ليليان داوود: الإعلام ''بيوجع'' رأس الحكومة .. ويكفي مشاهدة باسم يوسف (حوار)
حوار - أحمد لطفي :
تصوير - محمد الشيمي:
تركت قنوات ''بي بي سي'' للذهاب الي فضائية ''أون تي في'' لتقديم برنامج ''الصورة الكاملة''، وعلي الرغم من أنها لبنانية الأصل، اعتبرت ''أون تي في'' خطوة هامة للتحاور مع المواطن المصري، والنظر الي القضايا المصرية، عن قرب خاصة بعد ثورة 25 يناير، مقتنعة أن الثورة في مسارها الصحيح وأن المصريين لن يجدوا ''الدنيا بنبمي'' بعد عامين .. هي المذيعة اللبنانية ليليان داوود..كان لنا معها هذا الحوار..
في البداية ..لماذا تركت قناة بي بي سي واتجهت إلى فضائية أون تي في؟
بكل اختصار قناة أون تي في، تتمتع بقدر كبير من المهنية والحيادية في الإعلام العربي و المصري، خاصة أن الشعب المصري يعيش مرحلة جديدة من حرية التعبير، والذي انعكس علي الفضائيات الخاصة التي أصبحت اجرأ في ظل محاولات القمع والتحجيم، ولكن لا يمكن المقارنة بين مدرسة بي بي سي وقناة أون تي في، لان بي بي سي، تظل مدرسة لجميع الصحفيين والإعلاميين، وعلينا كإعلاميين نقل هذه التجارب الي المؤسسات الأصغر، الي جانب أن قناة أون تي في لها قاعدة شعبية وجماهيرية مرتفعة في مصر عن بي بي سي.
هل ترين تقليص لحرية الإعلام في مصر ؟
نعم، ما زال هناك تقليص لحرية الإعلام والذي وصل لحد القتل العمد، مثلما ما حدث مع الزميل الحسيني أبو ضيف، أثناء ممارسته لعمله عند قصر الإتحادية، بالإضافة الي ملاحقات بحجب مقالات كتاب وصحفيين، وتشويه سمعة إعلاميين مما يعني أن معدل الخطر أكثر، فكان يقال علي نظام زين بن عابدين من أكثر الأنظمة قمعا للإعلام في تونس، ولكن في الشهور الأخيرة بمصر وجدنا الكثير من الانتهاكات والتهديدات، باتت أكثر وضوحاً من عصور سابقة سواء كانت بن علي أو الرئيس السابق حسني مبارك، ولكن ''الفضائيات تضيق والجرأة تزيد''.
ماذا تعني تلك الجملة ''الفضائيات تضيق والجرأة تزيد''؟
أن هناك محاولات للتضييق علي الفضائيات الخاصة، لأن أول شئ يوجع رأس الحكومة هي الإعلام لأنهم ''بيكونوا مش ماشين على هواهم''، ولكن علي الرغم من ذلك ''أنا متفائلة ويكفي مشاهدة حلقة من حلقات باسم يوسف''، فكل مرة سقف الأسئلة و الإنتقاد يعلو.
هل تتفقي مع إنشاء مجلس وطني للإعلام وحل وزارة الإعلام في ظل اعتراض الكثير بأنه تغيير لمسمي فقط؟
بالفعل، المسميات لا تفرق سواء كانت وزارة الإعلام أو مجلس وطني أو نادي الإعلامين، طالما المعايير في اختيار أعضاءه هي نفس معايير اختيار المجلس الأعلي للصحافة، و إدارات ماسبيرو ووزير الاعلام، ''فلا شي سوف يتغير ولا يكون نسخة طبق الأطل من الوزارة بل على الوزارة أن تظهر اختلافها حتي تثبت نواياها.
ما رأيك في المعايير التي تجب أن تتوافر في اختيار أعضاء المجلس للوطني للإعلام؟
بأن يمثل العديد من الصحفيين والإعلاميين العاملين بالمجال، ومن أشد المعارضين للرئيس محمد مرسي وحكومته، ولا تواجد شكلي مثل ما رأينه في الجمعية التأسيسية للدستور، بالاضافة الي المؤيدين للرئيس، وجميع أطياف الإعلاميين من معارضة.
هل تؤيدي عرض الإعلامي لرأيه في الفضائيات؟
ربما يكون نعمة وأوقات نقمة لآن استغلالها ''سهل'' وأنا ضد الإعلامي يقول رأيه، لأنه من الممكن أن صيغة رأيه عن طريق سلسلة من الأسئلة لتحفظه علي المهنية، وتعبر عن آراء المواطنين وهذه هي اللعبة الذكية، بالذكاء المهني الذي لابد أن يكون متواجد بتمثيل جميع الأطراف من طرح الأسئلة الصعبة.
اتهمت قناة ''أون تي في'' مؤخرا بالتحريض في حادث قطار البدرشين بسبب إذاعتها للخبر بعد الحادث بنصف ساعة..ما ردك؟
هو للي بيشتغل ويعمل شغل كويس يبقي مؤامرة، وأن قناة تكون شغلتها نقل الحدث أصبح هو العيب ''لا تعليق أكثر من ذلك''.
ماذا عن رأيك باحتفال بعض المنتمين للتيار السلفي بالذكري الثانية للثورة أمام مدينة الإنتاج الإعلامي ؟
من يريد الإحتفال يحتفل و من يريد التظاهر يتظاهر، ولكن ما دخل مدينة الإنتاج بهذا الإحتفال، فكان من باب أولي الإحتفال بميادين مصر لأنهم أساس الثورة المصرية وليس مدينة الانتاج.
هل تعاملتي من قبل إعلامياً بالرئيس محمد مرسي ؟
قمت بالفعل بإجراء مداخلة تليفونية خلال برنامج نقطة حوار في بي بي سي، ولم أكن أعرف منصبه داخل الجماعة، واعتقد أنه لم يتذكر هذا الاتصال لأنه تحدث مع العديد من القنوات الفضائية وقتها مثل الجزيرة، ولم اتخيل وقتها أن يكون رئيس للجمهورية أو أي شخص آخر.
بعد عامين من الثورة ..كيف ترين مصر ؟
رغم كل ما يظهر من تعقيدات وصعوبات إلا أن الثورة في مسارها الصحيح لأن لا يوجد ثورة تحدث بها تغيير بين ليلة وضحاها، ومصر عاشت عصور استبداد وظلم وفقر وجهل خلال أكثر من ستين عاما ، ولم يكون بعد عامين ''الدنيا بنبمي''، ولكن الشعب المصري في الطريق الصحيح من زيادة الوعي واعتراض الناس والتعليم ومحاربة الاستغلال، أما عن الخطاب الديني فهي معركة طويلة لم تظهر نتائجها بعد، فالثورة عملية تغيير طويلة ولم تنتهي بالنسبة بتتويج أول رئيس مصري منتخب، فالقضية ليس الوصول للحكم لأن من يفكر في هذا يقضي علي نفسه.
فيديو قد يعجبك: