هل يحتفظ الاخوان بشعبيتهم فى الأقاليم بعيداً عن القاهرة؟
تحقيق - عمرو والي:
هناك إجماع على إنخفاض شعبية جماعة الإخوان المسلمين بعد سلسلة من الأزمات الأخيرة مع الحكومة والمجلس العسكرى وتراجع الجماعة عن موقفها من عدم خوض انتخابات الرئاسة وتقديمها للمرشح الدكتور محمد مرسى ممثلاً عن حزب الحرية والعدالة.
لكن "مصراوي" يطرح تساؤلاً حول مدى تأثر شعبية الإخوان فى المحافظات المختلفة والأقاليم بعيداً عن القاهرة، وهل نسبة التدهور واحدة في الحالتين، بالتزامن مع قرب إجراء الإنتخابات الرئاسية المقبلة.
كانت البداية مع الدكتور نبيل عبد الفتاح الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية والذى أكد على أن هناك تحفظات عديدة على أداء جماعة الإخوان المسلمين الممثلة فى حزب الحرية والعدالة الذى يشكل أغلب التركيبة البرلمانية، مشدداً على أننا أمام ممارسة برلمانية لم تحقق من وجهة نظر الكثيرين الآمال المنشودة.
وأضاف عبد الفتاح: بطبيعة الحال الأحوال المعيشية فى القاهرة الكبرى تختلف عن المحافظات ذات الطبيعة الريفية أو التى يغلب غليها الطابع القروى ليشمل الفلاحين والعاملين البسطاء ولكن تبقى مشاكل المواطن العادى واحدة، فمن يوفر لهم وسائل المعيشة سيكون له الحظ الأوفر فى الإنتخابات.
وأوضح: إنحازت الجماعة إلى القضايا التى إتصلت بالصراع على السلطة مع المجلس العسكرى والأمور المتعلقة بالشرعية فى البلاد وأغفلت قضايا متعلقة بالغذاء والصحة والبطالة والإسكان والأمن وهى الأمور التى تشغل بال المواطن العادى، مشيراً إلى أن الطبقات الفقيرة فى المحافظات الأخرى تأتى القضايا الإقتصادية لديها فى المرتبة الأولى عن السياسية.
وأشار إلى أنه لا توجد قياسات علمية دقيقة لإتجاهات الرأى العام في مصر يمكن أن نحدد بها إنخفاض أو زيادة الشعبية ومازلنا نعانى من الإفتقار لمقومات الإستبيان العلمية خاصة فى إستطلاعات الرأى المتغيرة كل يوم والتى إنتشرت فى وسائل الإعلام أو على شبكة الإنترنت.
وتابع: الأحداث السياسية تسير بوتيرة سريعة للغاية وبشكل متصاعد كل فترة ونتيجة لذلك سيكون الصندوق الإنتخابى فى النهاية هو الفيصل أمام نجاح أو فشل كل المرشحين.
ومن جانبه يرى الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن محمد مرسى المرشح لإنتخابات الرئاسة يظل مرشحاً هاماً للغاية خاصة وأنه يمثل جماعة سياسية لها آلية إنتخابية منظمة تستطيع حشد مؤيديها فى أى لحظة إلا أن فرص فوز مرسى تظل محدودة خاصة بالنظر إلى وجود مرشحين آخرين من التيار الإسلامى.
وأضاف: لا نستطيع بأى حال من الأحوال قياس درجة شعبية أو قوة تيار سياسى إلا عند إجراء الإنتخابات لأن الشعب فى النهاية هو من سيختار رئيسه القادم، مضيفا، من القراءة العامة للمشهد نجد إحساس بخيبة الأمل من أداء البرلمان عموماً والتيارات الإسلامية تحديداً خاصة بعد الأزمات العديدة التى جعلتهم يدخلون فى صدام مع الحكومة فلم تعد الهالة القوية المصاحبة لهم موجودة بنفس القوة فى الماضى.
واختتم تصريحاته بأن الموقف من الجماعة أو غيرها من التيارات السياسية الحزبية أو المستقلة لا يختلف من مكان لآخر لأننا نعيش فى دولة واحدة أى حدث بها يتأثر به الجميع.
من جانبه رفض صبحى صالح عضو مجلس الشعب عن حزب الحرية والعدالة إعتبار جماعة الاخوان فقدت شعبيتها مشيرا إلى أن الجماعة تتمتع بشعبية فى الشارع مدللاً على أن الشعب أختار البرلمان بأغلبية من حزب الحرية والعدالة بالإضافة إلى إنتخابات النقابات وغيرها.
وأضاف صالح: حتى لو إنخفضت فهى جزء بسيط لا يقارن بشعبيتنا الجارفة فى جميع محافظات مصر مشيرا إلى الجميع دائماً يتهم البرلمان بعدم حل المشاكل أو الأزمات على الرغم من أن ذلك هو مسئولية السلطة التنفيذية يعنى تنفيذ السياسات والقوانين والقواعد التى يسنها البرلمان ممثل السلطة التشريعية.
وأشار: الجماعة لها تأييد شعبى كبير قادر على إنجاح مرسى مشيرا إلى أن حملة مرسى ضمت متطوعين جدد فى جميع ربوع مصر.
وأوضح: مشروع النهضة الذى حدده الحزب يهدف في المقام الأول إلى القضاء على الفقر والبطالة، ويسعى لتحقيق نهضة اقتصادية وصحية وعلمية وسياحية وبناء مؤسسات قوية.
وتعتمد جماعة الاخوان المسلمين بشكل كبير علي عدد من القري التي تعتبر مراكز قوي للجماعة وتعد هذه القري بمثابة الصندوق الذي تحتفظ فيه الجماعة بأصوات ناخبيها حيث تكثف جماعة الاخوان المسلمين من تواجدها داخل هذه الاماكن هذا الي جانب الخدمات التي تقوم الجماعة بتقديمها لأهالي هذه القري بهدف كسب التأييد.. ومن اللافت للنظر أن القري التي يكتسب فيها الاخوان هذه الشعبية كلها من القري الاكثر فقرا علي مستوي الجمهورية طبقا لتقاريرصادرة من البنك الدولى مؤخراً.
ومن الملاحظ أن جماعة الاخوان المسلمين سعت ومازالت تحاول نشر أفكارها ومعتقداتها بين عامة الناس خاصة البسطاء منهم، والمتابع لعلاقة الاخوان بالريف يلاحظ أن الكفة داخل الجماعة تميل لمصلحة الوافدين من الريف علي حساب أهل المدينة حتي أن ابناء الريف اصبحوا يفوقون عدداً ابناء الحضر في الجماعة.
وتعد البحيرة معقل الاخوان المسلمين في مصر فهي تعتبر مركز القوة الاكبر للاخوان في الوقت الحالي واخذت المكانة التي كانت تحتلها الاسماعيلية في قلوب الاخوان باعتبارها شهدت بداية الجماعة عام 1928 علي يد مؤسسها الامام حسن البنا حيث ينتمي إلي البحيرة القيادي البارز جمال حشمت.
الجدير بالذكر أن برنامج الالف قرية الاكثر فقرا الذي كان ينفذه الحزب الوطني السابق كان موجها في الاساس لمواجهة شعبية الاخوان في هذه القري وتعتمد سياسة الاخوان في ذلك علي اختيار المكاتب الادارية للاخوان في المحافظات للقري الاكثر فقرا في الدائرة ثم يدرسون اوضاعها بعناية شديدة ثم يعدون لها برنامجا سياسيا يناسب تطلعاتهم وآمالهم ومطالب اهلها حيث يتناول الاخوان في دعايتهم الهموم الاساسية للمواطنين والتي نادرا ما يلتفت اليها مرشحو باقي الاحزاب والقوي السياسية الاخري.
فيديو قد يعجبك: