مينا دانيال.. ''جيفارا المصري'' الذى دافع عن شعار ''مسلم مسيحى أيد واحدة ''
كتب - عمرو والى:
مينا دانيال.. ''جيفارا المصري'' الذى دافع عن شعار ''مسلم مسيحى أيد واحدة '' عرف عنه الجرأة والحماس الذى دعم نشاطه السياسى المبكر رغم جسمه النحيل إلا أنه تحلى بروح الأبطال العظام وبجسارة لا تصدق مؤمناً بمصر ووحدة شعبها نجا بأعجوبة من الموت في موقعة الجمل حين تلقى رصاصتين واحدة في كتفه والثانية في ركبته ولكن كان الموت على موعد آخر معه فى مثل هذا اليوم حين أغمض عينيه وللأبد على حلم مصر الثورة .
''أنا هنزل يا ماما وحاسس إن هموت لكن لازم أنزل''.. كانت هى آخر كلماته قالها لشقيقته ''ماري'' التى يعتبرها والدته الثانية قالها وتحقق إحساسه فلم يعود '' هو مينا دانيال الناشط السياسى الذى لقبه أصدقاءه بـ ''ابن موت'' و ''جيفارا المصرى'' .
ولد مينا إبراهيم دانيال بقرية صنبو بمدينة ديروط فى 21 يوليو 1991التابعة لمحافظة أسيوط واسماه والده بهذا الاسم تشبهاً باسم قديس أحبه والده كثيراً، وهو القديس “مارى مينا العجايبى” وبعد عام من ولادته قررت الأسرة الانتقال للإقامة فى القاهرة سعياً وراء ''لقمة العيش'' نحو مستقبل أفضل لتستقر الأسرة فى منزلها بمنطقة عزبة النخل .
التحق مينا بمدرسة محمد كريم الابتدائية وعرف عنه التفوق والذكاء ثم ألتحق بمدرسة الرشاد الإعدادية بحى المطرية ومع تفتح مداركه ووعيه بدأ يبحث عن عمل لنفسه فى الإجازة الصيفية وفضل الالتحاق بـ''مدرسة الصنايع'' على الرغم من مجموعه الذى كان يؤهله لشهادة الثانوية العامة فكان حبه لترميم الآثار الفرعونية هو الدافع لذلك .
حلم ''مينا'' بالالتحاق بكلية الآثار ولكن مع مرور العائلة ببعض الظروف التى أثرت عليه وجعلته يحول مسار دراسته ليلتحق بعدها بأحد الأكاديميات لدراسة نظم ومعلومات الحاسب الآلى ومع عامه الثالث أندلعت أحداث ثورة 25 يناير ليشارك فيها منذ يومها الأول.
بدأ مينا نشاطه السياسى عام 2007 مع بعض الحركات الشبابية وكان من مؤسسي ائتلاف شباب ماسبيرو، وعضوًا بكل من حزب التحالف الشعبي الاشتراكي وحركة شباب من أجل العدالة والحرية فكان يؤمن بأن حقوق الأقباط تبدأ بتحرير الوطن من نظام فاسد يقمع الكل .
وحاول مينا إقناع المحيطين به بضرورة الخروج عن إطار الكنيسة فكان مقرباً من الجميع ولديه الكثير من الأصدقاء من مختلف التيارات السياسية، ويؤكد والده أنه كان يحب مصر ويخاف عليها أكثر من حياته حيث أنه تمنى الشهادة من أجل مصر ونالها فى النهاية ''.
''مسلم مسيحي إيد واحدة'' ، كان مؤمنا بهذا الشعار فعلاً ولم يشك فيه لحظة.. فكان شخصا محبوبا من الجميع وكانت له صداقات كثيرة مع المسلمين، لم يكن يفرق بين أصدقائه على أساس الديانة. هكذا أجمع أصدقاء مينا ومن عرفوا على مدار أيام الثورة .
ومع أحداث ماسبيرو وتصاعد الأحداث أستشهد مينا كما تمنى إثر إصابته برصاصه اخترقت صدره من الناحية العليا وخرجت من الناحية السفلى ليكون ضمن عدد كبير من شباب مصر الذين راحوا وهم في عمر الزهور من أجل هذا الوطن .
فيديو قد يعجبك: