''الهمشري''.. طبيب مصري تضامن مع السوريين فاختفى واتهم بـ''التجسس''

كتبت - هند بشندي:

محمد الهمشري.. طبيب مصري شاب.. متخصص في الأمراض النفسية والعصبية.. يحضر للدكتوراه وللزمالة البريطانية في مجال تخصصه.. أب لطفلة تبلغ من العمر عامين.. فجأة اختفى.. وقيل عنه أنه متهم بـ ''التجسس''.

لكن ما تفاصيل الحكاية.. القصة يرويها لمصراوي زميل له وهو الدكتور هيثم حسن فيقول'': محمد كان ذاهب إلى لبنان من أجل توصيل مساعدات للاجئين السوريين في لبنان بالتنسيق مع لجنه الإغاثة باتحاد الأطباء العرب وبالتعاون مع جمعيات أهلية داخل لبنان، وصل مطار رفيق الحريري في بيروت يوم السبت الماضي الساعة السادسة صباحا، بعدها انقطعت أخباره تماما واختفي، كان من المفترض أن يتصل بأهله يطمئنهم على وصوله لكن هذا لم يحدث، وحتي الآن لا نعرف عنه أي معلومة سوى أنه قبض عليه من قبل المخابرات اللبنانية'' .

ويتابع صديقه المقرب قائلاً:'' حتي الآن لا نعلم التهم الموجهة اليه، ولا نعلم مكانه، هل هو محتجز في المطار أو في مقر تابع للمخابرات كلها تفاصيل مفقودة حتي هذه اللحظة ؟!''.

كل ما يملكه أهل وأصدقاء محمد الهمشري هو خبر أذيع في  قناة ''المنار'' التابعة لحزب الله اللبناني وهو ''القبض على طبيب مصري بحوزته أجهزة تجسس وتصنت''، ويقول الخبر أن ''الطبيب يحقق معه من قبل مخابرات الجيش اللبناني''، وهنا عرف أهل وأصدقاء ''محمد'' أول الخيط، والخيط الوحيد حتي الآن.

يؤكد هيثم أنهم ليس لديهم أي تفاصيل'' اتحاد الأطباء ارسل محامي وأهله أيضا أرسلوا محامي، والمحاميان الاثنان أحدهما مصري والآخر لبناني منعوا من التواصل معه'' .

ويقول صديق الهمشري: ''لم يصدر أي تصريح رسمي لبناني بالقضية، ولم تبلغ السفارة المصرية هناك، والسفير اللبناني في القاهرة صرح أنه لا يملك أي معلومات عن القضية'' .

وعن جهود وزراة الخارجية المصرية، أوضح هيثم أن ما يقال أنها تبذل مساعيها لإطلاق سراحه وفق ما أعلنه التليفزيون المصري، مشيراً إلى تضامن كل من اتحاد الأطباء العرب، وجمعيات ومؤسسات الطب النفسي ونقابة الأطباء ومراكز حقوقية، قائلاً: ''الشعب كله معانا''.

وعن ما أشيع عن انتمائه لجماعة الإخوان المسلمين، وأن ذلك قد يكون سببا لاعتقاله قال صديقه: '' محمد غير منتمي لجماعة الإخوان المسلمين إطلاقاً، وليس لديه نشاط سياسي، والنشاط السابق الوحيد له هو نشاط إغاثي أيام أحداث ليبيا ذهب هناك وبصحبته أدوية وخيوط جراحية، ولديه انشطة من هذا القبيل''.

وعن وجود أجهزة تواصل حديثة بصحبته قد يعتقد أنها أجهزة تجسس قال هيثم:'' ''معه أجهزة انترنت عادية، زي اللي في بيت أي واحد فينا !'' .

وأكد ''هيثم '' أنهم مستمرون في الوقفات الاحتجاجية ''حتي آخر لحظة هنفضل ورا هذه القصة''، مضيفا: ''كنا في وقفة أمام قصر الاتحادية، واليوم عند سفارة لبنان وهنستمر هناك ولو الموضوع يحتمل تصعيد أكثر هيحصل ده'' .

واختتم الصديق المقرب للدكتور محمد الهمشري حيثه قائلاً:'' أبسط قواعد احترام للمصري هو التواصل مع أهله وسفارته وحكومته وإبلاغهم بمكانه وبالتهم الموجهة اليه، وهذا لم يحدث على الإطلاق... كل اللي محمد عمله إنه متضامن مع الشعب السورى'' .