لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

رجال الداخلية: مصير عيد الشرطة في يد الوزير الجديد

11:38 ص السبت 12 يناير 2013

كتب - أشرف بيومي:

أيام قليلة تفصلنا عن يوم الخامس والعشرين من يناير، ذلك اليوم الذي ظلت تحتفل فيه مصر بعيد الشرطة وتمنحه أجازة رسمية للمواطنين.

وقد استمر هذا الوضع لعقود طويلة حتي انطلقت شرارة ثورة 25 يناير، لتُطفئ بريق الاحتفال بجهاز الشرطة، والذي يُعد من الأسباب الرئيسية التي أشعلت لهيب الثورة.

حادثة الإسماعلية

خُصص هذا اليوم تحديدا للاحتفال بالشرطة المصرية بعد أحداث الإسماعيلية يوم الجمعة 25 يناير 1952 .

فبدأت الأحداث عندما وقفت كتيبة للشرطة قوامها 850 ضابط ومجند بما معها من عتاد ٍضئيل أمام جحافل الغزاة من الإنجليز وعدتهم 7000 ضابط وجندي قد فاقوهم في العدد والسلاح .

وقد سلم القائد الإنجليزي الشرطة المصرية إنذاراً لتسليم السلاح وإخلاء مبنى محافظة الإسماعيلية والانسحاب إلى القاهرة، وذلك ليتسنى لهم الانتقام من الفدائيين المدنيين من أهل الإسماعيلية حيث كانت الشرطة تمثلُ درعاً واقياً لحماية المواطنين بتلك الأنحاء .

فرفض وزير الداخلية آنذاك - وهو فؤاد سراج الدين - الاستسلام وأمر قواته بالدفاع عن المحافظة فقاتلهم أفراد الشرطة حتي أستشهد أكثر من 50 جندي فضلاً عن عشرات الجرحى .

كانت تلك المعركة تُمثل بطولة فائقة لرجال الشرطة والتي يتم الاحتفال بها في الخامس والعشرين من يناير من كل عام.

الإحتفال بعيد الشرطة واجب وطني

وعن مصير الاحتفال بعيد الشرطة هذا العام أكد اللواء على السبكى، نائب مدير أمن الإسكندرية، أن الاحتفال بعيد الشرطة أصبح مختلف عن كل عام بعد ثورة يناير 2011حيث أصبح يتم بشكل رمزى إلى حد ما يتمثل داخل أكاديميات الشرطة ويتم تحديد مكافآت لهم.

وأوضح السبكي، أنه ليس من اللائق إلغاء عيد الشرطة ، مضيفا أنه من المفترض بعد ثورة يناير أن يقيموا الاحتفال بعيد الشرطة فى نفس ميعاده حتي بعد هجوم المتظاهرين على أقسام الشرطة .

ونفى نائب مدير أمن الإسكندرية، كون ضباط الداخلية ضد الثورة جملة وتفصيلا أو معترضين عليها وغير مساندين لها ، متابعا: '' سنحتفل بشكل كامل بعيد الشرطة إلي جانب عيد الثورة عندما تعود الأمور إلي طبيعتها وتستقيم الحياة في مصر''.

وأضاف''السبكي'' أن من يُطالب بإلغاء عيد الشرطة أو أن تقوم بعمل أخر يعيد إلي الأذهان أحداث الإسماعيلية لتستحق الاحتفال بها، يعيش في واقع أخر فالشرطة لا تحتاج إلي حدث يجعلها تستعيد مكانتها.

وأردف قائلا'' فمنذ حادثة الإسماعيلية والشرطة تقدم الكثير من الشهداء من أجل هذا الوطن ، وإلي يومنا هذا يسقط كل يوم ضابط أو جندي من رجال الشرطة أثناء مكافحة الجريمة للحفاظ علي أمن البلاد''.

وأختتم لواء الداخلية حديثه قائلا'' ليس من المفترض الاحتفال بثورة يناير يوم 25 ، معللا ذلك بهدوء الأمور في ذلك اليوم وعودة بعض المتظاهرين من الشوارع إلي بيوتهم مرة أخري، مضيفا أن يوم 28 يناير هو الأحق بالاحتفال بالثورة نظرا لاندلاع الأحداث في ذلك اليوم.

الشرطة لا تأخذ مكافآت في عيدهم

وأشار العميد بلال لبيب مأمور قسم شبرا، إلي أن مصير الاحتفال بعيد الشرطة هذا العام أمر يٌسأل عنه وزير الداخلية بالتحديد، مؤكدا علي عدم إحتفالهم بهذا العيد خلال العام الماضي.

وفي نفس الوقت نفي ''بلال'' تقديم أية مكافآت للضباط كاحتفال رمزي، متسائلا بسخرية هل يوجد أموال في مصر لتغطي مرتباتنا لكي يتبقى منها مكافآت؟ فمصر أصبحت لا تحتفل بأي شيء.

ومن جانبه، استنكر اللواء فؤاد علام، الخبير الأمني ووكيل مباحث أمن الدولة الأسبق، الحديث عن مكافآت يأخذها ضباط الشرطة في احتفالهم بعيدهم، موضحا في الوقت نفسه أن عيد الشرطة عيد قومي وطني تاريخي لا أحد يستطيع أن ينكره بأي حال من الأحوال.

وأضاف ''علام'' يجب أن تحتفل مصر كلها بهذا العيد وليس جهاز الشرطة فقط ، فلو رجعنا للتاريخ وعلمنا مناسبة عيد الشرطة سنتأكد من أنه عيد تاريخي لابد من الاحتفال به لما قدمته الشرطة من تضحيات عظيمة وقتها وعلي مدار التاريخ.

الاحتفال بعيد الشرطة مرتبط بعودة هيبتها

وتحدث اللواء ''نشأت الهلالي'' مساعد وزير الداخلية ومدير أكاديمية الشرطة سابقا، بشأن مصير الاحتفال بعيد الشرطة قائلا: ان التاريخ علي مدار السنوات شهد علي الكثير من البطولات التي قام بها رجال الشرطة ، وألاف الضحايا التي قدموها للوطن إلي جانب العديد من الأعمال الإيجابية، فمهما توالت الأحداث علي مصر لا يمكن لأحد أن ينكر دورها البارز في حفظ الأمن.

وأضاف ''الهلالي''، أنه علي الرغم من بعض الأخطاء التي نُسبت لجهاز الشرطة وكانت أحد أسباب قيام ثورة 25 يناير إلا أنه لا يستطيع أحد أن ينسي تاريخ الشرطة عبر العصور المختلفة.

بينما أكد مدير أكاديمية الشرطة السابق، أن الأسلوب الذي تتبعه وزارة الداخلية للاحتفال بعيد الشرطة سواء كانت احتفالات داخلية أو خارجية لن أستطع أن أُجزم به لأنه يأتي من الوزير نفسه، ونظرا لتولي وزير جديد المسئولية فلا أحد يعرف حتي الأن اتجاهاته.

هذا وقد نفي الهلالي معرفته عن أي شئ يخص الاحتفال بعيد الشرطة في العام الماضي قائلا'' أقسم بالله أني لا أعلم شيئا عن هذا الموضوع، أو ما إذا كانت هناك احتفالات داخل الأكاديميات أم لا''.

واختتم مساعد وزير الداخلية السابق حديثه قائلا:''جهاز الشرطة لن يستعيد هيبته في المجتمع المصري لكي يحافظ علي الأمن ويحظى باحترام الناس للاحتفال معهم إلا عن طريق التزام الجميع بالقانون واحترام هذا القانون لمساعدة الشرطة في تنفيذه، فليس هناك أي حلول أخري لهذه المشكلة لأن الشعب المصري هجر القانون في الآونة الأخيرة .

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان