لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

''أي مخالفة''.. الكمين الجديد في شوارع مصر

10:03 ص الإثنين 29 أكتوبر 2012

حوار - هند بشندي:
''البوب اللي واقف صف تاني..كل الشارع وراك بيعاني.. سيبي مسافة يا مدام احسن ما تلبسي في اللي قدام ..قال يا ماشي في العكسي يا راشق في أول تاكسي.. بطل في الزحمة كلاكسات لسه مركبناش جناحات''.. أمثال مبتكرة وجديدة أطلقها شباب مشاركون ضمن أحد فاعليات مبادرة ''أي مخالفة''.

''أي مخالفة'' هي مبادرة شعبية لمراقبة سلوك السائقين؛ سواء الملاكي أو الأجرة أو الخدمات الخاصة في مصر والإبلاغ عن مخالفاتهم باستخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة، تحت شعار'' مع بعض هنحقق سكة السلامة''.

تقوم فكرة المبادرة على إشراك المواطنين في الإبلاغ عن المخالفات بالإضافة إلى تقييم أداء أي سائق من أي مكان وفي أي وقت، من خلال إرسال المخالفة يصاحبها رقم السيارة لموقع إي مخالفة أو صفحة المبادرة على الفيسبوك أو تويتر ويمكن أن يصاحب البلاغ صورة.

التقي مصراوي بالمهندس محمد الحاجري، أحد مؤسسي المبادرة، الذي بدأ حديثه بوصف الوضع بالـ''رهيب''؛ حيث أكد أن عدد الوفيات هي 10 آلاف شخص سنويا في شوارع مصر، وعدد المصابين بإعاقات بسبب حوادث الطرق 50 ألف سنويا، والخسائر بسبب هذه الحوادث 2 مليار جنيه سنويا حسب الإحصاءات الرسمية، وأن معدل الإصابة بحوادث طرق 19 ضعف معدل الإصابة في أوروبا ''احنا دولة متفوقة جدا من حيث سوء الشوارع؛ فنحن نحتل مرتبة متقدمة في هذا الشأن!''.

أما عن المبادرة فقال الحاجري إنها بدأت من خلال مجموعة من زملائه في العمل، متخصصون في مجال البرمجيات، وبدأ التحضير لها منذ يناير 2012 وكان الانطلاق منذ شهر تقريبا، ويؤكد الحاجري أن المبادرة هدفها تحقيق السلامة للمواطنين ''الناس أصبحت تخاف من المخالفات ولا تفكر في ''ارجع لبيت أهلي ولحضن عيالي سليم''.

وأكد أن المبادرة ستحقق ضغط شعبي ومجتمعي، بالإضافة إلى أنها ستحمي الشخص المبلغ بعد المجهود الذي بذله من الوقوع في نفس الخطأ، مضيفاً:'' نحن نعالج المشكلة عندما تبدأ عينك برفض الخطأ وعدم التعود على أنه أمر مسلم به، كما ستحول المبادرة الطاقة السلبية من خناقات في الشارع قد تصل للقتل لطاقة ايجابية في مساعدة المجتمع.

وتلاقي المبادرة حتي الآن بحسب تقديراته ''تفاعل هائل'' من قبل زوار الإنترنت، حيث يمدون الموقع بالصور والمخالفات، ويتوقع ان يكون الموضوع في زيادة خصوصا بعد طرح رقم مختصر مع بداية الأسبوع القادم للإبلاغ عن أي مخالفات وهو رقم (19739)، كما سيطرح  بعد العيد تطبيقات خاصة بالموبايل والآي فون عن طريق نظام الاندرويد للتسهيل على المواطنين من الإبلاغ عن أي مخالفات بسرعة وبسهولة.
 
وعن التفاعل الحكومي أكد أن هناك تواصل مع الجمعية المصرية للسلامة على الطرق وسيتم توقيع اتفاقيه تعاون معها كمنظمه مجتمع مدني، كما تم التواصل مع المجلس لقومي للسلامة على الطرق وهو ممثل من عده وزارات من ضمنها وزارة الداخلية للتعاون معها وتقديم المعلومات والاحصاءات التي ترد الموقع.

وبما أن المبادرة ستمد قطاعات رسمية بمعلومات، فكان سؤالنا للحاجري كيف سيتم التأكد من أن الشكاوي ليست كيدية، هنا أوضح أن 80 % من الشكاوى يصاحبهم صور واضحة توضح المخالفة، بالإضافة أن الشكوى يجب أن تكون برقم السيارة وليست عن طريق الاسم أو العنوان، ومن يعرف رقم السيارة سوى السائق ''المتنكد'' من سواقه الآخر المخالف أو تعرض لأذي منه في الطريق، خصوصا لا يوجد ضرر مباشر في ظل غياب أي نوع من العقوبة المادية.

ويضيف صاحب الفكرة:'' كما نستطيع أن نتأكد من خلال مدي ثقتنا في المبلغ، فهناك مبلغين يتواصلوا معنا بشكل دائم ويمدونا بمخالفات مصورة ويصبحوا مصدر ثقة لنا''.

وعن المخالفات فلم يصدر إحصاءات عنها حتي الآن، لأن المبادرة مازلت في شهرها الأول، لكن من خلال متابعاته فأكثر المخالفات تتركز في الركنة صف تاني أو السير عكس الاتجاه، اما أكثر ما يهتموا به ويتعاونوا مع منظمان المجتمع المدني للقضاء عليه هو وضع الأطفال في شنط السيارات أو ضعهم في شنط عربات الربع نقل، ''وهي ظاهرة منتشرة جدا، نقوم بتوثيقها حاليا في مناطق مدينة نصر والمعادي''.

ويضيف ''أما الشكوى التي تقهر فريق عمل المبادرة هي شكوي نسميها ''طفل في حضن السائق'' ونعتبر ان الطفل في هذا الوضع هو مثل وسادة أمان للسائق، أما الطفل فبهذا الشكل نعتبره ''ضاع'' لأن بهذا الشكل يشغل السائق عن تركيزه، والحادثة تأتي في لحظة من الزمن''.

وعند سؤالنا هل السيدات هي صاحبات النصيب الأكبر من المخالفات وفقا لما يشاع عنهم ''مبيعرفوش في السواقة'' فرد ضاحكا ''نوع السائق هو سؤال إختياري، لكن أغلب المخالفات حتي الآن يكون بطلها هو ''الرجل''.
 
وعن ما أعلنه الرئيس محمد مرسي بأن 60% من مشكلة المرور قد حلت، قال الحاجري ''للأسف الشديد كل الخطط والمبادرات في مصر عن المرور لا تتناول السلامة، مش مهم أقف ساعتين في الشارع المهم ما يمتش منا حد ونرجع كلنا سلام لعائلتنا''، ويضيف ''رغم المجهود الجيد من إدارة المرور ووجود الكمائن، إلا أن المخالفات في تصاعد، نسبة الـ60% اترك الجهات المسئولة الرد عليها، واكتفي بأن أقول أن معدلات الوفيات والحوادث وتيرتها في تصاعد''.

وعن الخطوات القادمة يقول ''سنتواصل مع الشركات والجامعات والمدارس ونضع  ''الاستيكر'' الخاص بنا خلف السيارات الخاصة بهم لأننا نملك وسائل حديثة تساعدنا  في تلقي الشكاوي وإبلاغهم بها.. لو استطعنا تحقيق ذلك فنكون قد نجحنا في مراقبة وتعديل سلوك قيادة جزء من المجتمع''.

وتابع : ''كما ستقوم المبادرة بعدد من الفاعليات بالتعاون مع مختلف الأماكن كساقية الصاوي والمدارس وذلك  للتوعية بالسلامة المرورية''، متسائلاً ''كم حد يعرف يستخدم شنطة الإسعافات الأولية.. كم حد حزام الأمان بالنسبة ليه هو عشان خايف من انه يدفع الـ 200 جنيه المخالفة لكنه ميعرفش إن الحادثة وهو على سرعة 50 كيلو تساوي وقوعه من الطابق الثالث''.

وأكد ''الحاجري'' أن الطرق الغير تقليدية في التعامل مع أزمة المرور هي أفضل من فرض الغرامات التي تنتهي غالبا بمظاهرة يتم فيها إجبار الحكومة على تخفض الغرامة لـ 20%  كما حدث قريبا.

ومن ضمن هذه الطرق يقول ''سنعمل مع الجهات الدينية لتوعية البسطاء، ونوصل لهم أن السير عكس الاتجاه ''حرام'' فلو قتلت شخص حينذاك فأنت قتلته عمد، سنستعين بالمسجد والكنيسة، فعدد الضحايا سنويا أكثر من عدد من مات في الحروب''.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان