''قضية قصيدة الياسمين''.. بين ازدواجية ''الجزيرة'' وشبح الثورة في قطر
كتب - محمد طه:
كثيرًا ما تحدثت قناة ''الجزيرة'' القطرية عما يعانيه أصحاب الرأي في دول الربيع العربي، والويلات التي يشهدها سجناء وشهداء الكلمة في مصر وسوريا على وجه الخصوص. وكثيرًا ما وصف هذا الدوربالصحف العالمية على أنه مؤججًا للتمرد في الدول العربية وإحداث البلبلة خدمة لحكومة قطر التي تبحث عن النفوذ السياسي في الشرق الأوسط استغلالًا للتطورات المتلاحقة به.
ففي تقرير لـ''فاينانشال تايمز''، قالت الصحيفة إن النفوذ القطري يتجلى في ليبيا وسوريا بمساعدة ''المتمردين'' الذين أطاحوا بنظام القذافي في عام 2011، وأنها تضطلع بدور بارز في سياق محاولات المجموعات التي تسعى للإطاحة بنظام الأسد في سوريا، هذا بخلاف تغطيات ''الجزيرة'' للوضع في مصر بعد سقوط نظام الإخوان وارتباط ذلك بالموقف الرسمي للإمارة التي تستضيف على أراضيها الأب الروحي للإخوان الداعية الإسلامي المصري يوسف القرضاوي الذي حرض ضد جيش بلاده وأفتى بإهدار دم الجنود المصريين.
وإن كانت هذه الاتهامات الموجهة لـ''الجزيرة''، يُرد عليها دومًا من قبل القناة بأنها ليست إلا ناقلًا للوضع العربي بكل حيادية، مدافعة عن نفسها بإظهار الوجه المدافع عن حريات الشعوب. فإن سؤال يطارد دومًا القائمين عليها: أين ''الجزيرة'' مما يحدث في قطر؟
فضيحة العمال النيباليين..
في 26 سبتمبر من العام الجاري نقلت هيئة الإذاعة البريطانية BBC عن صحيفة ''الجارديان''، تحقيقًا، نشر بصفحتها الأولى، عن ''استغلال العمالة الأجنبية'' في قطر، وأعدت منظمة هيومان رايتس تقريرًا عن نفس الأمر عنونته بـ''بناء كأس عالم أفضل''؛ تناولا ما عاناه عشرات العمال النيباليين الذين تعرضوا لانتهاكات جسيمة، ومن قضى منهم نحبه خلال الاستعدادات لاستضافة نهائيات كأس العالم 2022.
وذكرت ''الجارديان'' أن ثمة أدلة على استخدام عمالة بالإكراه في مشروعات بنية تحتية، ونقلت عن عمال من نيبال قولهم إن بعضهم لم يحصل على رواتبهم منذ أشهر بهدف منعهم من ترك العمل. كما تحدث البعض عن مصادرة جوازات سفرهم وعدم منحهم بطاقات هوية. وجاء في التحقيق أن أكثر من 90 في المئة من العمالة في قطر مهاجرون من الهند، ونيبال، وسريلانكا، وباكستان، وبنغلاديش، ويتقاضون أجورًا متدنية ويتم إلحاقهم بمشروعات البناء، ما يبرز حجم استغلال الفقر الذي هرب منه المهاجرون بحثًا عن الآمان في مكان آخر.
سحب الجنسية من المواطنين..
عقب انقلاب الشيخ حمد بن خليفة بن حمد آل ثاني على والده والإطاحة به من حكم الإمارة في 1995، شهدت قطر نزع حكوميًا لجنسية ما يقرب من 5آلاف مواطنًا قطريًا من قبيلة المرة انتقامًا منهم لتأييد الأمير الأسبق خليفة بن حمد آل ثاني، بحسب تقارير سعودية، إلا أن توسطت الكويت في القضية لحلها. هذا غير العشرات ممن اعتقلوا سرًا بعد تجاوزهم الخط الأحمر بانتقاد النظام، بحسب كثير من النشطاء السياسيين.
بوعزيزي قطر..
ولعل قضية الشاعر القطري، محمد راشد حسن العجمي، الشهير بابن الذيب، الذي صدر بحقه حكمًا أيدته محكمة التمييز، مساء أمس الإثنين، بسجنه 15 سنة بتهمة ''التحريض ضد النظام'' على خلفية إلقائه لقصيدة اسمها انتشرت لاحقًا عبر موقع ''يوتيوب'' انتقد فيها الحكام العرب، خير دليل على وضع أصحاب الرأي بالإمارة العربية التي تدافع من وراء حجاب ''الجزيرة'' عن سجناء الحرية في الوطن العربي.
والسؤال الأهم هنا: هل نجت ''الجزيرة'' والحكومة القطرية بتجاهل خبر سجن الشاعر ابن الذيب أم أن ''بوعزيزي'' جديد يولد بأرض الخليج منذرًا برياح الثورة؟
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: