هاني عز الدين يكتب.. عجزة
بقلم - هاني عز الدين:
من عجزوا عن التفرقة بين حق وباطل عجزوا عن تذكر الشهداء واكتفوا بالسخرية منهم لم يكن منطقياً أن يتذكروا أن الجلاد الجديد هو تلميذ القديم وأن الجديد هو نسخة غير معدلة من سلفه.
ومن التحف بالسواد في أيام الحداد يختلف عن من تابع عبر شاشات التلفزيون التي يهيمن عليها النظام، هذا الذي لم يتوان عن قتل المواطن وتعذيبه وإهانته والذي بلغت به الوقاحة حد اقتحام المساجد بالأحذية من شاهد مشهد مفبرك من بعيد قد يكون عجز عن التوصل للحقيقة ولكن هل الجثث التي تم انتشالها لم يكن فيها ضحية واحدة هل كانوا جميعاً بلطجية؟.
فمن اعتاد على تصديق الكذب يعجز عن أن يمنح عقله فرصة للتدبير والتعقل، ومن رفض الظلم والمهانة وصوت لهما عجز عن التمييز وعن تدبر الأسباب، فببساطة هذه هي قدراته ليس بسبب الجهل أو خراب الذمم ولكن لانعدام الرؤية وضبابية المشهد الذي اختلط فيه الخبيث بالطيب.
لو كان القائد والإمام المتبع هو نفسه من لم ينطق بالحق في وجه السلطان الجائر واكتفى بلعن السياسة عند انتهاك الجيش لحرمة المساجد فما عسا المريدين أن يفعلوا؟.
من لم يجد قوت يومه أو دواؤه أو لم يتمتع بأدنى الحقوق الإنسانية في ظل نظام مبارك واستمع لكلمات تجار الدين والاستقرار وصدقها، فقد عجز عن سؤال نفسه لماذا يمنحه مرشحه المال والزاد الآن بالذات ولم يسأل نفسه أين سيقف هذا المرشح منه عقب توليه المنصب رغم تكرار المشهد.
من عجز عن أن يحكم بالعدل والحق في وجه القتلة، لم يرتد قميص الامتياز في عملية انتخابية ، إذ لم يسمح له التأكد من أسماء ضباط الأمن الموجودين في الكشوف ولا يحق لهم التصويت لكن القدرة واتته فقط عندما وجه الشكر للمجلس العسكري لذا في النهاية سيعجز أيضاً عن توخي الشفافية في أحكامه أو التمعن في نظر الطعون.
هذا المقال يعبر عن رؤية الكاتب ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع.
اقرأ أيضا:
شاهد في مجزرة بورسعيد: جماهير المصري ''انتم هتموتوا النهارده ''
فيديو قد يعجبك: