''نهاية العالم'' نبوءة كذبتها ''ناسا''.. وعلماء الدين: ''كذب المنجمون ولو صدفوا''
تقرير - هبة محسن:
بين الخرافات والحقائق يقف العالم أجمع في انتظار حلول شمس 21-21-2012 وهو الموعد الذي حددته نبوءة شعب ''المايا'' لينتهي فيه العالم وتنتهي الحياة علي كوكب الأرض.
هذه ''نبوءة'' لقت مروجين لها في جميع أنحاء العالم ووجدت أيضاً من يؤمن وبها ويصدق في صحتها، وهناك شعوباً بالفعل بدأت تتخذ احتياطاتها استعداداً لنهاية العالم وآخرين بدأوا يستغلون هذه الشائعة لتحقيق مكاسب مالية.
ولا أحد يعلم مدي صحة هذه النبوءة القديمة ولا أحد يعلم ماذا سيحدث في هذا التاريخ وهل سيكون مجرد فاصل زمني للعبور إلي عصر أخر أم نهاية حقيقية لكوكب الأرض.. إن نهاية العالم وقيام الساعة أمر من الأمور الغيب ولا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى.
نبوءة المايا
حضارة ''المايا'' هي حضارة وجدت منذ 5000 آلاف عام في أمريكا الوسطي التي تعرف حالياً ب''جواتيمالا وبليز وهندراوس وسلفادور'' وقد بلغت هذه الحضارة قمة تألقها في علوم الفلك في القرن الثالث الميلادي حيث وضعوا تقويم ''المايا'' الذي استطاعوا من خلاله التنبؤ بالفيضانات والظواهر الشمسية المختلفة، توقع شعب المايا وفقاً لحساباته الفلكية أن ينتهي العالم في هذا التاريخ 21-12-2012 وهو موعد نهاية تقويم المايا.
وتقول نبوءة المايا أن كوكب غريب –أطلق عليه العلماء اسم نيبيرو Nibiro - له قوة مغناطيسية جذب عالية سيكون في هذا التاريخ في أقرب نقطة له من كوكب الأرض مما يفقده توازنه ويؤدي إلي حدوث زلازل وفيضانات هائلة تدمر الكوكب وتقضي علي الحياة فيه.
وتوقع علماء صينيون أن ينتهي تأثير هذا الكوكب علي الأرض بحلول عام 2014 ليكمل مساره الشمسي ليعود مرة أخري إلي الأرض بعد مرور 4100 عام، بينما يري آخرون أن الترويج لمثل هذا الأمر سببه التغيرات المناخية الحادثة في الأرض الآن واتهمت هوليوود بأنها زادت من هوس العالم بهذا التاريخ بعد إنتاجها لفيلم 2012 والذي تحدث عن نفس الفكرة.
أكذوبة
وعلي الرغم من وجود مؤيدين لهذا الطرح إلا أن معارضيه كثيرين وهؤلاء وصفوه الحديث عن نهاية العالم بأنه مجرد ''أكذوبة''، حيث ذكر بعض علماء الفلك أن ما يثار بشأن ظهور كوكب ''نيبيرو'' مجرد فرضيات لا أساس لها من الصحة وبنيت علي الخيال، وأكدوا أن هذا الأمر تم طرحه من قبل عام 2003 ولم يحدث شيء للأرض.
وانتشار هذه النبوءة بشكل الكبير وتصديق البعض لها دفع وكالة ''ناسا'' لعلوم الفضاء إلي تكذيبه بشكل رسمي علي موقعها علي الإنترنت، حيث نفت رصد أي جسم غريب بالقرب من الأرض له مواصفات كوكب ''نيبيرو'' الذي يتحدث عنه البعض وأن ما ظهر من صور له مجرد خدع إما تم تصميمها بالفوتوشوب أو ملتقطة بعدسات الكاميرات، وأكدت الوكالة الأمريكية أنه لا يمكن إخفاء وجود مثل هذا المجسم في الفضاء لأن هناك الكثيرين حول العالم سيكتشفونه.
اختراع صيني للنجاة
وفي محاولة للنجاه من هذا اليوم، قام أحد المواطنين الصينيين باختراع حاوية ضخمة تشبه الكرة الأرضية يمكن للإنسان البقاء داخلها دون أن يتأثر بما يحدث خارجها، وقد تم تصميم هذه الحاوية للتغلب علي أشد أنواع الزلازل والأمواج.
واستخدم مخترع الحاوية الذي يبلغ من العمر 45 عاماً الصلب المطعم بالألياف الزجاجية في صناعة غلاف الحاوية وقام بتزويدها بأنابيب أكسجين وأسّرة وأطعمة ومشروبات لكي يبقي الإنسان داخلها لمدة شهرين، وتسع داخلها 30 شخصاً، وتبلغ تكلفة هذه الحاوية 30 ألف يورو.
ولم تقف الحكومة الصينية أمام مروجي هذه النبوءة مكتوفة الأيدي؛ فقد قامت باعتقال 101 شخص حتي الآن من مروجين لنهاية العالم وجميهم ينتمون لطائفة تسمي ''الإله القدير'' –وهي طائفة دينية متشددة- بتهمة إرباك النظام الاجتماعي باسم الدين.
ويبدو أن في الأمريكان أيضاً من يؤمنون بصحة هذه النبوءة حيث ذكرت مجلة التايم الأمريكية أن 10% من الأمريكان يؤمنون بنبوءة نهاية العالم في 21-12-2012.
انتعاش السياحة مع نهاية العالم
وعلي ما يبدو أن شركات السياحة في العالم لم تفوت فرصة علي نفسها لتحقيق مكاسب ضخمة من هذه الشائعة؛ حيث تنظم عدد من شركات السياحة احتفالات ضخمة بعدد من الدول احتفالاً بهذه المناسبة في حال كذبت نبوءة المايا، وتبدأ الاحتفالات من يوم الجمعة وتستمر لمدة 3 أيام.
وأعنت عدد من الفنادق في المكسيك وأمريكا الوسطي عن عزمها تقديم عروض مستوحاه من حضارة المايا للاسترخاء بعيداً عن الهموم والجلوس لإنتظار وقوع هذا الحدث.
كذب المنجمون
ومع كل هذه الأمور التي طرحناها من قبل لا يمكن أن نغفل رد الدين علي نبوءة المايا ومروجيها؛ حيث أكد الشيخ عبد الحميد الأطرش – أمين لجنة الفتوي السابق بالأزهر الشريف – قائلاً: '' إن الله عز وجل وحده يمتلك مفاتيح الغيب ووحده يعلم متي تقوم الساعة'' .
وأوضح عسكر أن الله سبحانه وتعالي اختص بالمغيبات ولم يعطي علمه ومفاتيح غيبه لا للملائكة ولا للجان ولا حتي للرسول صلي الله عليه وسلم واختص به لنفسه، فكيف يعطيه لإنسان عادي.
وأضاف أن حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم في هذا الأمر واضحاً فهو القائل ''كذب المنجمون ولو صدفوا'' أي أن المنجمون كذبوا حتي لو تحقق تنجيمهم بالصدفة، مؤكداً أن مثل هذه الشائعات مجرد ''خزعبلات'' يساعد الإعلام علي انتشارها بين الناس .
فيديو قد يعجبك: