسيس معهد إعداد الدعاة للمدرسة السلفية بالإسكندرية والتدريس فيه؛ حيث قام بتدريس مادتي التوحيد وأصول الدعوة إلى حين إيقافه سنة 1994 بالإضافة إلى المشاركة في كتابة مقالات بمجلة صوت الدعوة حتى عام 1994.
صدر له أول كتاب بعنوان ''فضل الغنى الحميد'' عام 1980 تلاها العديد من المؤلفات والمجموعات الصوتية حول الكثير من القضايا الفقهية بالإضافة إلى شرح وتفسير عدد من كتب علماء الإسلام .
وأصبحت محافظة الإسكندرية بمرور الوقت قبلة السلفيين فى مصر وبها أكبر تكتل سلفى بعدما أنشأ برهامى حركته الدعوية، والتى ما لبث أن قامت بنشر الفكر السلفى فى جميع محافظات مصر من خلال الدروس فى المساجد أو الكتب .
وتجنبت الدعوة السلفية بالإسكندرية كسائر التيارات السلفية في مصر الانخراط في العمل السياسي أو تأسيس الأحزاب أو المشاركة البرلمانية أو الدعوة إلى صناديق الاقتراع قبل الثورة وظلت طيلة العقود الماضية تهتم بالجانب الدعوى إلا أن المميز بها هو تناولها للشأن السياسى بالتحليل والتعليق من خلال دروس ومحاضرات أقطابها ومنهم الدكتور برهامى.
والمتتبع لمواقف برهامى عقب الثورة وقبلها في العديد من القضايا يكشف مدى التناقض بها فنجد إصدار فتوى منع المشاركة فى ثورة 25 يناير وتجريم الخروج على الحاكم وتصريحاته بعدها بأن السلفيين شاركوا فى الثورة منذ يومها الأول .
وتنافض موقف برهامى من المرأة في الترشح للانتخابات قبل الثورة ليتراجع بعدها، معللاً أن تولى المرأة هذا المنصب من باب تغليب المصلحة على المفسدة، بعدما اشترط قانون الانتخابات نزولها في القوائم كون فوزها بهذا المنصب أفضل من وصول علماني للكرسي .
كما شن ''برهامى'' هجوماً حاداً على عصام العريان عام 2007 بعد تصريحات الأخير بإمكانية اعتراف الإخوان بدولة إسرائيل واتفاقية ''كامب ديفيد'' حال وصولهم للسلطة لنجد من المفارقات أن برهامي يتبنى موقف العريان بعدها بسنوات عندما أعلن خلال إحدى لقاءاته التليفزيونية عن عدم المساس بمعاهدة السلام مع إسرائيل إذا ما وصلوا للحكم.
وأصدر برهامى عدد من الفتاوى أثارت ''البلبة'' فى الشارع ومنها ما تعلق بقرض البنك الدولى والذى أفتى بجواز القرض الذى حصلت عليه مصر ليحرمه من جديد بعد اتهامه لقيادات الحرية والعدالة بالخداع ووصفه للقرض بالربا بالإضافة إلى موافقته على زواج القاصرات للقضاء على الزواج العرفى؛ حيث يجوز للبنت في سن التاسعة أو العاشرة أن تتزوج وإصداره فتوى بعدم تهنئة المسيحين بأعيادهم أو الترحم عليهم ومن ضمن القضايا التي لم تتغير عند الدعوة السلفية تحريم ولاية غير المسلم .
وجاءت الأنباء عن زيارة برهامى للفريق شفيق قبل إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية لتثير موجة عاصفة من الهجوم عليه؛ حيث بعد نفيه هذه الزيارة فى أحدى اللقاءات التليفزيونية ليعود بعدها ويعترف بها .
وبرر ''برهامى'' زيارته لـ''شفيق'' بقوله إن لقاء جميع القوى السياسية أمر طبيعى وضروري لتحقيق المصالح المعتبرة شرعاً، معللاً هذه الزيارة بمنع سفك الدماء بعد وصول معلومات له بحدوث مجازر دموية حال فوز الفريق.
وأصبح مستقبل التيار السلفى السياسى مهدداً بالفشل؛ حيث يرى المحللون أن الأزمات التى تفجرت داخل حزب النور، مؤخراً بسبب سرعة الانتقال من منابر المساجد إلى العمل السياسى دون تنظيم أو إعداد كوادر قادرة على العمل السياسى .
فيديو قد يعجبك: