لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بمناسبة عيد تحريرها..هل تحررت سيناء بالفعل؟

11:50 ص الأربعاء 25 أبريل 2012

تحقيق - محمد أبوليلة:

''لا يجوز لمصر أن تنشئ أي مطارات حربية في أرض سيناء، ولا يجوز أن تنشئ أي مواني عسكرية في أي موقع على شواطئ سيناء سواء على البحر المتوسط أو على البحر الأحمر، ولا يجوز أن تحتفظ شرق قناة السويس وإلى مدى 58 كيلومتر بأكثر من فرقة مشاة ميكانيكية واحدة لا يزيد مجمل أفرادها عن 22 ألف ولا تزيد أسلحتها عن 126 قطعة مدفعية و126 مدفع مضاد للطائرات عيار 37 ملل و230 دبابة و41 عربة مدرعة من جميع الأنواع.

ولا يجوز لهذه القوة أن تخطو خطوة واحدة ولو لإجراء مناورات تدريبية، كما لا يجوز لمصر أن يكون لها شرق الخط المحدد لها بين أرض وطنها وبقية أرض وطنها أي قوة عسكرية مقاتلة أو مسلحة بأسلحة قتالية من أي نوع، ويتولى حفظ الأمن قوة الشرطة المدنية المصرية على أنه في منطقة تبدأ من حوالي الكيلو 58 شرق القناة إلى خط يبدأ من قرية الشيخ زويد عل البحر المتوسط وينتهي عند رأس محمد غرب شرم الشيخ ويبعد عن حدود مصر الشرقية 33 كيلو فإنه يجوز لمصر أن تستكمل مهمة   الشرطة المدنية بقوة حرس حدود بشرط أن لا تزيد عن أربعة كتائب بحيث يقتصر تسليحها على الأسلحة الخفيفة والعربات فقط.

أما باقي سيناء على الحدود الشرقية بعمق 33 كيلو بما فيها شرم الشيخ ومضايق تيران وشواطئ خليج العقبة فلا يجوز لمصر أن يكون لها إلا شرطة مدنية فقط لا قوات مسلحة ولا حرس حدود ولا بوارج ولا زوارق''

هذه ليست مسرحية هزلية وإنما بنود وفقرات الملحق العسكري الخاص باتفاقية كامب ديفيد التي وقعت بين مصر وإسرائيل في 17 سبتمر لعام 1978، والتي ترتبت عليها انسحاب أخر جندي إسرائيلي من سيناء في 25 من إبريل لعام 1982.

ولكن السؤال هنا وبعد مرور ثلاثين عام على تحرير سيناء من العدو الإسرائيلي، فهل حقا تحررت سيناء كما تزعم كتب التاريخ؟ هذا ليس سؤالا سهلا فهو يحتاج إلى إعادة تحليل وتفسير لبنود اتفاقية كامب ديفيد التي يرى الكثير من المحللين السياسيين أنها أجهضت دور مصر العربي والإفريقي وأضرت بالأمن والتنمية داخل سيناء.

فقد أكد عضو مجلس الشعب عن حزب الكرامة أمين اسكندر أن سيناء لم تتحرر بالفعل فلا يوجد مطارات ولا أسلحة ثقيلة ولا قواعد صواريخ كما أن سيناء مقسمة إلى ثلاث مناطق أ و ب و ج وكل منطقة محدودة التسليح ومحدودة العدد, وحينما نصل إلى النقطة ج سنكتشف أنها شرطة بتسليح خفيف وليس جيش والأخطر من ذلك أن اتفاقية كامب ديفيد أعادت صياغة الحياة المصرية والاقتصادية قائلا ''فهي التي جعلت اقتصادنا في يد البنك الدولي وصندوق النقد الدولي, فقد قزمت الدور المصري وأصبحنا توابع للدور الإسرائيلي والدور الأمريكي ويتم فرض علينا مخططات التطبيع من البنوك والمؤسسات الدولية أو الإتحاد الأوربي وأمريكا وإسرائيل.

وموضوع إلغاء الاتفاقية من عدمه فلابد أن تكون معلومات الاتفاقية تحت من بيده القرار السياسي فهل هناك معلومات متوفرة عن حالة تسليح جيشنا في سيناء وعن حالة اقتصادنا وفى النهاية هناك بدائل فمن الممكن المطالبة بإعادة التفاوض حول الملحق الأمني لسيناء أو نقوم بإعلان تجميد الاتفاقية، إضافة إلى تنمية سيناء فهي قضية إستراتيجية مهمة جدا''.

وفي السياق نفسه أضاف الكاتب الصحفي سعد هجرس ''احتفالات عيد تحرير سيناء تأتى هذا العام وسط خصوصية شديد ليس لأنه ثاني عيد تحرير سيناء بعد ثورة 25 يناير وإنما لأن سيناء الآن تمر بأوضاع دقيقة جدا فلا توجد محكمة ولا قسم شرطة يعمل في سيناء وتوجد أحداث عنف غريبة فالأمن يكاد يكون غائب تماما عن شبه جزيرة سيناء ونحن نتحدث عن بوابة مصر الشرقية فالخطر الأمني ليس داخلي فقط وإنما خارجي أيضا.

والشيء الأخر أن هذا العام يحدث تصاعد شديد في قضية تصدير الغاز لإسرائيل وأنابيب الغاز التي تم تفجيرها 15 مرة حتى الآن ووصل الحال إلى وقف تصدير الغاز لإسرائيل وهذا في حدا ذاته أمر ولكن المفروض أن هناك سياقات أخرى للموضوع.

بالإضافة إلى أن السيادة على سيناء ليست مجرد شعار وإنما لابد أن تكون مرتبطة بالتعمير وأن تكون سيناء مليئة بالمصريين فمن المفروض أن يكون بها على الأقل 5 مليون من عدد السكان ولكن عدد السكان فيها حتى الآن لم يتعدوا نصف مليون نسمه وهذا تهديد خطير وهذا العام لابد أن يكون الحديث عن المجلس القومي لتعمير سيناء حديث حقيقي وأن يؤدي دوره الوطني بجدية.

كما أن كامب ديفيد هي أمر واقع حاليا وتحتاج إلى تغيير ولكن هذا التغيير مرتبط بالوضع الحالي في مصر فينبغي أن نقف على رجلينا اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا ومن كافة النواحي لأنه غير معقول أن بلد لا تستطيع أن تسيطر على الانفلات الأمني داخلها وإنتاجها شبه متوقف ونقول عاوزين تغيير كامب ديفيد حاليا وندخل في مواجهة مع إسرائيل وهذا عبث وفقدان للأولويات ولا ينبغي وراء الشعارات الجوفاء فينبغي أن نبنى سياستنا الداخلية وتستعيد الدولة المصرية سيادتها الحقيقية ثم نتحدث عن كامب ديفيد التي كنت وما زلت أحد المعارضين لها ولكن ليس هذا هو التوقيت المناسب في الحديث عن كامب ديفيد''.

 

اقرأ ايضا:

الجماعة الإسلامية تعلن المشاركة في جمعة 27 أبريل

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان