إعلان

هتف الشعب المصري ''عيش''.. والآن ينتظر''ثورة الجياع''

04:52 م الثلاثاء 22 يناير 2013

كتبت- منى قطيم ومي الرشيدي:

''I don’t have food, I dont’t have any thing, me and my children, I will die tody''

كلمات لمصري ظهر في فيديو شهير أثناء ثورة يناير 2011 قالها بلغة إنجليزية قد تبدو ركيكة بعض الشئ ولكنها  تحمل رسالة واضحة مؤسفة مفادها ''لا أملك الطعام ولا أي شيء أنا وأولادي، سوف أموت اليوم''،  كان يتحدث وشرارة الثورة وأحداثها واضحة في عينيه، وإذا كانت الثورة قد قامت من أجل''العيش والحرية والعدالة الإجتماعية'' فهذا الفيديو حمل في طياته تعبير عن المطلب الأول وهو العيش الذي قرر ذلك الشخص الموت من أجله، قد لا نعرف ما إذا كان ذلك الشخص حي أم مات بالفعل، لكن كل ما نعرفه هو أن بعد مرور عامين على الثورة مازلنا نتسائل هل تحقق المطلب الأول وسط الغلاء الذي أصبح كالوحش الكاسر.

''العيشة'' كما يطلق عليها المصريين أصبحت لا تتطاق كما أكدت ''فوزية أحمد'' ربة منزل، فهي كما قالت''الحال زي ماهو، الحاجة كل يوم بتغلى مش عارفين نعيش، أنا مبشتغلش وجوزي هو اللي قايم بكل مصاريف البيت، وبدل الشغلة بيشتغل أتنين ومفيش بردوا فايدة، مش ناقص غير أني أخرج أولادي من مدارسهم وكلياتهم عشان يشتغلوا ويساعدوا في المعيشة''.

بائعة الخضار''أم سيد''، لم تتكلم بصفتها بائعة خضار فقط فهي أيضا أرملة وأم لستة أبناء،'' حتى لو الخضار غلي، الدنيا مش كلها خضار وبس، ما كل حاجة غليت، أنا من ساعة ماجوزي مات وأنا مش عارفة أصرف على البيت لوحدي، قولولنا أن الحال هينصلح بس محصلش، مفيش حاجة أتصلحت''.

ويأتي بائع الذرة المشوي ليؤيد كلام أم سيد ''حتى الذرة غليت، اللي كان الغلابة بيتصبروا بيها على الجوع في برد الشتاء، وبيتسلوا بيها في خروجهم على الكورنيش، طب نعيش إزاي نأكل منين، ونتعالج إزاي، وأهو عدى سنتين نستنى عشر سنين كمان''.

ثورة الجياع قادمة

الجميع في الشارع المصري يتحدث عن ما وصلته له الحالة الإقتصادية في مصر، فالغلاء أصبحت هي السمة السائدة في الأسواق، فالخضار واللحوم والأسماك والدواجن، وكافة السلع الإستهلاكية، لم تسلم من يد الغلاء التي تبطش بالمصريين في تفاصيلة مهمة لحياتهم اليومية إلا وهي الطعام، لم يخرج حديث المصريين عن هذا النطاق.

''قبل الثورة كان الحديث دائما ً يتمركز حول محدود الدخل، لكن الآن لم يسلم أحد من صعوبة المعيشة''، قد يكون من الغريب أن يخرج هذا الكلام من موظفة بهيئة حكومة، فـ''ناهد سيد'' التي يبدو من هيئتها أنها من تلك الطبقة التي تعرف في مصر بـ''الطبقة الوسطى''، هي أيضا تشكي حال العيشة في مصر قائلة: ''الحقيقة اللي ضحك علينا وقالنا أن الدنيا هيتظبط حالها بعد الثورة، كان ''واهم''، بالعكس الدنيا بتسوء، غلاء وإقتصاد واقف، ووعود مفيش حاجة فيها بتتنفذ، ولسه الخوف من اللي جاي، اللي أقدر أقوله أن ثورة يناير كانت مقدمة، والموجة التانية هتبقى ثورة جياع''.

غلاء الأسعار بين الحكومة والشعب والتجار

قد تشعر للحظات أن هناك تناقض طوال الوقت بين ما يقوله الشعب وبين ما يقوله التجار وبين ماتقوله الحكومة، فالتجار، كادوا أن يحلفوا بكل ما هو مقدس بأن الأسعار لم تتغير، وإن حدث ماهو سوى تذبذب في الأسعار لفترة ولكن الأمر استقر الآن، هذا ماقاله أحدى الجزارين بمنطقة حدائق المعادي، لكنه في نفس الوقت برر الركود وعدم وجود زبائن، بأن'' الحال واقف''، فعلى حد قوله ''من بعد الثورة الدنيا بقت صعبة مش عشان الحاجة غليت لا عشان معدش فيه شغل ولا فلوس، فالناس دلوقتي بتعتبر اللحمة من الكماليات اللي ممكن تستغنى عنها''.

إذا كان اللحم الآن أصبحت من الكماليات على حد تعبير بعض التجار، فحتى طبقة رجال الصناعة في مصر وأصحاب الأعمال الحرة، لم يكن الحال بالنسبة لهم أفضل بعد الثورة، فـ''محمد خالد'' وهو مالك لأحد المصانع التي تعمل في مجال تصنيع''البراويز''، فرأى أن ''الناس أصلاً مبقتش لاقية تأكل، فبالتالي محدش هيضيع فلوسه فشراء بروايز ومستلزمات ديكور''، مؤكداً أن'' حال السوق بعد الثورة يتسم بالركود، فإذا كنت بكسب 10 قروش قبل الثورة، فبعدها بكسب 5 قروش''.

وعلى الرغم من أن الثورة تقترب من عامها الثاني، إلا أن هذه الفترة تعاقبت فيها عدد من الحكومات، والتي تفاوت أدائها، لكن حتى الآن لم تأتي حكومة تجعل الشعب يشعر بالتغير، حتى بعد انتخاب رئيس للجمهورية، والذي حملت كل خطاباته مضمون واحد، أن الرخاء سيعم و أن الحديث عن الإفلاس هو إفلاس للشخص المتحدث، إلا أن الكثيرون وجدوا أن الأمر مجرد كلام، فــ''محمود بهجت'' وهوشاب موظف في القطاع الخاص، قال''أنا حاسس أننا لسه أيام مبارك، كله كلام في كلام مبنخدش غير الكلام، بيحاولوا يحسسونا أن الدنيا وردي، أومال الهم اللي أحنا فيه دا فين؟ مش في مصر!''.

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج

إعلان

إعلان