إعلان

إياد نصار: الإنسان العربي لسان حاله يقول ''ربنا يستر من اللي جاي''

11:22 ص الإثنين 15 أكتوبر 2012

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

 كتب سامي مجدي:

بدى غير متفائلا لا بالوضع السياسي في المنطقة العربية ولا بالوضع الفني فيها، بدى أيضا مهموما ويفكر كثيرا في الأمور مما يجعله صاحب نظرة خاصة لكنه يخشى أن يفصح عنها خوفا مما أسماه بـ''الديكتاتورية الشعبية''، التي انتقلت إليها الشعوب العربية خاصة دول الربيع العربي بعد عقود من ''الديكتاتورية الفردية''.

 يتمنى أن ينقل مشروعه الفني إلى السينما إلا أن وضعها في الوقت الراهن لا يشجعه كما غيره من الفنانين أصحاب الرؤى الخاصة. ويعزي ذلك إلى حالة الركود الذي تعانيه صناعة الفن السابع.. هذا كان حال الفنان الأردني إياد نصار (المصري القلب)، في مقابلة أجراها مع مصراوي.

يقول نصار، الذي اشتهر على الساحة المصرية بتجسيده شخصية الإمام حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، مسلسل ''الجماعة'' الذي كتبه الرائع وحيد حامد، ويضع حاليا اللمسات النهائية على الجزء الثاني الذي أحدث ضجة وقتها وطالته الاتهامات من كل حدب وصوب بأنه صنيعة من قبل النظام السابق، إن مسألة مشاركته في هذا الجزء من عدمه لم تحسم بعد فالأمر لم يعرض عليه حتى الآن، مشيرا إلى أن سيوافق حال عرض عليه تجسيد شخصية ''الإمام'' مرة أخرى.

ويضيف ''ياسين'' في مسلسل ''سر علني'' الذي عرض في شهر رمضان الماضي، أن هناك بالفعل تخوفا لدى صانعي مسلسل الجماعة، خاصة بعد الصعود الإسلامي في مصر وتونس وغيرها من البلدان العربية، ويقول ''التخوف موجود حتى قبل تنفيذ المشروع؛ فالمواضيع المهمة يثار حولها قلق حتى قبل أن تبدأ''.

يرى نصار أن المجتمع هو وحده القادر على الدفاع عن الفن والفنانين، فكلما كان العمل الفني أو الإبداعي جيد، فلن يتخلى عنه الناس، وسيذهبون إليه حيثما يكون، وهو في نفس الوقت لا ينكر أن هناك من الأعمال الفنية ما تسيء إلى الفن أكثر من أي شيء آخر بـ''افتقادها إلى المعايير الفنية والموضوعية''، كما يقول.

الإنسان

لإياد نصار نظرة فلسفية عميقة في الحياة يتخذها منطلقا لآرائه ومواقفه التي يخشى إعلانها بعد أن صُمت الأذان عن الاستماع إلى الآراء التي تحولت بدورها ''إلى صراعات بين معتقدات''، كما يقول، فهو يرى أن الإنسان العربي أصبح غير قادر على أن يدلي برأيه ولا أن يعبر عن فكرته بعد أن بات كل شيء يدخل في خانة ''التصنيف إما يمينا أم يسارا، دون أن نعطي فرصة للتفكير الموضوعي والنظر إلى الرأي على أنه يحتمل الصواب أو الخطأ''.

لهذا الأمر لم يفصح إياد عن رأيه فيما يحدث في سوريا، وإن قال إن أكثر ما يؤلمه كإنسان بغض النظر عن المواقف والتحاليل السياسية هي الدماء التي تراق هناك، ويضيف إن ''الوضع بالشكل الذي عليه الآن يؤدي إلى كارثة في المنطقة كلها''.

يقول نصار ''الوضع معقد بكل الطرق، وأنا من البداية مع الإنسان بكل ما تحمله العبارة من معنى.. هناك خوف سرى في المنطقة حتى بات الإنسان العربي يسير ولسان حاله يقول ''ربنا يستر من اللي جاي''.

في تحليله لما آلت إليه الأمور في الوطن العربي منذ بدء ثورات الربيع العربي، يرى نصار أن المجتمعات العربية انتقلت من ديكتاتورية الحاكم ''الفردية'' التي ظلت تتحكم فيهم على مدى عقود طويلة، إلى ''الديكتاتورية الشعبية''، ويضيف ''الإنسان العربي لم يخرج بعد إلى دائرة إنه حر، فما جرى أنه خرج من دائرة ديكتاتورية معينة إلى أخرى''.

ويشرح قائلا: ''عندما تبدأ التصنيفات بمعنى أنك بطل في وجهة نظر البعض بينما أنت عند البعض الآخر على رأس قوائمهم السوداء؛ فلا أحد يضمن أن يقول رأيا أو وجهة نظر دون أن يُهاجم أو يضطر إلى أن يبرر موقفه الذي هو في النهاية رأي يحتمل الصواب ويحتمل الخطأ''.

نظرة إياد نصار الفلسفية في الحياة وطريقة تفكيره تظهر جلية في أعماله وفي الشخصيات التي يجسدها وآخرها ''ياسين'' في مسلسل ''سر علني''، تلك الشخصية التي قال عنها إن ''لها علاقة بالمرحلة التي نعيشها، وخلقت لدى المشاهد نوعا من الحيرة؛ فهو لايعرف هل هو طيب أم شرير. وهو قريب من نوعية الشخصيات السياسية التي تملأ المشهد السياسي حاليه، فالمواطن - كما يقول - لايعرف هل هذا السياسي طيب أم شرير، هل يبحث عن مصلحته أم عن المصلحة العامة''.

ويرى نصار أن ''المجتمع بات في إمكانه أن يتقبل أن يعمل الشخص أو السياسي لمصلحته شرط أن تتحقق أيضا المصلحة العامة، فدائما هناك مساحة بين الأبيض والأسواد''. ويضيف إن مسلسل ''سر علني'' بشكل عام كان مختلفا عن نوعية المسلسلات التي اعتاد المشاهد أن يراها في رمضان، فموضوعه ومضمونه يستهدف إيجابيا فئة معينة من المشاهدين''.

ويشير إلى أنه كان يدرك أن الموضوع لم يكن سهلا، فالحوار في المسلسل أخذ طريقة التعبير الدارجة بين فئة من يستخدمون موقع التواصل ''تويتر'' في التعبير عن أراءهم والتعليق على الأوضاع، بمعنى أن تقول فكرة معينة وتقدم مضمون مكثف بأقل عدد من الكلمات، كما أن هناك مساحة للاقتباس من الحوار، وهو ما يعرف في الأدب بالشكل المقطعي في الكتابة''.

مشروعات فنية

تطرق إياد نصار خلال اللقاء إلى مشروعات فنية انتهى من تصويرها وتنتظر العرض وأخرى بدأ فيها ولم تنته بعد، مثل مسلسل ''ألف ليلة وليلة''، الذي تم تأجيله لسبب غير مفهوم، كما قال، مضيفا أن المشروع ''مهم''، حيث أنه يقدم ما وراء الحكايات الشعبية الموجودة في ألف ليلية وليلة، كما أن يقدم شخصية ''شهريار'' - التي يجسدها إياد - في شكل جديد ومن زاوية مختلفة عن المعروف عنه.

كما أنه يتنظر عرض فيلمه السينمائي ''ساعة ونصف''، الذي تدور أحداثه في عربة قطار، ويجسد فيه شخصية ''عز'' الذي يبيع رسائل حب لركاب الدرجة الثالثة تسليهم في رسلتهم، ومنها يسكب قوت يومه، ويقول إن هذه التجربة كانت مرهقة حيث التصوير تم في عربة قطار كانت تسير ذهابا وإيابا على مسافة كيلو متر، كما أن ''عز'' كان الأكثر حركة داخل القطار وله علاقة بكل شخصيات العمل. (كان هذا الحوار قبل طرح الفيلم في دور العرض وقد لاقى الفيلم إشادة من الكثير من النقاد الفنيين).

ويلفت إياد نصار إلى أن شخصية ''عز'' سوف تؤكد على طريقته كممثل، لديه المقدرة والمهارة على تجسيد الشخصيات المختلفة والتعبير عن مشاهرها وانفعالاتها بنقس الكفاءة، وهو - كما يقول - ''يجد متعة في ذلك التنوع''.

أما الفيلم الآخر الذي ينتظره ويعول عليه الكثير هو طاقم العمل المصاحب له، فهو فيلم ''مصور قتيل''، التي تم تأجيل طرحه للعرض أكثر من مرة لاعتبارات تسويقية، على حد قوله.

ويوضح إياد نصار أن الشركة المنتجة للفيلم ''خايفة جدا'' لذا هي حريصة على أن تختار توقيت عرض جيد، كاشفا عن أن آخر توقيت للعرض في الوقت الحالي في شهر ديسمبر المقبل

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج

إعلان

إعلان