لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بعد قرار وزير الداخلية عودته.. من هو''عسكري الدرك'' ؟

10:18 م الأربعاء 05 سبتمبر 2012

كتب - محمد أبو ليلة:

يبدو أن المشهد الأمني في مصر سيتغير نوعا ما خلال الفترة القادمة، خصوصا بعد تصريحات اللواء أحمد جمال الدين - وزير الداخلية -علي أنه يتم الآن الإعداد لعودة ما كان يعرف في الماضي بـ''عسكري الدرك''، الذي سيعود على شكل هيئة نقاط شرطة صغيرة موزعة في نطاق المربعات السكنية المتواجدة في بعض المحافظات.

''وزير الداخلية'' أكد أيضا في تصريحات صحفية أنه قرر إعادة تفعيل ''عسكري الدرك'' من أجل تحقيق معدلات متقدمة في تأمين المنشآت الحيوية وضبط الخارجين على القانون، مضيفا أن هذا المشروع سيبدأ تطبيقه في 4 مديريات أمن هي: القاهرة، والجيزة، والقليوبية، والإسكندرية.

وذلك بواقع قسم واحد بكل مديرية، كما أنه سيتم إنشاء أكشاك حديثة داخل المناطق السكنية والأحياء العمرانية، تتواجد بها قوة أمنية مكونة من ضباط وأفراد بسيارات حديثة، على أن يتم تعميم التجربة في كل المحافظات، خلال المرحلة المقبلة.. وذلك علي حد قول جمال الدين.

لكن السؤال هنا.. من هو عسكري الدرك؟

في البداية كلمة ''درك'' في المعجم الوسيط تعني ''اللحاق''، كما أنه وردت في معجم لسان العرب بالقول ''أدرك الشيء أي بلغه''، وفي معجم الصحاح في اللغة يقال''تدارك القوم أي تلاحقو لحق آخرهم بأوله''، أما كلمة ''درك'' في معجم (المنجد) تعني هيئة عسكرية مكلفة بواجبات الشرطة في حفظ الأمن بين السكان المدنيين ويطلق علي أعضائها رجال الدرك.

هؤلاء الرجال يرجع تنظيمهم إلي فرنسا حيث تم تشكيل وحدة من الدرك في القرن الثاني عشر الميلادي من أجل المحافظة علي الأمن بين السكان، كما أنه في القرن التاسع عشر قامت الدولة العثمانية بالاستعانة بقوات الدرك لحفظ الأمن بين مواطنيها، ومنذ ذلك الحين اتخذت كثير من بلدان الشرق الأوسط كلمة درك وأطلقت علي القائمين بحفظ الأمن والسلام بين السكان لفظ''عسكري الدرك''.

ففي مصر كان ''عسكري الدرك'' يجوب شوارع القاهرة على دراجة أو مترجلًا، حاملًا عصاه وصفارته لحفظ الأمن والممتلكات ومنع السرقات، ومطاردة اللصوص والمجرمين، وكل هذا كان يبعث الطمأنينة داخل المواطنين أن هناك من يحميهم ويسهر على حفظ الأمن.

ظل ''عسكري الدرك'' يمارس مهامه منذ ذلك الحين حتى جاءت ثورة 23 يوليو بفكر أمني جديد قامت علي إثره بإلغاء وظيفة ''عسكري الدرك''،و''كونستابل المرور''، و''الخفير النظامي''، واقتصر الأمر على وظيفتين فقط إما عسكري وإما ضابط شرطة، وظل الوضع هكذا حتى أواخر الستينيات عندما أدرك النظام فشل التجربة فقام بإنشاء معهد أمناء الشرطة ليضيف مسمى وظيفي آخر إلى جهاز الشرطة.

وفى سياق متصل، أكد اللواء علي جبر - الخبير الأمني - أن كل ما يقال عن عودة ''نظام الدرك'' مرة أخري لن يفيد البلاد علي الإطلاق، مضيفا :'' أن عسكري الدرك قديما لم يكن يتمتع بأجهزة متطورة للحد من ارتباك الجرائم في الشوارع، كما أنه لا توجد استراتيجية كاملة لتطبيق فكرة''عسكري الدرك'' بما يواكب العصر، إضافة إلي عدم كفاية رجال الشرطة خاصة قوات الأمن المركزي لتغطية تلك المناطق بصورة عامة''، علي حد قوله.

الجدير بالذكر أن قوات الدرك في مصر كانت مؤهلة لوظائف محددة لا تتخطاها، ولا توجد بها درجات ''ترقيات''؛ حيث يستمر عسكري الدرك في رتبته حتى انتهاء خدمته، وقد أخذت الحكومة المصرية هذا النظام من الاحتلال الإنجليزي، مثلها في ذلك مثل وظيفة ''كونستابل'' المرور وخفير النظام، ومعاون الإدارة الذي كان يعمل على حل القضايا بين المتخاصمين وأقسام الشرطة قبل وصولها للمحاكم وكان من خريجي كلية الحقوق.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان