سياسيون: العنف متوقع.. واختلاف حول تأثير المبادرات على ''جمعة الخلاص''
تحقيق – هند بشندي:
تشهد مصر ''جمعة الخلاص'' التي دعت اليها عدد من الأحزاب والقوى الثورية والتي ستنطلق من مختلف الميادين نحو قصر الاتحادية وميدان التحرير، ودواوين المحافظات، حيث دعا كلا من حزب الدستور، وحزب التحالف الشعبى الاشتراكى، والحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، وحزب الكرامة، وحزب المصريين الأحرار، و6 أبريل، وحركة كفاية، والتيار الشعبى المصرى بالإضافة لعدد من القوى الثورية، الشعب المصري للتعبير عن رفض السياسات الحالية.
القوى السياسية تعلن عن ''جمعة الخلاص''
وأكدت القوي السياسية في بيان لها رفض العنف منهجًا وأسلوبًا للثورة، لافته الي أن هؤلاء الذين يمارسونه دفعوا إليه كرد فعل على سياسات النظام الساعية لسرقة الثورة لصالح جماعة الإخوان وسلطتها، وكرد فعل على استمرار سياسات الأمن والشرطة فى مواجهتهم بالعنف والقمع وإسالة المزيد من دماء المصريين وشهدائهم.
وحملت القوي السياسية الدكتور محمد مرسى وجماعته وحكومته مسئولية العنف الجارى الآن فى مصر ومسئولية دماء المصريين التى تسيل بسبب سياساته، بدءًا من أحداث الاتحادية، ومرورا بقتل شهدائنا فى بورسعيد والإسماعيلية والسويس.
العنف متواصل ومتوقع
وعن توقع العنف في مظاهرات ''جمعة الخلاص'' أكد طارق الخولي، وكيل مؤسسي حزب 6 أبريل أن منذ يوم الجمعة الماضية وحتي هذه اللحظة فالعنف متتالي ولا يتوقف، حيث تتعامل قوات الأمن بعنف مفرط يقابله عنف من قبل الثوار.
وأضاف: بالتأكيد سيكون هناك بعض أعمال العنف في ''جمعة الخلاص''، لكنه تمني ان يمر اليوم على خير بدون أحداث عنف.
الأربعاء الدامي قد يتكرر ولكن
وأشار الخولي أن أحداث الأربعاء الدامى قد تتكرر أمام الاتحادية، مضيفا ان ''ميلشيات الإخوان جاهزة في المساجد والمقرات القريبة من الإتحادية للانقضاض على الثوار لتصفيتهم أو استخدام العنف المفرط معهم خوفا من محاولات اقتحام قصر الاتحادية''.
وأكد ان الثوار سيقوموا بإفشال مخطط ميلشيات الإخوان، لأنه لن يتم اقتحام القصر، مشيرا ''ليس هذا غرضنا، فكان أمامنا فرصة لاقتحامه بكل سهولة ورفضنا ذلك''.
وعن وجود مندسين قد يحاولوا اقتحام القصر، نفي الخولي حدوث ذلك مع وجود حشود كبيرة من المتظاهرين، التي ستتيح السيطرة على أي أعمال عنف فردية.
مطالب الشارع أعلى من التحركات السياسية
وأوضح الخولي انه رغم صدور وثيقة الأزهر التي دعت لحقن الدماء والتهدئة من قبل كل الأطراف، ومبادرات عديدة من ضمنها مبادرة حزب النور لكن كل التغيرات السياسية لن تؤدى لتغيير على أرض الواقع؛ لأن سقف المطالب وصل لإسقاط مرسي والتعجيل بانتخابات رئاسية، بعد ان أصبح مرسي لا يصلح رئيس حتي ليوم واحد.
وأضاف أن سقف مطالب الشارع أعلى بكثير من التحرحكات السياسية، قائلا ''وهو ما نؤكد عليه في مظاهرات ومسيرات جمعة الخلاص''.
مسيرات سلمية
توقع الدكتور علاء عبد المنعم، البرلماني السابق، ان تكون مسيرات الجمعة سلمية، مشيرا انها مسيرات حاشدة هدفها رفض السياسات الحالية.
مؤكدا انا العنف غير مقبول ولا توافق عليه القوى السياسية، حيث انه يسئ للحركة الوطنية المصرية أكثر مما يسئ للنظام الحالي.
وعن إمكانية حدوث عنف في جمعة الخلاص، أشار أن هذا متوقف على رد الفعل ازاء الحشود السلمية، وهل سيتم مواجهتهم بعنف مفرط أم لا.
أما عن التعامل الأمني، فتوقع عبد المنعم تغيير تام في التعامل الامني، بعد ان ثبت للأمن ان العنف يزيد من أعمال العنف في المقابل.
كل شئ وارد
بينما رأى سعد هجرس، الكاتب الصحفي، أن وثيقة الأزهر، والمبادرات المطروحة ستكون عامل قوى يساعد على تهدئة الأجواء ليسير اليوم في سلام.
لكنه أضاف أن ''كل شئ وارد''، مؤكدا ان ذهاب المظاهرات نحو القصر الرئاسي تحدث في أي بلد ديمقراطي، ويكون هدفها وصول رسالة ما، المهم ان لا يحدث تعدي.
وأعرب هجرس عن تمنيه ان تكون المسيرات نحو القصر الرئاسي في جمعة الخلاص تعزز للسلمية ولا تزعزعه.
التظاهر حق لا يليق أمام الاتحادية
من جانبه، تمني دكتور خالد سعيد، المتحدث الرسمي باسم الجبهة السلفية ان يكون التظاهر حضاري، ولا يحدث صدام، مشددا على حق تظاهر الفئات السياسية وحقها في التعبير عن رأيها.
لكنه أشار أنه لا يليق التظاهر أمام قصر الاتحادية، وهو المقر الإداري للرئيس، قائلا ''لا نري أي قوانين في العالم تسمح بذلك ''.
عنف من بلطجية الفلول
وقال سعيد أن العنف الذي شهدته البلاد بداية من حرق مقرات الإخوان وقتل وضرب المواطنين، ومؤخرا جماعة البلاك بلوك، كل هذا يمثل إجرام، يخرجنا عن حضارية الثورة.
وحذر من ما تردد عن تواجد بلطيجة من قبل الفلول في جمعة الخلاص لضرب الثوار والفئات السياسية التي تعارض لضرب الفتنة في البلاد، مطالبا ''بتدخل الفئات الأمنية لمنع حدوث ذلك''.
واختتم حديثه بجملة ''ربنا يستر''، متمنيا أن يمر اليوم دون مزيد من العنف.
المبادرات ستنزع فتيل الأزمة
وهو نفس ما أكد عليه إكرام بدر الدين، رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الذي تمني أن لا تصل الأمور للصدامات والعنف، مضيفا انها ليست في مصلحة أي طرف، فحق التظاهر السلمي الدستوري كفل للجميع.
واعتبر أن المبادرات السياسية الحالية العديدة قد تؤدي لنزع فتيل الأزمة السياسية، وتقلل من حدة الاستقطاب السياسي، فالحوار هو الوسيلة الفعالة للخروج من الأزمة.
وشدد على أن المشكلة ستكمن في الخروج عن سليمة الثورة، واللجوء للعنف، وأيضا في حال تواجد اتجاهات سياسية متنافسة في نفس المكان، مما قد يسفر عنه الاصطدام.
فيديو قد يعجبك: