لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

استطلاع لمصراوي: الإخوان خسروا 37% من تأييدهم في الشارع

03:46 م الثلاثاء 17 أبريل 2012

كتب - أحمد منعم:

''تماماً كثورة أوكرانيا التى اتت برئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشنكو، ثم انقلبت عليها الإرادة الشعبية، هذا - على ما يبدو - هو حال الإخوان المسلمين فى مصر، حيث انتخبهم الشارع بعد الثورة، ثم ها هى - الثورة - بدأت تنقلب عليهم''.

مثال يربط بين ثورة يناير المصرية، وثورة أوكرانيا البرتقالية فى 2004 - 2005، وكان الشاهد في المثال ان الإخوان كما يقول وليد سالم - 26 سنة - فقدت جزءا عظيما من شعبيتها فى الشارع المصري كنتيجة طبيعية للإخفاقات المتتالية للجماعة - التى تمثل أغلبية برلمانية فى مجلسي الشعب والشورى''.

مصراوى قام بإحراء إستفتاء لإختبار شعبية جماعة ''الإخوان المسلمين'' بعد مرور عام ونيّف على الثورة، وبعد مرور ثلاثة أشهر على إنتخابهم أغلبية فى البرلمان المصري، واعتمدنا فى ذلك على عينة عمدية ضمت 380 من المتطوعين.

ونؤكد في البداية أن إستطلاع الرأي هذا لا يعبر بالضرورة عن الصورة الكلية للشارع المصري، لكنه يوضح بصدق موقف من قاموا بالتصويت فيه، ويعطى خيطاً دقيقاً يمكن للمعنيين التقاطه وإختباره.

الإخوان خسروا 37% ممن أيدوهم فى السابق


يظهر إستطلاع الرأى الذى تم إجراءه أن نسبة أقل بقليل من 20% من المصوتين هم من سيختاروا جماعة الإخوان المسلمين، وجناحها السياسي حزب ''الحرية والعدالة'' لو أُعيدت الإنتخابات فى وقتنا الان.

جدير بالذكر أن جماعة الإخوان المسلمين ممثلة فى البرلمان بنسبة تفوق الـ 35%، وهذا ما يعنى أن نسبة المصوتين لمصلحة الجماعة ربما تكون قد تقلصت بحوالى 15% ـ على الأقل.

وفى الشريحة التى قالت أنها صوتت للاخوان فى الإنتخابات الأخيرة فى نهاية العام الماضى، وبداية العام الحالى نجد أن 37% قد بدلوا رأيهم من مؤيدين للجماعة، وحزبها السياسي، إلى غير داعمين لها.

وفى مقابل ذلك فإن نسبة تزيد على 62% أكدوا إستمرارهم على تأييد الإخوان المسلمين، معلنين أنهم لا يزالون على نفس الدعم السابق، مشيرين الى انهم سيصوتون لمصلحة الإخوان فى حال أجريت الإنتخابات فى الوقت الجارى.

هل فقدت الإخوان جزء من شعبيتهم؟


القيادى فى جماعة الإخوان المسلمين صبحى صالح، عضو مجلس الشعب عن حزب الحرية والعدالة فى البرلمان، نفى أن تكون الجماعة التى ينتمى هو إليها قد فقدت شعبيتها، لأن فقدان الشعبية تعبير كبير، وخطير لا يمكن إستخدامه بعبثية، لكنه فى المقابل يرى أن الإخوان المسلمين ربما فقدت شريحة من جملة الناس الذين كانوا يساندونها قبل ذلك.

وفى المقابل فإن الدكتور محمد حبيب، نائب المرشد العام المنشق عن الجماعة فى عام 2011، يرى أنه ''بكل تأكيد فقدت الجماعة جزء من شعبيتها، وإن لم تنتبه الجماعة لرأى الناس فإنها لن تخطو للأمام خطوة، ولن تكسب أرض جديدة بل ستنتقل - كالحزب الوطنى - من خسارة لخسارة''.

أسباب ضعف الثقة فى الإخوان


يقول حسام الدين حسن، 50 سنة، ''أنا لن انتخت جماعة الإخوان المسلمين مرة ثانية، لإنهم اهتموا بأمور فرعية، وتركوا الأمور الأكثر أهمية'' ، قد لا يعبر هذا الرأى سوى عن صاحبه، لكنه رأى يطرح تساؤلات من ورائه، أهمها ما هى الأسباب التى دفعت المنسحبين عن تأييد الجماعة إلى القيام بمثل ذلك؟

يقول الدكتور محمد حبيب ''هناك أسباب متعددة لفقدان الإخوان ثقة الناس فيهم، أهمها تراجعهم المتكرر عن قرارات كانوا قد اعلنوا إلتزامهم بها ومنها ترشيح خيرت الشاطر، بعدما كانوا يؤكدون أنهم لن يدفعوا بمرشح للرئاسة، ومن قبل ذلك كانت نسبة التمثيل فى البرلمان، فكانت فى البداية نسبة 30% ثم تراجعوا عنها''.

يضيف القيادى الإخوانى المنشق ''هذا التراجع جعل ثقة الإخوان على المحك، ووسع الفجوة بين الإخوان وباقي القوى السياسية، والوطنية''.

وفضلاً عن التراجع فإن حبيب يرى أن ''الإخوان تعزل نفسها عن باقى أعضاء الجماعة الوطنية، فهى شبه معزولة عن القوى الثورية من ناحية، ومعزولة ايضا عن باقى القوى الليبرالية، وحتى الإسلامية، ومحاولتها السيطرة على كافة مؤسسات الدولة الديموقراطية أمر يثير حنق غير الإسلاميين، وحتى الإسلاميين من الجماعة التى يشكل حزبها السياسى (الحرية والعدالة) أغلبية البرلمان''.

فى المقابل يرفض صبحى صالح هذه الصورة التى ترسم الإخوان وكأنها الجماعة التى فقدت شعبيتها بالكامل، قائلاً ''المشكلة فى مقدار وعى الناس، وخلطهم بين وظائف السلطة التشريعية، والسلطة التنفيذية هو السبب وراء إنسلاخ البعض عن تأييد الجماعة، لكن هؤلاء لا يشكلون نسبة كبيرة بكل تأكيد، وإلى جانب هذا فإنه فى مقابل من إنسحبوا عن تأييدهم للجماعة فهناك نسبة ربما تكون أكبر من سابقتها أصبحت تؤيد الإخوان المسلمين''.

إذن فالوعى السياسى المحدود لدى شريحة كبيرة من المصريين - وفقاً لتعبير القيادى الإخوانى صبحى صالح - هو السبب الرئيس وراء فقدان جزء من التأييد الشعبي للجماعة، لأن ''الناس تخلط فى أوقات الأزمات - كأزمة البنزين الأخيرة - بين دور الحكومة فى إحتواء الأزمة، وبين دور البرلمان فى مراقبة الحكومة فى أدائها دورها''.

ويرد على ذلك الدكتور محمد حبيب قائلاً ''إلقاء التهمة على وعى الناس المحدود هو جزء من الحقيقة، وليس الحقيقة كلها، ولا ينبغى أن نتجاهل الأسباب كلها التى أدت إلى هروب جزء من الشارع بعيداً عن الجماعة'' .

الحل.. مزيد من التعددية السياسية


''كلما كانت قدرة الجماعة أو النظرية على تجديد نفسها، كلما كانت أقدر على البقاء أكثر فى الواقع، وإذا عانت الجماعة من ثمة مشكلة تسببت فى إبتعاد البعض، حتى ولو كان فرداً واحداً، فإنه من اللازم على الجماعة أن تعالج هذا الأمر وإلا فإنها لن تصمد فى مكانها كثيراً'' ـ رأى ألقت به داليا فضيل إحدى المتطوعات فى الإستطلاع الذى أجراه مصراوى.

وأكدت داليا أنها ابطلت صوتها فى إنتخابات البرلمان السابقة.

الحل فى رأى القيادى الإخوانى صبحى صالح، عضو البرلمان عن حزب الحرية والعدالة، غير واجب التفكير فيها طويلاً لأننا ''لسنا فى أزمة'' - على حد تعبير صالح، ومن خرجوا عن تأييد الإخوان هم ''ناس طيبة عندهم تعجل فى قراراتهم، ويمكن تجاوز الأمر معهم، وإعادتهم إلى تأييد الجماعة مرة اخرى''.

أما الدكتور محمد حبيب فيرى أن الأمر أكبر من ذلك بكثير، فالإخوان المسلمين التى تحاول السيطرة أو التواجد بشكل واضح فى قمة هرم كل سلطة من السلطات فى البلاد (كالبرلمان، والحكومة، ولجنة الدستور، ورئاسة الجمهورية) عليها أن تتراجع إلى الخلف عدة خطوات.

الرجوع إلى الخلف فى رأى حبيب يعنى '' الإستغناء عن عدد من الكراسى لباقى القوى السياسية، لتحقيق حد أعلى من التعددية السياسية، ويكفى الجماعة أنها تشكل أغلبية البرلمان، ولا ينبغى لها أن تهيمن على لجنة الدستور، والحكومة، والرئاسة بداعى أنها إختيار الأغلبية من الشعب''.

اقرأ ايضا:

إذ لم يعط العفو الحق للشاطر ونور في الترشح.. فلماذا أصدره ''العسكري''؟

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان