لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مراقبون: لا تغيير جوهريًا في سياسة واشنطن تجاه الشرق الأوسط

04:52 م الخميس 08 نوفمبر 2012

برلين - (دويتشه فيله):

اتفق محللون وخبراء أن السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط بعد فوز الرئيس الأمريكي أوباما بولاية ثانية ستراوح مكانها دون تغيير كبير، وأن الملفات كافة ستُعالج بشكل منفصل تبعًا للأحداث التي ستمر بها المنطقة.

تمارس الولايات المتحدة الأمريكية نفوذًا وتأثيرًا كبيرين في الأحداث بمنطقة الشرق الأوسط، من خلال علاقات سياسية واستراتيجية قوية مع معظم بلدان العالم العربي، فيما غزا جيشها في السنوات الماضية أفغانستان والعراق، وتقوم أساطيل تابعة لها بأعمال دورية في مياه الخليج العربي، وتشن في أحيان عدة هجمات جوية فوق اليمن، وكذلك شاركت في الحرب على ليبيا بعد انطلاق الثورة من أجل إسقاط نظام القذافي.

سياسة خارجية دون مفاجآت

في حديث مع (دويتشه فيله) رأى بول سالم، مدير مركز كارنيجي للشرق الأوسط أن فوز أوباما بولاية ثانية يعني استمرار السياسة الخارجية الأمريكية بنفس الوتيرة، ما يعني بأنه لن يكون هناك حراك على صعيد الملفات العربية سواء فيما يتعلق بعملية السلام في الشرق الأوسط، أو العلاقة مع دول الربيع العربي، أما العلاقة مع إيران فقد تشهد تواصلًا دبلوماسيًا لمنع وصولها إلى تنفيذ برنامج نووي عسكري.

وأوضح سالم أن أوباما في بداية دورته الثانية سيكون منشغلًا في الشئون الداخلية الأمريكية وبخاصة الوضع الاقتصادي، ولن يلتفت كثيرًا تجاه القضايا الخارجية باستثناء علاقة بلاده مع روسيا التي ستشهد مفاوضات للوصول إلى قواسم مشتركة فيما يتعلق بالعلاقة بين الطرفين.

وتعتبر الولايات المتحدة الأمريكية اللاعب الأبرز في سياسة الشرق الأوسط، من خلال رعايتها لعملية السلام المجمدة حاليًا بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وكذلك دعمها للربيع العربي في تونس ومصر واليمن، وأحداثه الدائرة حاليًا في سوريا بشكل ساهم كثيرًا في تغيير قيادات عدد من الدول العربية.

الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي.. تباين في الآراء

واتفق المحللون السياسيون أن السياسة الأمريكية لن تبذل جهودًا مضنية لحل القضية الفلسطينية وإنهاء النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي بشكل كبير، لاسيما بعد فشل أوباما في بداية ولايته الأولى بالدفع نحو حل سياسي وإقامة دولة فلسطينية جنبًا إلى جنب مع إسرائيل.
 
وقال محمود خلف، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، لـ DW أن هناك ضبابية في مسألة تحريك عملية السلام لاسيما في ظل الحكومة الإسرائيلية اليمينية والتحالف ما بين بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي، ورئيس حزب إسرائيل بيتنا اليميني المتشدد افيغدور ليبرمان، مشيرًا إلى أن السياسة الخارجية الأمريكية ثابته باتجاه هذا الملف سواء من الجمهورين أو الديمقراطيين.

وأضاف أن السياسة الأمريكية لن تحدث أي اختراق كبير في منطقة الشرق الأوسط إلا في حال تغيرت المعطيات القائمة حاليًا، سواء بقيام انتفاضة فلسطينية ثالثة أو تحرك عربي مختلف عن النحو السائر حاليًا.

من جانبه توقع جورج جقمان، المحلل السياسي الفلسطيني والأستاذ في جامعة بيرزيت في رام الله لـ DW، أن يكون التدخل الأمريكي في الشأن الفلسطيني- الإسرائيلي أكبر في ظل انتخاب أوباما لولاية ثانية لأن الإدارة الأمريكية تدرك أن استمرار الوضع على ما هو عليه لن يدوم، وأن السلطة الفلسطينية على حافة الانهيار وهذا لن يكون في صالح أحد، مما قد يدفع إلى اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة.

وتقاطع رأي سالم مع جقمان بضرورة تدخل الولايات المتحدة في عملية السلام، خوفًا من ظهور عوامل جديدة بعد الثورات العربية، وإمكانية تدخل الجمهور العربي لاسيما المصري في المواجهة الدائرة مع الفلسطينيين.

استبعاد الحرب مع إيران

رأي بول سالم أن إدارة أوباما الجديدة ستولي أهمية كبرى للملف النووي الإيراني لمنع حدوث أي مواجهة عسكرية مع طهران، وذلك من خلال تدخل دبلوماسي كبير، في ظل إعلان القيادة الإيرانية بأنها غير راغبة في صنع قنبلة نووية، وأن إنتاجها النووي قطع الكثير من الخطوط الحمر التي وضعتها إسرائيل.

وأشار محمود خلف إلى أن الحرب مع إيران مستبعدة تمامًا نظرًا للتجربة الأمريكية الباهظة الثمن خلال حربها في أفغانستان أو العراق، وأن فلسفة أوباما كانت الخروج من المستنقع العراقي وليس الدخول في حروب جديدة غير مضمونة النتائج.

ويشهد الملف النووي الإيراني اهتمامًا بالغًا لدى الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وروسيا وكذلك لدى إسرائيل، لخشية الدول العظمي من وصول إيران للسلاح النووي مما يشكل تهديدًا استراتيجيًا على حليف الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، أي إسرائيل، وكذلك على الدول الخليجية التي ترى في وصول إيران للسلاح النووي خطرًا على مصالحها وامتدادًا للمنهج الشيعي.

مواجهة محتملة مع السلفيين

وشهدت المنطقة العربية خلال السنتين الماضيتين ثورات شعبية أطاحت بزعماء كانوا حلفاء مقربين للولايات المتحدة الأمريكية في كل من تونس ومصر وليبيا واليمن، فيما تستمر انتفاضة مسلحة في سوريا أحد أبرز حلفاء إيران في المنطقة.

وأوضح اللواء خلف أن أمريكا ستتعامل مع دول الربيع العربي كما تعاملت معها منذ البداية، وأنها تقبلت وصول الإسلاميين إلى الحكم، وأن العلاقات ستكون بناءً على استمرار المعطيات الحالية في المنطقة، مضيفًا أنه في ظل استقرار العلاقات الاقتصادية بين أمريكا والدول العربية لاسيما مصر، ومع حفاظ مصر على معاهدة السلام سيستمر الوضع على ما هو عليه دون تغيير كبير.

أما بول سالم، فيرى أنه لا سبب لوجود أي صدام مع الإسلاميين، ولكن قد تكون المواجهة مع السلفيين الجهاديين، حيث أن سياسة الإخوان لا تتعارض مع فلسفة الولايات المتحدة في المنطقة، واستمرت الزيارات بين الجانبين، وكانت زيارة الرئيس المصري الأولى هي للحليف الأكبر للولايات المتحدة في العالم العربي وهي السعودية مما يشير إلى طمأنينة في واشنطن.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان