إعلان

تقرير: مصر وألمانيا.. علاقات عريقة ومصالح متبادلة

12:05 م الأربعاء 30 يناير 2013

كتب – سامي مجدي:

قال تقرير للخارجية الألمانية إن العلاقات مع مصر عريقة، تدعمها المصالح المتبادلة، مشيرة إلى أهمية مصر الإقليمية تعتبر مفتاحاً للاهتمام الألماني.

واضاف التقرير – تلقى مصراوي نسخة منه – أنه ينتظر أن تعزز زيارة الرئيس محمد مرسي إلى ألمانيا هذه العلاقات بين البلدين.

وغادر القاهرة الرئيس مرسي القاهرة صباح الأربعاء متوجها إلى ألمانيا في زيارة تستغرق عدة ساعات يلتقى خلالها المستشارة الالمانية انجيلا ميركل لبحث دعم العلاقات الاقتصادية بين البلدين بالإضافة الى بحث اخر تطورات الاوضاع السياسية في مصر والمنطقة.

ولفت التقرير إلى أنه ربما كانت من أكثر المرات التي ظهر فيها وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله ضاحكاً سعيداً بهذا الشكل خلال زيارة رسمية. كان ذلك قبل حوالي عامين من الآن، عندما زار وزير الخارجية الألماني المتظاهرين الذين كانوا محتشدين في ميدان التحرير في القاهرة، والذين هتفوا: ''تحيا ألمانيا، تحيا مصر''.

وذكر أن فيسترفيله وعد المتظاهرين حينها بمساعدة ألمانيا للثورة المصرية، مضيفة أن ذلك لم يكن بالنسبة له مجرد تجربة خلاص، لأن أرض النيل مكنت السياسة الخارجية الألمانية من الخروج من حالة الذهول التي سببتها بدايات الربيع العربي، على حد تعبير تقرير الخارجية.

وقال التقرير إنه ''ومنذ ذلك الحين بدت برلين ملتزمة بما وعدت به لمساعدة مصر في طريقها بعد سقوط الدكتاتور حسني مبارك. أربع مرات كان وزير الخارجية هناك''.

وأشار إلى أن وزير الخارجية الألماني أكد مع نظيره المصري على الروابط العميقة بين البلدين، وقال له خلال زيارته الأخيرة لبرلين ''عزيزي محمد، زيارتك هي زيارة صديق حميم لألمانيا''.

أهمية استراتيجية واقتصادية

وذكرت وزارة الخارجية الألمانية أن فيسترفيله قال إن مصر النسبة لألمانيا ''دولة أساسية في المنطقة''، مضيفا ''لن تنجح التغييرات في المنطقة إلا إذا نجحت في مصر''.

ورأى التقرير أن فيسترفيه قد يكون على حق، ملفتة إلى أنه لأنه يتحدث قبل كل شيء، عن أكبر الدول العربية من حيث عدد السكان؛ عن بلد ذي ثقل كبير من الناحيتين الاقتصادية والعسكرية، وتأثير واسع من الناحيتين الثقافية والسياسية في العالم العربي، حسب التقرير الذي أضاف أن '' مصر تتمتع – في الواقع – بدور ثقافي رائد بالنسبة لجيرانها''.

ويقول التقرير إنه من وجهة نظر الألمانية فإن مصر تعتبر شريكاً تجارياً رئيسياً في العالم العربي، ويأتي قبلها فقط الجزائر وليبيا والسعودية، موضحا أن البضائع التي تصدرها مصر لألمانيا تصل قيمتها إلى حوالي 1.7 مليار يورو.

ونقل التقرير قول مانفريد تيلتس من جمعية دعم التجارة الخارجية الألمانية (Germany Trade and Invest)، إن العلاقات الاقتصادية مع مصر جيدة بصورة تقليدية''.

واشار تيلتس إلى غرفة التجارة الألمانية العربية التي افتتحت قبل 60 عاما في القاهرة كأول غرفة تجارة خارجية ألمانية في العالم العربي.

ويؤكد تيلتس أن مصر تحتل موقعاً استراتيجياً، وتمثل بالنسبة للاقتصاد الألماني بوابة إلى المنطقتين العربية والإفريقية''.

والاقتصاد الألماني هو ثالث أكبر مورد للسلع إلى مصر متخلفاً بفارق بسيط عن الولايات المتحدة الأميركية والصين، وفقا لتقرير الخارجية الألمانية.

شريك سياسي يعتمد عليه

سياسيا، قالت الخارجية الألمانية إن برلين تعتمد على مصر بسبب موقفها البراجماتي المعتدل تجاه إسرائيل، والذي بدأ منذ أواخر سبعينات القرن الماضي واستمر حتى يومنا هذا، على حد قولها.

وأضافت الخارجية الألمانية إن الرئيس مرسي رغم اتهامه بالإدلاء بتصريحات معادية للسامية من قبل، توسط بنجاح بخصوص النزاع الأخير بين إسرائيل والفلسطينيين، ملفتة إلى أن تدخله الدبلوماسي حظي بالكثير من الثناء من برلين.

وتابع التقرير أن ''ألمانيا لا زالت لا توجه أي نقد حتى الآن بخصوص الأوضاع في مصر والتأخر أحياناً عن السير في طريق الديمقراطية، وخروج الجماهير إلى الشارع مجدداً''.

وبالنسبة للمساعدات، قال التقرير إن مصر لها الأولوية في المساعدات التنموية الألمانية.

ووفقاً لبيانات الخارجية الألمانية فقد قدمت ألمانيا لمصر خلال الخمسين عاماً الماضية ما يعادل خمسة مليارات ونصف يورو. ومنذ نهاية عام 2011 قدمت برلين 112 مليون يورو لدعم الطاقات المتجددة، كما تم الاتفاق على شطب 240 مليون يورو من الديون المستحقة على مصر.

تعاطف متبادل

وتقول الخارجية الألمانية إن ''آمال مصر كبيرة فيما يخص العلاقة مع ألمانيا، مشيرة إلى تصريح الرئيس محمد مرسي مؤخراً لصحيفة ''فرانكفورتر ألجماينة تسايتونج'' قال فيه ''آمل أن يصبح الدور الألماني في مصر والشرق الأوسط أكبر.. نحن نتحرك باتجاه بناء علاقة قوية مع ألمانيا''.

ترى الخارجية الألمانية أن المصريين منفتحين جدا تجاه ألمانيا، كما يؤكد الدكتور عبد الحليم رجب، الأكاديمي المصري المقيم في ألمانيا منذ عام 1995، ويدرس اللغة العربية في جامعة بامبيرج.

ويرى رجب أن ''العلاقات بين البلدين ستكون أسهل لأنها لا تعرف أي أعباء تاريخية، على عكس ما هو الحال مع بريطانيا أو أمريكا وتدخلاتهما في المنطقة''.

وتلفت الخارجية الألمانية إلى أن المصريين يشعرون أن الألمان لديهم اهتمام كبير بثقافتهم، وتشير إلى ما قاله الأكاديمي المصري ''لهذا تقليد عريق.. يكفي أن تلقي نظرة على شعراء الحقبة الكلاسيكية والرومانتيكية في ألمانيا''.

وذكر رجب أن الألمان لديهم فضول كبير تجاه مصر أمر من الصعب التغاضي عنه، مشيرا إلى تغطية المظاهرات في ميدان التحرير أو أوضاع الأقباط في الإسكندرية على سبيل المثال.

وتختم الخارجية الألمانية تقريرها بالقول ''هذه الدولة الشمال إفريقية بأجوائها الشرقية وحضارتها الفرعونية ثم الإسلامية تعتبر واحة يشتاق لها الألمان؛ فأكثر من مليون سائح يسافرون كل عام إلى أرض النيل، وحتى أولئك الذين لا يسافرون إلى مصر، يريدون أن يكونوا قريبين من الثقافة المصرية''.

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج

إعلان

إعلان