هاني الناظر: البحث العلمي بحاجة لوزارة مستقلة لتحقيق النهضة المنتظرة
أجرى الحوار - نور عبد القادر:
أعلن الرئيس محمد مرسي أنه سيولي أولوية خاصة لمشكلة البحث العلمي بمصر والتي تم تجاهلها بالنظام السابق، وكان هذا الامر جليا وواضحا في برنامجه الانتخابي.
ولكن البعض يرى أن البرنامج لم يتطرق للمشكلة بجدية وانما اعلن فقط الاهتما بالبحث العلمي، فكيف يجب ان يتعامل الرئيس الحالي للبلاد مع مشكلة البحث العلمي بمصر والعلماء والباحثين.
حاوزنا الدكتور هاني الناظر، مدير مركز القومي للبحوث سابقا، للوقوف على ازمة البحث العلمي بمصر وكيف يجب ان تتعامل الدولة في ظل النظام الجديد.
كيف ترى وضع وزارة البحث العلمي خلال النظام القديم؟
للاسف البحث العلمي لم يكن من ضمن اولويات الدولة وكانت الوزارة عبارة عن وزارة تسكين ومجاملة لاحد رجال النظام او من لم يجدوا له منصب وزاري، وقد أن الاوان ان تتغير تلك النظرة وتتحول لوزارة مستقلة وليست تابعة للتعليم العالي ولها ميزانية خاصة ويطلق عليها وزارة العلوم والتكنولوجيا وهذا يعني ان الرئيس الجديد لديه نية الاهتمام بالعلم والبحث العلمي.
وهل هناك خطوات للبدء في عمل ذلك؟
لابد من وضع استرتيجية للبحث العلمي لمدة عشر سنوات قادمة تتضمن أن يتم وضع ميزانية للوزاراة تصل الى 4% من الناتج القومي بدلا من 2و0% التي تنفق الان عليه واغلبها لمرتبات الباحثين والموظفين فهناك قرابة 25 ألف موظف وقرابة 40 مركز بحثي وهو الامر الذي لا يمكن الادارة من الانفاق على البحث العلمي.
وماذا عن المراكز البحثية واوضاعها؟
هناك مشكلة تواجه تلك المراكز فهي لا تعمل تحت وزارة واحدة ولكن هناك مراكز تتبع وزارة الزراعة واخرى الاسكان والصناعة وبالتالي لا يوجد بينهم تواصل من اجل تكاتف الجهود لحل المشاكل والتي تواجه الصناعات المصرية ونحن هنا بحاجة لتعديل القوانين واللوائح المنظمة لعمل المراكز البحثية من اجل السماح بحرية الابداع والشراكة بين تلك المراكز والقطاعات الانتاجية.
وماذا عن اوضاع علماء مصر؟
ظروف العلماء المصريين بالداخل صعبة للغاية بداية من الرواتب الضئيلة وغياب الرعاية الصحية، فالباحث او العالم لايقل راتبه عالميا عن 25 ألف جنيه شهريا في حين ان راتب الباحث بمصر لا يتعدى 3 الاف جنيه، كما اننا نعاني من مشكلة العلماء المهاجرين فهناك قرابة 18 ألف باحث في امريكا وكندا و20 ألف بدول اوربا والعديد متواجدون باليابان والصين والهند وكوريا ويتعدى عددهم 50 ألف عالم بينما اعدادهم داخل مصر لا تتجاوز 100 ألف باحث وعالم.
مازالت مصر تعاني من مشكلة البعثات العلمية، فكيف يجب أن يكون موقف الادارة القادمة؟
للاسف تنفق البلاد ملايين الجنيهات سنويا على طلاب البعثات واغلبهم لا يعودون، لهذا اطالب بتقليل البعثات وتوفير نفقاتها من اجل الانفاق على استقطاب العلماء المصريين العاملين بالخارج من اجل العمل بمصر والتدريس بالجامعات والمعاهد البحثية والمراكز العلمية وبالتالي نقل خبراتهم لطلاب مصر لان المبعوث الواحد يكلف البلاد مليون جنيه استرليني وتوفير تلك الامكانيات من اجل اجراء مؤتمرات علمية لتبادل الخبرات.
وماذا عن الاختراعات المصرية وعدم الاستفادة منها؟
لابد من وضع آليات جديدة لتسويق الابحاث فحتى الان لا توجد آلية داخل مصر للتسويق البحثي للابحاث العلمية وربط تلك الابحاث بالقطاعات الانتاجية الزراعية والصناعية وغيرها وتحويلها لمنتجات وطنية تساهم في السوق المحلي وتنافس بالسوق الدولي وتخفف من حجم الاستيراد وقد تزيد من فرص التصدير.
هل يبدأ مفهوم البحث العلمي من الجامعات كما هو شائع؟
مطلقا فالبحث العلمي منهج يبدأ مع السنوات الاولي للتعليم وجميع الدول المتقدمة تربي النشء على البحث والعلم منذ سنوات الروضة، وفي مصر يتخيل المصريون ان البحث العلمي هو الحصول على درجات الماجستير والدكتوارة، وأن الاوان للنظام الجديد ان يعدل تلك المفاهيم ويتم تهيئة المدارس والجامعات لفكر البحث العلمي وتوفير المعامل والادوات والاجهزة، وهي امور غير متوافرة بمصر، وهذا الامر يتطلب تنسيق وزارات التربية والتعليم والتعليم العالي والمراكز البحثية من اجل دعم تلك المفاهيم وكذلك الاعلام والثقافة لنشر برامج التوعية بالبحث العلمي ومفاهيمهن ليصبح الابداع هو عنوان التعليم بمصر.
ماذا تتمني من الرئيس المنتخب للبلاد؟
اتمني ان يوفي بوعده ويولي البحث العلمي أهتمام خاص ويصبح له وزارة مستقلة وميزانية تكفل له النمو والتطور وعليه ان ينظر للاستراتيجات والبحوث التي قام بها علماء مصر من اجل النهوض بالبحث العلمي ولدي استراتيجية للنهوض اتمني لو يتم الاهتمام بها..
اقرأ ايضاً:
خبراء التعليم: تطوير المناهج لا غنى عنه في الجمهورية الجديدة
فيديو قد يعجبك: