الآباء و الأبناء يرفضون قرار منع استخدام المحمول لطلبة الحضانة والابتدائي
كتبت - علياء أبو شهبة:
أصدر الدكتور إبراهيم غنيم وزير التربية والتعليم تعليمات للمديريات التعليمية بالتنبيه على طلبة المدارس برياض الأطفال والمرحلة الابتدائية بعدم استخدام المحمول في المدارس الحكومية والخاصة نظرا لخطورتها ذلك على صحتهم ، و رغم أن القرار الهدف الأساسي منه الحفاظ علي صحة الأطفال و لكن مجرد التفكير في اتخاذ مثل هذا القرار أثار استياء الكثير من الأباء الذين اعتبروا الهواتف المحمولة في أيدي أبنائهم ضرورة لا غني عنها.
تعتبر عبير صلاح أبوطالب الموبايل وسيلتها الأساسية لادارة منزلها سواء للتواصل مع زوجها أو متابعة أطفالها الثلاثة لتعرف موعد انتهاء الدروس الخصوصية و التدريب الرياضي في النادي، فضلا عن الاطمئنان عليهم أثناء تواجدها في عملها.
تتفق معها مروة معتز التي لا تستغني عن الاتصال بأبنائها و خاصة أثناء عودتهم من المدرسة للاطمئنان عليهم ، و أوضحت أن حوادث الانفلات الأمني المتكررة و قطع الطرق تدفعها للقلق، و لا يمكنها الاتصال بمشرفة أتوبيس المدرسة أكثر من مرة.
رغم محاولة نرمين محمد تأخير خطوة امتلاك ابنها الأكبر يوسف لتليفون محمول، إلا أن جهودها لم تفلح و ذلك بسبب الحاح ابنها المستمر شراء جهاز آي فون مثل أقاربه و أصدقاءه في المدرسة.
و لن تكتمل الصورة إلا بسؤال أصحاب الشأن أنفسهم، و يقول عمر ''6 سنوات'' إنه يرفض تماما الاستغناء عن الموبايل و علي وجه الخصوص في المدرسة و ذلك للتحدث إلي والدته في أي وقت.
و تقول سلمي ''9 سنوات'' أنها تتواصل مع كل صديقاتها من خلال بلاك بيري و لا يمكنها الاستغناء عنه ، و تقول :'' لو الموبايل مضر يبقي الكبار كمان بلاش يستخدموه''.
''أنا ضاع مني الموبايل كده و بابا متعود كل ما يجيب موبايل جديد يديني القديم'' ، هذا ما قاله ياسين الذي يبحث عن امتلاك موبايل جديد و حلمه الأهم أن يكون به رصيد.
يعلق علي الأمر دكتور أسامة محمود عزمي أستاذ و رئيس قسم الصحة الانجابية في المركز القومي للبحوث ، و يقول إن هناك العديد من الدراسات العلمية التي تؤكد ضرورة منع المحمول للأطفال أقل من سن 12 عاما حيث يؤدي لزيادة تعريض الأطفال للإصابة بمرض سرطان المخ، فضلا عن تأثيره السلبي علي مستوي تحصيلهم العلمي، حيث تؤدي الموجات الضارة الصادرة عن المحمول لتشتيت الذهن .
و أكد علي ضرورة ابعاد التليفون المحمول عن المستخدم أثناء النوم و هي الفترة الوحيدة التي يتاح فيها للمخ التخلص من الشحنات السلبية التي يتلقاها طوال اليوم، كما أشار إلي التأثير السلبي له في التعرض للاصابة بجميع أنواع مرض السرطان، حيث لا يمكن تجنب تأثيره السلبي باستخدام السماعة.
وليست هذه هي أضرار التليفون المحمول الوحيدة للأطفال حيث يوضح دكتور أسامة عزمي أن استخدام الطفال التليفون المحمول يزيد من ميولهم العدوانية، كما أنه يساهم في زيادة شعورهم بالانعزال و يفقد الطفل القدرة علي التواصل الأسري، و خاصة إذا ما اقترن باستخدام الكومبيوتر.
ينصح دكتور أسامة بالمنع التام للمحمول و الاستخدام في الضرورة فقط و استبداله بقدر الامكان بالتليفون الثابت، و أوضح أن العروض المغرية التي تقدمها شركات المحمول هي السبب وراء انتشار استخدامه نظرا لسهولة اقتناءه فضلا عن أن نظام الدقائق المجانية يرسخ مفهوم التحدث لساعات طويلة.
فيديو قد يعجبك: