لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

المتهمون بـ''التعدي على موكب الرئيس'' يروون تفاصيل ''غيابات السجن''

04:38 م الخميس 13 سبتمبر 2012

كتب - شريف أيمن:

''الاعتداء على موكب الرئيس وإهانته''.. تلك كانت التهمة الموجهة إليهم فى شهر أغسطس الماضي، قبل أن تقضي محكمة جنح مصر الجديدة، فى سبتمبر الجاري، ببراءتهم.. إنهم المواطنون الأربعة الذين اتهموا بالتعدي على موكب الرئيس مرسي أمام قصر الاتحادية بمصر الجديدة.

وذكرت تحقيقات النيابة أنه حال خروج موكب الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية من قصر الاتحادية يوم 6 أغسطس الماضي، تجمهر أكثر من 70 شخصًا، ورددوا هتافات معادية ومسيئة لشخص الرئيس، ورشق بعضهم الموكب بالحجارة والأحذية، مما تسبب فى إتلاف إحدى سيارات الموكب، إلا أن قوات الشرطة تمكنت من ضبط المتهمين، وإحالتهم إلى النيابة العامة التى أمرت بحبسهم على ذمة التحقيقات .

وكان لـ''مصراوي'' لقاء مع الأربعة مواطنين لكشف تفاصيل ما حدث معهم داخل ''غيابات السجن'' ...

المتهم الأول

أحمد رمضان عبد المنجى، طالب بجامعة الأزهر، شاب عشريني، لا يهوى السياسة ولم يعشق يوما التظاهر؛ فهو منشغل بدراسته، ولكن مع سيطرة جماعة الإخوان المسلمين على الحكم وأصبح الدكتور محمد مرسى رئيسا لجمهورية مصر العربية، نمت بداخله فكرة التظاهر ضد الجماعة تراوضه يوما بعد يوم فهو أزهرى رافض لفكر الإخوان، وبالفعل استجاب أحمد لفكرة التظاهر فبدأ بالنزول فى كافة المظاهرات المنددة بحكم جماعة الإخوان المسلمين .
 
ألقى القبض عليه يوم ٦ أغسطس بتهمة ''التعدى على موكب الرئيس مرسي''، لتتحول حياته الـى جحيم؛ حيث تم ترحيله إلى ''معسكر السلام'' التابع للقوات المسلحة الذى قضى فيه ثلاثة أيام فقط بعد أن تزايدت مطالباته بنقله إلى سجن أخر خاص بالمدنيين وبالفعل تم ترحيله إلى سجن طره .

وما أن وطأت قدميه مدخل السجن ليتفاجأ بأحد العاملين الملتحين بالسجن يدعى ''عصام'' يجرى ناحيته قائلا: '' انتو اللى ضربتوا مرسى بالجزمة''، حاملا فى يده ''شبشب''، وانهالت الضربات على وجهه ولم يشعر بشيء سوى صوت ارتطام ''الشبشب'' بوجهه، الذى أكد انه لن ينسى هذا الصوت الذى كسر كرامته وكبرياءه .

وبعد أن انتهت ''حفلة الاستقبال'' كما يطلق عليها بالسجون، وجد ''أحمد'' نفسه ملقى داخل ''زنزانة'' صغيرة بها نافذة واحدة يوجد بها ٤٦ فرد جعلته غير قادر على التنفس فى أيامه الأولى نظرا لقله الهواء داخل ''الزنزانة'' وشدة الحرارة، ولكنه مع مرور الوقت اعتاد على العيش بها، ولكن لم يسلم أحمد من سوء المعاملة داخل أسوار السجن؛ فهو محروم من أقل حقوقه وهى الطعام فكان يقدم له أطباق مختلفة عن باقى المساجين فكل وجباته عبارة عن رغيف عيش و''طبق فول أسود'' لا يصلح للاستخدام الآدمي، على حد قوله .

قضى ''منجىي'' - كما يلقبه أصدقائه - أكثر من شهر داخل أسوار السجن لم يخلو يوما من ضرب المخبرين داخل السجن وأشهرهم صبرى الذى كان لا يستطيع أن يبدأ يومه إلا بعد أن يوجه له بعض اللطمات على وجهه، وعندما رغب فى استرداد حقه وكرامته أجبروه على التوقيع على محاضر صلح حتى لا يستطيع أن يرفع أي دعاوى قضائية ضد السجن.
 
ظلت الحياة تضيق به حتى أصدرت محكمة مصر الجديدة  يوم ٨ سبتمبر حكما ببراءته من التهم المنسوبة إليه، فتم ترحيله إلى قسم مصر الجديدة لإخلاء سبيله واسترداد كافة الاشياء الخاصة به ليجد ملابسه ممزقة وبعض الأشياء التى تم مصادرتها بالقسم قد سرقت، ليخرج إلى النور مرة أخرى ولكن بملابس السجن، مؤكدا عدم مشاركته فى أية مظاهرات أخرى بعد أن شاهد ''أيام العذاب'' بعينه .
 

المتهم الثانى

محمود عبد الفتاح يوسف صاحب الـ ٥٠ عام - عامل معمارى - متعاطفا مع المجلس العسكرى قلبا وقالبا، كان مؤيدا للواء عمر سليمان وعندما خرج من السباق الرئاسى انتخب الفريق أحمد شفيق، ولكنه لم يكتف بالتعاطف فقط بل شارك فى كافة التظاهرات المؤيدة للمجلس العسكرى أمثال ''العباسية'' و''المنصة'' والتظاهرات الرافضة لحكم الإخوان فهو يحلم بدولة مدنية .
 
وما إن وجه السؤال إليه حول ما دار له داخل أسوار السجن، انهمرت الدموع من عينيه مرددا '' السجن صعب السجن صعب''، مؤكدا أن معاملته لم تختلف كثيرا عن المتهم السابق؛ حيث صدق على ما حدث من الشيخ عصام الذى وجه له ضربات بـ''الشبشب'' على وجهه أيضا، بالإضافة والإهانات اليومية التى تعرض لها خلال مدة إقامته بسجن ''طره'' من ضرب وسوء الطعام، وبعد أن تم الإفراج عنه أعلن عدم مشاركته فى أي تظاهرات أخرى، ولولا عدم توافر المال لترك مصر .
 

المتهم الثالث

''أحمد محمد أحمد'' المتهم الثالث فى قضية الاعتداء على موكب الرئيس مرسى، وفور إخلاء سبيله من قسم شرطة مصر الجديدة رفض الحديث إلى وسائل الإعلام قائلا: '' مش هتكلم غير لما أخد حقى''؛ حيث أكد شقيقه رامى أنه مرهق وسوف يروى ما حدث خلال الأيام القادمة ولكنه يحتاج فقط بعد الوقت للراحة، كما أكد على حرص العائلة على عدم انخراط ''أحمد'' مرة أخرى في الحياة السياسية المصرية .

المتهمة الرابعة

''ناهد محمد على'' المتهمة الوحيدة التى لم يفرج عنها حتى الآن على الرغم من صدور حكم البراءة؛ حيث فجرت أكبر مفاجأة قبل الإفراج عنها عندما ذكرت  أنها تدعي ''سيدة محمد علي''، وليست ''ناهد محمد علي''، مؤكدةً أن ناهد هي شقيقتها، وحين تم القبض علي سيدة لم يكن معها أي إثبات شخصية سوى بطاقة التعامل البنكي ''الفيزا كارد'' الخاصة بشقيقتها، وأجبرت من قبل الحرس الجمهوري بقصر الاتحادية، كما أجبرت بقسم شرطة مصر الجديدة منذ البداية على أن تنتحل شخصية شقيقتها حين يتم الحكم تقوم بالإفصاح عن الأمر، ومؤكدة أنها لم تكن تملك أي وسيلة أخرى بديلة .
 
الأمر الذى جعل نيابة مصر الجديدة تبدأ التحقيق معها مرة أخرى فى قضية انتحال شخصية شقيقتها، وقامت النيابة باستدعاء ''ناهد محمد'' لسؤالها عن قيام ''سيدة'' شقيقتها بانتحال شخصيتها، والتى أكدت خلال التحقيقات أن ''سيدة'' شقيقتها لم تحصل على أي نفع من ذلك وأنها تركت إثبات شخصيتها بالمنزل، لتحتجزها النيابة على ذمة التحقيق .

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان