إعلان

''وعد بلفور''..''خاتم خطوبة''بريطانيا لليهود والشاهد على اغتصاب فلسطين

12:25 ص السبت 03 نوفمبر 2012

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - مي الرشيد:
بدأت بفكرة ثم وعدا فأمرا واقعا.. هذا هو واقع دولة''إسرائيل''، حيث مضى 95 عاما على وعد ''بلفور'' الذي كرس لفكرة وجود وطن قومي لليهود في فلسطين، وهو الوعد الذي يرى فيه العرب ذكرى شتاتهم، ولكن ماذا يرى الغرب في هذا الوعد ؟! .

يعتبر وعد ''بلفور'' أول بيان من قوى دولية تعترف بوجود وطن قومي لليهود في فلسطين، حين أرسل '' آرثر جيمس بلفور'' خطابا إلى اللورد، ليونيل وولتر دي روتشيلد، في 2 نوفمبر 1917 يشير إلى تأييد الحكومة البريطانية لوجود وطن قومي لليهود في فلسطين، وكان ''بلفور'' يعمل في وزارة الخارجية البريطانية آنذاك.

ويقول الدكتور جوهانثان شينر، وهو صاحب كتاب ''وعد بلفور.. أصل الصراع العربي الإسرائيلي''، والذي حصل على جائزة الكتاب اليهودي القومي لعام 2010، غن وعد ''بلفور '' ينظر إليه البعض باعتباره حجر الأساس لدولة إسرائيل، وهو الشيئ الذي يستحق أن يحتفى به، في حين يراه البعض الآخر بداية لمأساة العرب، وهو الشيئ الذي يستحق الاستنكار، ولكن الجميع يرى أنه نتيجة لا مفر منها للعلاقة ''الأنجلو صهيونية'' الجيدة أثناء الحرب العالمية الأولى.

وأضاف شينر أن كل الكتب التي تناولت الوعد، كانت تركز على الإحتفاء بالحملة التي نظمها ''حاييم وايزمان'' الصهيوني البريطاني ذو الأصول الروسية، والذي استطاع من خلالها زرع مبادئ حركته داخل النخبة السياسية البريطانية.

كان العالم''وايزمان'' قد اكتشف مادة ''النيتروجليسرين'' شديدة التفجير، وأعطى بريطانيا حق التركيب العلمية، لتستخدمها أثناء الحرب العالمية الأولى، وقد كان رئيسا للمنظمة الصهيونية العالمية، وأول رئيس لإسرائيل عام 1949.

وأشار شينر في مقال له بعنوان ''معاداة السامية ساعدت في خلق إسرائيل'' إلى أن هدف بريطانيا أثناء الحرب العالمية الأولى لم يكن سوى النصر، وحينما فشلت المحاولات في توجيه الدولة العثمانية نحو التخلي عن حليفتها ألمانيا، وقتها قررت بريطانيا الاستعانة باليهود .

وأكد شينر أن بريطانيا قد بدأت فى جذب دعم يهودي في الفترة السابقة لوعد ''بلفور''، و كان هذا الوعد هو ''خاتم الخطبة'' الذي تقدمه الحكومة البريطانية، وتوقعت بريطانيا بذلك أن اليهود الأمريكان سوف يجعلون أمريكا تدخل الحرب، كما كانوا يغازلوا الأموال اليهودية معتقدين أن كل اليهود صهاينة، الأمر الذي ثبت عدم صحته.

كما أن التعاون لم يتوقف على ذلك فقط بل إنه امتد لداخل الدولة العثمانية؛ حيث وعد اليهود و'' الدونمة '' - وهم هؤلاء الذين تحول أجدادهم من اليهودية للمسيحية ولكنهم ظلوا مؤمنين باليهودية من داخلهم - بالتوقف عن دعمهم للسلطان العثماني الذي كان سقوطه لا مفر منه، في مقابل أن تعدهم بريطانيا بإنشاء وطن لهم في فلسطين.

ووسط كل هذا الدعم عارض العضو اليهودي في الحكومة البريطانية ''إدوين مونتاجو'' وبشدة ''وعد بلفور'' لأنه رأى أنه تشجيع على معاداة السامية من خلال طرد اليهود من بلادهم.

وقال محذرا ''فلسطين ستصبح جيتو اليهود في العالم''، ويرى المؤرخين أن نقد ''مونتاجو'' أدى إلى تغيير مهم في مسودة الوعد، حيث تغيرت جملة ''دعم جعل فلسطين وطن قومي لليهود'' إلى ''إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين''.

وهناك آراء كثيرة تجد أن السبب الرئيسي في ''وعد بلفور'' هو معاداة السامية،حيث كان يرغب عدد كبير من السياسيين الأوروبيين في التخلص من اليهود الذي كان ينظر لهم على أنه غرباء في أوروبا، ومثيري متاعب داخل أوروبا المسيحية، ومثله مثل أي معادي للسامية قرر ''بلفور'' الإطاحة باليهود حين كان رئيسا لوزراء بريطانيا بقانون الأجانب عام 1905 الذي يحد من الهجرة من شرق أوربا ولا سيما اليهود إلى بريطانيا، وحين أصبح في وزارة الخارجية تخلص من اليهود في أوربا من خلال وعده لهم بالوطن القومي.

وكانت فلسطين المكان الذي يتخلص فيه الأوروبيين من اليهود، والأرض التي جمعت شتات اليهود، وفي نفس الوقت أصبحت الأرض الفلسطينية الوطن المسلوب من سكانه الأصليين أهل فلسطين، كما أصبحت''الرمز الحي على عجز العرب''عن استرداد فلسطين.

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج

إعلان

إعلان