بالصور.. مسجد ''القائد إبراهيم'' بين ثورة المتظاهرين وخشوع المصلين
الإسكندرية - محمد محجوب أبو العلا:
الزمان: الليلة السابعة والعشرون من ليالى شهر رمضان عام 1433.. المكان: ساحة مسجد القائد إبراهيم المطلة على كورنيش الإسكندرية بمنطقة محطة الرمل.. الحدث: حشود الآلاف من جمهور الإسكندرية لأداء صلاة التراويح و التهجد لإلتماس ليلة القدر.
مسجد القائد إبراهيم.. ذلك المسجد الذي ارتبط ارتباطا وثيقا بالأجواء السياسية فى مصر قبل ثورة يناير وبعدها حيث كانت واقعة خالد سعيد من أوائل الاحداث التى لفتت الأنظار إلى ساحة مسجد القائد إبراهيم، حتي اندلعت ثورة 25 يناير، لتتحول ساحة المسجد إلى نقطة تجمع وانطلاق جميع القوى السياسية بالإسكندرية لتكون خير شاهد على المظاهرات والمسيرات التى طافت شوارع الإسكندرية.
ويشاء القدر أن يتحقق شيئا من مطالب الثورة قبل حلول شهر رمضان هذا العام وذلك عندما تولى الدكتور محمد مرسي مقاليد الحكم فى البلاد بعد أن أطاح بالفريق أحمد شفيق المحسوب على النظام البائد، لتهدأ بعدها الإسكندرية، وتتوجه بالشكر إلى المولى عز و جل من خلال أداء صلاة التروايح والتهجد بنفس الساحة الثورية ساحة مسجد القائد إبراهيم.
مسجد القائد إبراهيم من أشهر المساجد التي بنيت بالإسكندرية في منطقة محطة الرمل في مصر ويشتهر بمئذنته الطويلة الرشيقة، وأيضا جذبه للمصلين من جميع أحياء الإسكندرية خصوصا في شهر رمضان.
ويعود تاريخ بناء المسجد إلى عام 1948 وخطيبه هو شيخ الإسكندرية الشهير ''أحمد المحلاوي'' قبل أن يمنعه الأمن من اعتلاء المنبر في العام 1996 وإمامه في شهر رمضان هو الشيخ ''حاتم فريد''.
وفي عام 1948 أقيم هذا المسجد في الذكرى المئوية لوفاة القائد العظيم إبراهيم باشا بن محمد على، والى مصر السابق ومؤسس العسكرية المصرية الحديثة، وقام بتصميم المسجد مهندس روسى شغل منصب كبير مهندسى الأوقاف عقب مسابقة أقيمت لذلك، وأصبح القائم على أعمال القصور والمساجد في عهد الملك فؤاد الأول.
ويتميز المسجد بزخارف من عصور مختلفة وبمأذنة رشيقة مرتفعة تتميز عن دونها أيضا بوجود ساعة فيها، ويوجد بجانب الجامع دار مناسبات تابعة للمسجد، ويطل المسجد على البحر وعلى حدائق جميلة فضلا عن ذالك ميدان محطة الرمل الشهير.
ويعتبر المسجد من أشهر مساجد الإسكندرية في إقامة صلاة التراويح والتهجد في شهر رمضان بالمدينة، حيث يأتيه المصلين من جميع مناطق وأحياء الإسكندرية ومن مسافات بعيدة، حيث تصل ضخامة عدد المصلين في رمضان وخصوصا في العشرة الأواخر إلى مئات الآلاف، ويلتف المصلون من حول المسجد إلى ميدان محطة الرمل وميدان صفية زعلول والكورنيش، حتى إلى مناطق بعيدة عن مكان المسجد بجانب مكتبة الاسكندرية ومنطقة الشاطبى وتتعطل حركة المرور نهائيا وتغلق بعض الشوارع لضخامة عدد المصلين خصوصا في العشرة الأواخر من شهر رمضان منذ منتصف الليل وحتى الساعات الأولى من الفجر.
ويتميز المسجد بشيخه ذو الصوت الرائع والشجن الشيخ الشاب ''حاتم فريد الواعر'' وبعض الأئمة والخطباء المتميزين، وتأتى بعد ذلك مساجد أخرى تنظم صلاة التهجد والتراويح في المدينة مثل جامع المرسى أبو العباس وجامع يحيى وجامع الصداقة بسيدى بشر، ولكنها لا تحصل على ضخامة عدد المصلين مثل القائد إبراهيم.
ومع قرب نهاية شهر رمضان الكريم وتغير الظروف والأجواء السياسية بمصر.. هل تهدأ ساحة مسجد القائد إبراهيم بعد رمضان بهدوء الأمور السياسية، أم ستشهد الميداين والساحات مظاهرات و مسيرات ثورية أخرة؟
فيديو قد يعجبك: